بتفوقه العلمي ومحبته لوطنه وإخلاصه لمهنته استطاع أن يضع بصمة مميزة في بلد المغترب التي يعيش فيه منذ سبعة عشر عاماً من خلال تأسيسه أكبر المراكز الطبية المتخصصة بطب الأسنان في العاصمة السعودية "الرياض"، ومساهمته كطبيب غير سعودي وحيد في تأسيس النادي "السعودي للتعويضات السنية" مع مجموعة من خيرة أطباء المملكة العربية السعودية.

إنه الطبيب المغترب "قيصر إدمون كباش" الاستشاري في طب الأسنان والمتخصص في تجميل وتعويض أسنان الفكين، الذي تربى وترعرع في عائلة مثقفة ترعى العلم وتقدسه فنشأ على حب التفوق، وهكذا كان خلال مسيرته الدراسية في مدارس مدينته "حمص" التي عشقها حتى النخاع- كما يقول.

بعد تخرجي في مدارس "حمص" تابعت في كلية طب الأسنان بجامعة "حلب" ونلت شهادة "البكالوريوس" منها بتقدير جيد جداً، لأنتقل بعدها لمتابعة التخصص في الدراسات العليا في "جامعة دمشق"، وخلالها قمت بالإشراف على طلاب كلية طب الأسنان في الجانب العلمي التطبيقي

eHoms استغل فرصة زيارة الدكتور "كباش" إلى "حمص" بمناسبة عيدي الميلاد ورأس السنة والتقى به في منزل والديه فحدثنا أولاً عن بداياته في طب الأسنان فقال: «بعد تخرجي في مدارس "حمص" تابعت في كلية طب الأسنان بجامعة "حلب" ونلت شهادة "البكالوريوس" منها بتقدير جيد جداً، لأنتقل بعدها لمتابعة التخصص في الدراسات العليا في "جامعة دمشق"، وخلالها قمت بالإشراف على طلاب كلية طب الأسنان في الجانب العلمي التطبيقي».

د. "قيصر كباش" في مؤتمر طب الأسنان العالمي "بدبي" 2007

وأضاف: «ثم تابعت كأستاذ محاضر في كلية طب الأسنان في "جامعة البعث" بمدينة "حماة" لمادتي التيجان والجسور، وعلم الإطباق السني وأشرفت خلالها على العديد من الأطروحات "رسائل التخرج"، وخلالها كنت عضواً في اللجنة العلمية لمجلس فرع نقابة أطباء الأسنان "بحمص" حيث ألقيت العديد من المحاضرات العلمية والتثقيفية في النقابة، وأيضاً في رابطة الخريجين الجامعيين».

نشر الدكتور "كباش" العديد من المقالات العلمية وأجريت معه العديد من اللقاءات الصحفية في أكثر من صحيفة سورية، قبل أن يغترب في مدينة "الرياض" بالمملكة العربية السعودية عام 1993 ويتسلم رئاسة قسم التعويضات السنية في أحد أكبر المراكز الطبية هناك، وعن تلك البدايات في المغترب يقول: «بعد مساهمتي في تأسيس مركز "الثلاثين" لطب الأسنان أحد أكبر المراكز الطبية في "الرياض" انتسبت إلى الجمعية السعودية لطب الأسنان، ثم أسست عام 1996 مع مجموعة من الاستشاريين "النادي السعودي للتعويضات السنية" وكان لي الفخر أن أصبح عضواً في مجلس إدارة هذا النادي، والذي كانت سابقة لا مثيل لها كأول مغترب غير سعودي يصل إلى هذا المنصب العلمي والاجتماعي المرموق».

بعض الرسائل الجامعية التي أشرف عليها واللقاءات الصحفية

حاضر د. "كباش" في الكثير من الندوات واللقاءات العلمية وأجريت معه العديد من اللقاءات الصحفية في صحف السعودية وصحف دول الخليج العربي وشارك في أغلبية المؤتمرات العلمية المحلية والدولية وعالج الكثير من الشخصيات العربية الشهيرة وعن ذلك يقول: «لقد تشرفت خلال فترة حياتي المهنية وحتى الآن والتي ناهزت العشرين عاماً بمعالجة الكثير من الشخصيات السياسية والأدبية والثقافية والفنية وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: الشاعر السوري "مصطفى عكرمة"، والفنان السوري "اسكندر عزيز" والعلامة السعودي الشيخ "عبد العزيز المسند"، والمطرب المصري "علي الحجار" والسيدة اللبنانية "مريم نور".

وعن حياته الشخصية يقول: «أنا متذوق للأدب، محب للعلم والثقافة، مشجع للتفوق والمتفوقين، أقدس الحياة الأسرية وأستمتع بها.

