أقام الموسيقار السوري "مالك جندلي" في الخامس من شهر آذار الجاري حفلاً موسيقياً خيرياً في قاعة "سينت جون ويستمنستر" الشهيرة وسط العاصمة البريطانية لندن يعود ريعه بالكامل لمساعدة ودعم جمعية رعاية الطفل السورية في مدينة الفنان حمص.

حضر الحفل الدكتور "سامي الخيمي" سفير سورية في لندن والدكتور "فواز الأخرس" وعدد من الدبلوماسيين إضافة إلى جمهور حاشد من الجالية السورية والأجانب ونخبة من الصحفيين العرب والبريطانيين.

إنه من المهم جدا أن يسعى الإنسان وخاصةً الفنان لرعاية الأطفال من خلال هذه الحفلات الخيرية التي يخصص دخلها لمصلحة من سيصبحون القادة في المستقبل

وقال "جندلي" في حديث لإذاعة بي بي سي: «إنه من المهم جدا أن يسعى الإنسان وخاصةً الفنان لرعاية الأطفال من خلال هذه الحفلات الخيرية التي يخصص دخلها لمصلحة من سيصبحون القادة في المستقبل».

مشيراً إلى أن الموسيقا باعتبارها غذاء للروح يمكنها أن تساهم ولو بقدر ضئيل في تخفيف آلام الأطفال العرب. كما جاء في بيان صحفي من المتحدث الإعلامي باسم "مالك جندلي": «الشكر الخاص لكل من أسهم في انجاح هذا الحفل الخيري الذي كان برعاية جمعية الأصدقاء السوريين- البريطانيين والجمعية السورية في بريطانيا لدعم جمعية رعاية الطفل وذوات الاحتياجات الخاصة في مدينة حمص في سورية».

الإعلامية البريطانية "آنا مكنامي" ذكرت أنه يندر أن تتطور علاقة بين فنان عربي يرفض الإبحار في أمواج الموسيقا التجارية وجمهور من مختلف الجنسيات في القارة الأوروبية لكن الفنان السوري الذي لقب بملك البيانو نجح في تقديم صورة لائقة للموسيقا السورية عكست في مفرداتها الفنية عمقاً إبداعياً ثرياً على مستوى التأليف والتوزيع والأداء الموسيقي.

كما أشار الدكتور "منير حاكمي" أحد أعضاء جمعية الأصدقاء السوريين- البريطانيين إلى أهمية دور الفنان في المساهمة في دعم الجمعيات الخيرية في الوطن كما عبر السعادة التي تغمره لكون الأصداء الأوغاريتية السورية تصل إلى مختلف مدن العالم.

وردا على سؤال ضمن مقابلته الإذاعية مع راديو بي بي سي، قال "جندلي": «إن سورية ليست جديدة في مجال الإبداع الفني والعمل الإنساني مضيفاً أنه يوافق فورا على المشاركة في أي نشاط خيري خاصة لكون هذا الخير يتعلق بشكل مباشر بالأطفال في سورية ويسعده دوماً أن يشارك في أي حفل مشابه».

وذكرت "ديبي سميث" مديرة أعمال الفنان "مالك جندلي" أن دعم الفنان للمؤسسات الخيرية السورية واجب إنساني وأحد أهم أهداف مالك جندلي الذي يسعى دوماً ببناء الجسر الثقافي بين الدول وتوصيل الصورة الحقيقية عن سورية في الغرب من خلال أصداء من أوغاريت التي نالت احترام النقاد والصحافة الغربية في أرجاء العالم. برع جندلي في نقل قصة الرقم الفخاري الأوغاريتي لأقدم تدوين موسيقي في العالم ليكون بذلك أول موسيقي سوري وعربي يقدم حكاية أقدم تدوين موسيقي عرفه العالم في هذا الصرح الفني العريق وسط العاصمة البريطانية لندن.

إنجاز فني سيضاف إلى سجل مسيرة حافلة للفنان "جندلي" والتي جعلت حكاية أوغاريت وأقدم تدوين موسيقي في العالم تلج صالات أكبر المسارح الأوروبية والأمريكية والعربية. وبذلك استطاع الفنان أن يوصل رسالته السورية إلى الحاضرين رغم اختلاف اللغة والثقافة بالنسبة للعديد ممن تفاعلوا معه بشكل كبير، الأمر الذي تجلى في التصفيق الحاد لدى انتهاء العرض الذي اختتم بحفل توقيع لألبوم "أصداء من أوغاريت" الذي تصدر قوائم مبيعات الفيرجين ميغاستور.

قدّم "جندلي" أعماله برفقة العديد من الفرق السمفونية العالمية على أهم المسارح في الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة وسورية. ويعد أول مؤلف وموسيقي سوري وعربي قام بتوزيع أقدم تدوين موسيقي في العالم اكتُشف في مدينة أوغاريت يعود إلى القرن الرابع قبل الميلاد. أضاف إليها الإيقاع الهارموني، وعزفها على البيانو برفقة فرق موسيقية عالمية، شكلت لوحة فنية رائعة وعملاً موسيقياً فريداً أطلق عليه اسم «أصداء من أوغاريت».