«عندما سمعت أن هنالك "راب" و"هيب هوب" في "فلسطين" أحسست بفرحٍ كبير وربطت مخيلتي "هيب هوب" الأفارقة السود وثورتهم ضد العنصرية والتمييز والاضطهاد وبين الفلسطينيين أقربائي وأبناء شعبي وهو شيء عظيم الأهمية وله معنى يفهمه العالم العصري والمتقدم ليبعد عنه ما رسمه الإسرائيليون عن عرب فلسطين من تخلف وإرهاب».

كلمات وأفكار جسدتها "جاكي ريم سلوّم" بفيلم أبطاله وأحداثه واقعية 100% إلا أنها تحملُ حلماً من خارج أسوار السجن الكبير الذي صنعه المحتل إلى العالم ومسارحه وشاشته. المخرجة الشابة السورية الحمصية الأصل، الفلسطينية الأم لموقع eHoms عندما التقى بها بتاريخ 13/3/2009 بعد انتهاء عرض فيلمها الذي حمل اسم "هيب هوب المقلاع" ودارت أحداثه في مختلف أنحاء "الضفة الغربية"، "غزّة"، والأراضي المحتلة إذ يكتشفون "الهيب هوب" ويوظفونه كأداة لتجاوز الحدود والفواصل التي يفرضها الاحتلال والفقر من نقاط التفتيش وجدران العزل إلى الأنماط الجذرية والفوارق بين الأجيال، فهي قصة الشباب الذين يتغلبون على الحواجز الفاصلة فيما بينهم.

* كيف بدأت القصة؟

** في الأساس وبعد معرفتي بوجود "الهيب هوب" اتصلت بأحد أقربائي في "الضفة الغربية" ليساعدني عندما أصل إلى "فلسطين" والمكان الذي سأقيم فيه، وعندما وصلت وقررت القيام بالفيلم حضّرنا الكاميرات وتكلمّت عن طريق الهاتف مع "محمود شلبي" في "عكا" أحد أفراد فرقة "راب" والذي تحمّس كثيراً للفكرة وعبّر عن حاجتهم لذلك، ليبدأ تصوير الفيلم ويستمر حوالي أربعة سنوات ونصف السنة.

"جاكي ريم" مع أحد أقاربها المقيم في "حمص"

  • المشكلات كثيرة بظلّ الاحتلال والصعوبات أكثر ماذا تروي عنها؟
  • ** أولها كانت في المطار، وخاصّة عندما علموا بأني سورية، حيث إني انتظرت للدخول حوالي سبع ساعات مع القلق بعدم السماح لي بذلك لكونهم يمنعون الكثيرين من الفلسطينيين القادمين من الدخول، لكنّني كنت محظوظة في كلّ مرة ذهبت فيها إلى فلسطين بإمكانية دخولي، إضافة إلى أنني كنت أرسل الكاميرات والأشرطة عبر أشخاص من السفارة مباشرة إلى المكان الذي سأصوّر فيه خوفاً من أخذها على الحواجز التفتيشية، مع التصوير تحت ظروف الاحتلال ولا وجود للماء والكهرباء مرّات عديدة وفي "غزّة" خاصّة، ففي الاجتياح الأخير لها استشهد والد أحد الذين مثّلوا في الفيلم.

    المخرجة مع أحد الفتيات الفلسطينيات بعد الفيلم

  • كاميرات "الدجيتال" كانت أدوات العمل الرئيسية لماذا؟
  • ** هي أسهل للتنقل تحت الظروف السابقة، لأن الكاميرات الكبيرة تعتبر مشكلة على الحواجز، والأهم أن التصوير بكاميرات صغيرة في أفلام "الواقع" يجعل الأبطال مرتاحين أكثر، ويتصرفون على طبيعتهم، ويعتبرون جلسة التصوير هي كجلسة الأصدقاء.

    المخرجة مع فرقتي "راب" في مدينة "حمص"

  • ماذا عن الجمهور العالمي؟
  • ** أعتقد أنهم أحبّوا الفيلم وأنّه حقق هدفه فالكثير من الأوروبيين والأمريكيين اعترفوا بأنهم ولأول مرّة يرون الفلسطيني "إنسان" له صوت ووجه وروح عالية وخاصّة الشباب الذي يحب الحياة والسلام والعيش بكرامة وحرية، وهو صبور رغم كلّ الظروف السيئة التي يتعرض لها وقادر على الإبداع في ظلّها، ليس كما يرونه إرهابياً ومتعطشاً للقتل.

    * وجمهور سورية؟

    ** هم رائعون ومثقفون جاؤوا في "دمشق" من المخيمات ومن غيرها بمختلف الطبقات والأعمار، وفي "حمص" تكرر المشهد، الأمر الذي جعلني فخورة جداً بهم وبنفسي خاصّةً بإصرارهم على طلب نُسخٍ من فيلم عكس فلسطين بوجه آخر غير موجود أو مطروح كما قالوا.

    من الجدير بالذكر أن "جاكي ريم سلوم" مخرجة تقيم في "نيويورك" ترسم ملامح فنّها بسمة "البوب" قامت بإخراج العديد من الأفلام القصيرة عن هذا الموضوع منها "كوكب العرب" الذي حاز جوائز بمهرجانات شهيرة، حاصلة على ماجستير في "الفنون الجميلة" من جامعة "نيويورك"، تحاضر في العديد من الجامعات والمؤتمرات الدولية وتشّكل أعمالها المادة الأساسية لبرنامج تثقيفي للشباب عن "فلسطين"، أمّا فيلمها "هيب هوب المقلاع" فقد حاز جائزة أفضل مخرج، في مهرجان "بيروت" الدولي السينمائي 2008. جائزة مهرجان "ليبيرتيه- بلجيكا" 2008. وجائزة الجمهور في مهرجان "أرابيان سايتس" ضمن مهرجان "واشنطن" الدولي للسينما 2008.