د. "كباش" مع ولديه "نايا" و"إدمون"

تقف إلى جانبي زوجتي الغالية الدكتورة "ريم عبد الوهاب فضول" استشارية علوم طب التخدير والعناية المركزية في المستشفى العسكري "بالرياض" والتي أهدتني أجمل زهرتين في حياتنا "إدمون" و"نايا"، وهي لا تألو جهداً- رغم صعوبات عملها الطبي- أن تسعى لتحافظا على مستواهما المتفوق في دراستهما، خاصة وأنهما لا تزالان في المرحلة التأسيسية الابتدائية وكلي أمل أن أراهما سنابل في حقل وطننا الحبيب سورية تشع علماً ونوراً، وأن نعود إلى حضن مدينة آبائنا وأجدادنا "حمص" العدية».

وعن عمله في مجال التعويضات السنية يقول الدكتور "كباش": «نحن اليوم في عصر طب الأسنان التجميلي وعملنا يتوج بتجميل ابتسامات الآخرين وشعارنا "اختصاصنا ابتسامتكم"، ودائماً أنا أتابع المؤتمرات العلمية سواء على مستوى المحلي بدول الخليج أو العالمية، كممثل للنادي السعودي للتعويضات السنية الذي ما زلت أشغل فيه عضواً لمجلس الإدارة من عام 1996 وحتى الآن، وهو الجهة الرسمية التي تضم اختصاصيي التعويضات السنية من الأطباء في المملكة العربية السعودية يضم حوالي خمسمئة طبيب اختصاصي وهو الجهة الرسمية التي تمثل هؤلاء الأطباء في الجمعية السعودية لطب الأسنان التي تقابل نقابة أطباء الأسنان في سورية».

وعن مكانة الأطباء السوريين في المغترب يقول: «الطبيب السوري وخصوصاً طبيب الأسنان السوري يعتبر مثالاً ناجحاً في الطب في كل الوطن العربي وحالياً يأتي المريض السعودي إلى المراكز الطبية ويطلب الطبيب السوري ليعالجه وهذا مدعاة للفخر كسوريين.

ويسألني العديد عن سبب نجاح أطباء الأسنان السوريين في المغترب وأجيب إن دراستنا لطب الأسنان في سورية نفتخر بأنها باللغة العربية، والتي درسناها لطلابنا في الكليات السورية فاستفدنا وأفدنا، وأعتقد أن من الأسباب الرئيسة ليكون طبيب الأسنان ناجحاً اليوم هي الخبرات التي يتلقاها في الجامعات إضافة إلى المعلومات التي تعطى له باللغة الأم العربية».

وعن مساعدته للأطباء السوريين الشباب الذين يأتون "للرياض" بقصد العمل يقول: «أي شاب سوري يصل إلى "الرياض" وأعلم بوجوده أسعى للترحيب به سواء على المستوى الشخصي في بيتي أو على مستوى العمل في عيادتي، ولا أبخل عليه في أي مجال أستطيع أن أقدم له الخدمات سواء عن طريق تقديم أسئلة الدورات السابقة من خلال اللجنة الامتحانية ليستطيع أن يتجاوز موضوع تعديل الشهادة السورية، وخصوصاً الأطباء الاختصاصيين، فبيتي أعتبره ملتقى للأحباء السوريين والحماصنة بشكل خاص في محاولة لتجنب قسوة الغربة لكل من يبتعد عن أسرته وأولاده بقصد تحسين المستوى المعيشي، وخاصة في المواسم والأعياد والمناسبات نحاول أن نجتمع لتحقيق هذه الغاية».

وعن علاقته بوطنه سورية يقول د. "كباش": «أحرص سنوياً لزيارة وطني سورية في كل صيف لمدة شهر كإجازة سنوية، وذلك بالدرجة الأولى لأجعل أولادي يرتبطون بوطنهم الأم وبالدرجة الثانية لغاية الالتقاء بوالدتي الغالية وإخوتي وأقربائي وأصدقائي "بحمص" اجتماع العائلة.

ولي الفخر بأنني أحمل جواز السفر السوري والهوية السورية وأفتخر بأنني في أي مؤتمر علمي أمثل وطني الأم سورية كما أمثل المملكة العربية السعودية بنفس الوقت وأعرّف عن نفسي أنني من المملكة العربية السعودية لكنني سوري المنبت والأصل والمنشأ والمحبة وهذه ثقة أعتز بها».

وعن طموحه في ختام اللقاء قال د. "قيصر كباش": «طموحي الأساسي هم أولادي الذين أحاول أن أربيهم تربية صالحة وأن أبني فيهم محبة للعلم والتفوق، وبالنسبة لطموحي العلمي فهو متابعة كل جديد يتعلق بمهنة طب الأسنان وحريص أن أعمل به في عيادتي الخاصة، وهناك بوادر لمشروع مستقبلي في بلدي سورية في مجال طب الأسنان وبالتالي للعودة والاستقرار».