يقصده أهالي قريته ليحظوا بتسريحة مميزة ولكن في الأحيان الأخرى يكون لزيارتهم هدف آخر يتجلى بحل مشكلة أو تلبية طلب فهو "المختار" والحلاق.

مدونة وطن "eSyria" زارت المختار "الياس فاطرة" في مكتبه داخل صالون الحلاقة الخاص به بتاريخ 3/2/2013 ليتحدث عن حياته بين المهنتين فقال: «احتلت المخترة ولقب مختار مخيلتي منذ كنت صغيراً، ولطالما أحببت محبة الناس في القرية لمختارها، وأحببت دوره الذي لعبه على الصعيد الاجتماعي والخدمي ومساعدة الاهالي، وبقي الأمر بعيد التحقيق حتى تسلمت المخترة هذا العام».

هو شخص محب, متواضع, نشيط يعمل بصدق وأمانة واسع العلاقات الاجتماعية، ودود يعمل على تربية أولاده تربية محافظة ومتواضعة, يساعد الصغير مثل الكبير إضافة إلى انه شخص متقن لمهنته ومنصبه في المخترة

أراد السيد "الياس" أن يعطي لمهنة المخترة طابعاً شبابياً فهو يعد بالنسبة لأقرانه ممن سبقوه للمخترة الأصغر عمراً وعن ذلك يضيف: «لم يعتد اهالي القرى التعامل مع مختار صغير بالسن, لذلك فإن فكرة نيلي للمخترة فاجأتهم، إلا انهم أحبوها وأصبح مكتبي مقصداً لكل الأهالي من كل الأعمار ما بعث الحيوية في هذا المنصب, وساعدني على ذلك مهنتي الأساسية ألا وهي الحلاقة».

مكتب المخترة داخل صالون الحلاقة وبالعكس

الارتقاء بالقرية ومساعدة الناس وتقديم الجديد للقرية أهم ما يسعى إليه المختار "الياس" الذي يستقبل الناس يومياً في مكتبه داخل محل الحلاقة الخاص به ليصبح الزبائن زواراً والعكس صحيح، وعن مهنته الأخرى يقول: «اتقنت مهنة الحلاقة الرجالية في العشرينيات من عمري وفتحت محلاً خاصاً بذلك عام 1989 ولا سيما انني وصلت في دراستي للمرحلة الثانوية ونلت االشهادة فيها, إلا أن ظروف الحياة منعتني من المتابعة فاخترت مهنة الحلاقة لكسب العيس وتعلمتها عند أحد الحلاقين القدامى وبدأت ممارستها لأستمر منذ ذلك الحين حتى الآن, ولعل لمهنتي والاحتكاك بالناس ومحادثتهم الفضل الأكبر في تحقيق حلمي بالمخترة, ولاسيما أن كلتا المهنتين تحتاج لمخالطة الناس والتعامل معهم».

لا يكتفي المختار "الياس" بالحلاقة والمخترة فحسب بل إنه قارئ محب للكتب ومتابع لها وعن ذلك يضيف: «أقصد متجري منذ الصباح الباكر ليرافقني في أوقات الفراغ المتقطعة بين المهنتين أحد الكتب المفيدة، فأنا من هواة الكتب الثقافية والرياضية وكتب المعلومات العامة وأفضل بينها التي تشمل اللغة الإنكليزية وقواميسها الخاصة والتي أكسبتني إتقاناً لها نوعاً ما، ومع كل ما سبق فإنني لا أنسى العمل في حقلي الخاص والعناية به مع إصراري على تحسين الخدمات في القرية ومساعدة ابنائها».

المختار يعمل في صالونه

يعمل المختار مع شباب القرية والمغتربين منهم على تنفيذ مشروع مختص بإعادة تأهيل ملعب المدرسة ليكون ملعباً مختصاً وحرفياً ويكون مقصداً للمباريات بين القرى على صعيد المحافظة وهذا كله بتنسيق مع بلدية القرية.

ينتمي السيد "الياس" لأسرة متواضعة ومثقفة فقد كان والده موظفاً ووالدته ربة منزل، وقد نال صفاته منهما فهو كما قال السيد "مروان موسى": «هو شخص محب, متواضع, نشيط يعمل بصدق وأمانة واسع العلاقات الاجتماعية، ودود يعمل على تربية أولاده تربية محافظة ومتواضعة, يساعد الصغير مثل الكبير إضافة إلى انه شخص متقن لمهنته ومنصبه في المخترة».

الجدير بالذكر أن المختار "الياس" من مواليد "ازرع" 1964 متزوج وله ثلاثة أولاد درس الابتدائية والاعدادية والثانوية في مدرسة "المزينة".