هو فنٌّ لا نعرف الكثير عن منشأه أو بداية تاريخه أو أشهر فنانيه، لكن ما نعرفه أنه فنٌّ جديد يعشقه من يراه ويجذب إليه عيون الناس من كل حدب وصوب، لمَ يثير لديهم من دهشةٍ واستغراب ممتزج ٍ بالدقة والجمال والحس المرهف.

عمر اسكافي مواليد عام 1966، يعمل في فنّ الرسم بالرمل وتعبئته ضمن قوارير منذ 10 سنوات، وتحول هذا الفن إلى مهنة يقتات منها خبز يومه، يقول عن مهنته التي يُحب: "تعلمت هذه المهنة عن طريق النظر بإمعان إلى أحد المحترفين الذين كانوا يقومون بالرسم ووضع الرمال، وأحببت طريقته الفنيّة وأدركت أنني أستطيع أنّ أتعلم هذا الفن وأتميزّ به، والحمد لله تمكنت من سبر أسرار هذه المهنة ومعرفتها.

لا تحتاج هذه المهنة إلى الكثير من الأدوات لإتمام العمل، فأدواتنا بسيطة تتألف من المادة الأساسية وهي الرمل من نوع خاص هو رمل (المازار) الذي يأتي من مدينة النبك التابعة لريف دمشق، وقمع حديدي لإسقاط الرمال، وبعض الأسلاك المعدنية بالإضافة طبعاً للقوارير الزجاجية، ومواد لاصقة.

فتحت لي هذه المهنة آفاقا ً بعيدة، وعرفتني على الناس وأذواقهم، وشاركت بأعمالي هذه بعدة مهرجانات دولية ولسنوات متتالية كمهرجان دبي للتسوق، ومهرجان مسقط في سلطنة عمان، ومهرجان قطر.

نرسم على هذه القوارير الزجاجية المناظر الطبيعية الجميلة، التي تعبّر عن جمال سورية، كما أننا نرسم بالرمل مناظر التراث العربي الجميل والقديم كالجمال والصحراء، مما يجعل السيّاح يحبونها ويطلبونها بكثرة، لتكون تذكارات عن البلاد التي زاروها، إضافة إلى رسم مناظر وأسماء خاصة، وأسعارنا عاديةّ وليست سياحيّة كما يعتقد الآخرون، وتتراوح بحسب دقة الرسوم وحجمها وعدد الألوان.

أكثر ما يضحكني هو قيام الدوريات بقمع هذه المهنة بحجة عدم التنظيم والبسطات، التي تزول عندما يخلع هذا الشرطي زيّ العمل، ليسرع باقتناء إحدى هذه الزجاجات بعد نهاية دوامه الرسمي".

رغم بساطة ما يقدمه عمر اسكافي إلا أن سراً ما يكمن داخل الزجاجة يجعل الناظر إليها متلهفا لاقتناءها.