باعتراف الجميع صنع اللاعبان البرازيليان "جاجا" و"ساندور" الفارق في رجال نادي "الوثبة" لكرة القدم، وساهما بمساعدة الفريق لاحتلال مركز مرموق على لائحة ترتيب الدوري، فـ"الوثبة" منذ ما يزيد عن /10/ أعوام لم يحقق المركز الخامس، لكن قليلون يعلمون أن وراء هذان اللاعبان قصة حب حمصيّة وثباويّة، غمرت قلب شابين أحدهما هاجر إلى البرازيل منذ ما يزيد عن /15/ عاما ليعود إلى "حمص" من خلال شركة "العايق" التي جلبت "جاجا" و"ساندرو"، وجلبت معهما الفرح لأبناء "حمص" بالفريق الأحمر.

"عبد الله العايق" هو مندوب الشركة في منطقة الشرق الأوسط وأخاه الأكبر "فادي" المغترب في البرازيل هو مديرها وقد تحدث إلى موقع eHoms عن طريقة تعاقد النادي مع اللاعبين البرازيليين قائلا: «نحن وثباويون أبا عن جد، كنت ملاكما في صفوف النادي وأحرزت بطولات عديدة للنادي، بالنسبة للتعاقد طبعا أنا أتابع فريق كرة القدم دائما، أحضر وأسجل بعض مبارياته التي تعرض، عندما اتصلوا بي من نادي "الوثبة"، وقالوا أنهم بحاجة للاعبين، أرسلت عدد من "سير ذاتية" للاعبين كي يطلع عليهم إداريّ ومدرب نادي "الوثبة" وتم اختيار "إيريفالتو" و"جاجا"، أما "ساندرو" أنا الذي اخترته وأرسلته، شعرت أن "الوثبة" بحاجة له، فـ"ساندرو" لاعب سريع جداً ويستطيع إرباك دفاعات الخصم، ثم اعتمد الفريق على "جاجا" و"ساندرو" لإكمال مرحلة الإياب».

إن سورية هي الدولة الوحيدة التي سأرسل لها لاعبين بدون مقدم عقود، لأنها بلدي وأكثر ما أعتز به هنا بالغربة

يتحدث "فادي" أنه كان عاطفياً جدا مع "الوثبة" وخسارته المادية كبيرة لكنه كان مسروراً لذلك لأنه يتعامل مع "أهل بيته" على حد تعبيره.

فادي أمام أحد الملاعب في البرازيل

"فادي" درس الهندسة الزراعية في جامعة "تشرين" وتخرج منها /1990/ اشتغل مع عمته المهاجرة في البرازيل بمعمل أحذية ثم تحول إلى تسويق اللاعبين وعن ذلك يقول: «كنت آتي إلى البرازيل بزيارات مكوكية كل /6/ أشهر أو سنة، من خلال هل الزيارات تعرفت على رجل إيطالي الأصل اسمه "دودو إسبينياردي" لديه شركة لتسويق اللاعبين البرازيليين، وبكل مرة أزور بها البرازيل كنت أعمل عنده ليس بقصد الربح المادي، ولكن بقصد التسلية وتعلم اللغة، وفي عام /1995/ توفي الرجل وكونه عازب عرضت الشركة للبيع فما كان من عمتي إلا أن اشترتها وقدمتها لي كهدية، فحافظت على العاملين بها لخبرتهم بالموضوع واستقريت نهائيا وتفرغت للعمل فيها».

من حسن الحظ أن "فادي" أصبح مديرا لهذه الشركة وأرسل هذان اللاعبان ليضفي النكهة البرازيلية على الملاعب السورية، ويتحدث "فادي"عن طريقة استقدام اللاعبين من البرازيل فيقول: «يوجد طريقتان لاستقطاب اللاعبين البرازيليين وإرسالهم للعب بالأندية، الأولى قانونية عن طريق الشركات والعقود الرسمية، والثانية للأسف غير قانونية وعلى الأغلب يكون اللاعب فيها هو الضحية، وهذه الطريقة المتبعة مع اللاعبين الأفارقة الذين أتو ويأتون إلى الشرق الأوسط، حيث يأتي للبرازيل سمسار ويتفق مع عدد من اللاعبين، بدون معرفة مسبقة بمستواهم ولا بإمكانياتهم، وحتى هو ذاته لا يعلم لأي نادي سيأخذهم، ويحجز لهم بطاقات الطائرة على نفقته الخاصة ويذهب بهم إلى منطقتنا، ويبدأ بعرضهم على الأندية تحت مبدأ يلي "بيعجبك خدو"، طبعاً السمسار يتفق مع اللاعب على راتب شهري مقطوع وبمبالغ زهيدة ويتفق السمسار مع النادي على مبالغ ضخمة ويكون الفائدة الأولى والأخيرة للسمار، واللاعب يأخذ القليل».

اللاعبان جاجا وساندور

أما فيما يتعلق بالطريقة القانونية عن طريق التعامل مع مدارس تعليم كرة القدم المعترف بها عالمياً، ، يتحدث عنها "فادي" فيقول: «نحن كمسوقين نتعاقد مع هذه المدارس لتسويق لاعبيها خارج البرازيل، والمدرسة ترسل لنا السيرة الذاتية للاعب مع DVD لمبارياته، نشاهدها ونستشير أهل الخبرة بالموضوع (مدرب ممتاز) لتسويق لاعبيها لخارج البرازيل، فإذا تمت الموافقة نقيم مباراة ودية ونراقب اللاعب بأرض الميدان، بعد إجراء كافة الفحوصات الطبية والتأكد من جاهزيّته نعمل على تسويقه، يهمنا اللاعب أكثر يكثير من الفريق الذي سيلعب معه، لأن الفريق ليس لنا وممكن أن يتعاقد مع لاعبيين آخرين».

لدى شركة "العايق" لاعبيين منتشرين في أستراليا وإيطاليا واليونان وتركيا وإيران والبرتغال وفيتنام و"فادي" يعلن من موقعنا فيقول: «إن سورية هي الدولة الوحيدة التي سأرسل لها لاعبين بدون مقدم عقود، لأنها بلدي وأكثر ما أعتز به هنا بالغربة»، و"فادي" يرى أن تطور فريق "الوثبة" لم يكن فقط من المحترفين بل نتيجة تضافر الجميع من لاعبين محليين وقدرة المدرب "هشام خلف" على التوليفة الرائعة.

مقر الشركة من الخارج

أخيرا يقول "فادي" أن مباحثات بينه وبين أندية سورية بدأت بعد نجاح تجربة "الوثبة"، وأنه يتمنى للكرة السورية التطورعلى صعيد الأندية والمنتخبات.