أن تعرف هدفك وتمشي إليه بكل طاقتك فهذا أمر قد يسبق حسابات النجاح والفشل لكنه بكل تأكيد سعي يستحق الإشادة في فكر شاب يشتغل على نفسه منذ الصغر.

جميل عماري عازف كمان حمصي، هو هذا الشاب الذي يملك من الطموح والتركيز على طموحه ما يجعله جديرا بالاحترام فهو شخص طبعه الفن بطابعه الخاص، والموسيقا عنده ليست عزفا فحسب بل ثقافة وعلاقة حوار إنساني عال.

eHoms التقت العازف جميل عماري والذي حدثنا عن بداياته قائلاً: " تلقيت تربية موسيقية مكثفة منذ صغري فأنا من أسرة فنية أبا عن جد ووالدي الفنان سمير عماري هو أول من أمسك بيدي على درجات السلم الموسيقي الأولى".

كل الدروس التي تلقاها جميل في المعهد المتوسط الموسيقي (إعداد مدرسين) والذي نال فيه المرتبة الأولى على دفعته، ودراسته سنة واحدة في كلية التربية الموسيقية في حمص، كل ذلك لم يكف طموحه الموسيقي في الوصول إلى درجات أكاديمية أعلى، فدخل المعهد العالي للموسيقا بدمشق (الكونسرفتوار) وهو الآن في السنة الرابعة. عن هذه المرحلة من عمره حدثنا جميل: " الأساتذة الذين علموني العزف على الكمان في بداياتي لم يكونوا أكاديميين بل هواة وهذه مشكلة عانيت منها طويلا في مدينة حمص إلى أن تعرفت على أستاذة آلة الكمان البلاروسية (تاتيانا دريملوك) وبدأت بتلقي الدروس على الآلة بشكل منتظم ومكثف، وكان لها فضل كبير علي في دخولي المعهد العالي الذي خرّج أشهر العازفين السوريين".

جميل.. وبالإضافة لدراسته الآن هو عضو في الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عصام رافع حيث عزف مع الفرقة العديد من البرامج الموسيقية في دار الأوبرا السورية ومسارح غيرها. كما يشترك في صناعة فرقة حمصيّة تقدم ثقافات موسيقية متعددة عن هذه الفرقة قال: "لدي حلم كبير أنا وأصدقائي طلاب المعهد الحماصنة بتشكيل أوركسترا حمصية على مستوى أكاديمي عالي وهذا ما تحقق منذ ثلاث سنوات. نحن نحاول من خلال هذه الفرقة التي تسمى ذكريات أن نقدم رؤانا وأفكارنا الموسيقية الخاصة إضافة إلى العديد من المقطوعات والأغاني العربية والعالمية بتوزيعات جديدة".

جميل يعتبر الفنان الحقيقي هو الفنان المثقف على حد تعبيره، فهو قارئ نهم لجميع أنواع الأدب من شعر ورواية وقصة وكاتبه المفضل الأديب محمد الماغوط. كما أن الموسيقا بالنسبة له حضارة فمن غير الممكن أن يكون فنان غير دقيق في مواعيده مثلا .أخيرا عن طموحه يقول لنا: "حلمي أن أصبح عازف كمان حقيقي وهذا الحلم يتطلب الجهد المتواصل والتضحية".