يقول الكاتب الليبي "ابراهيم الكوني" «ليس الغرباء وحدهم من ينوحوا على فراق الأوطان ..الأوطان أيضاً تنوح على فراق الأبناء».

«هكذا هي الدنيا محطات سفرٍ نتنقل فيها حتى المحطة الأخيرة وأول غربةٍ نعيشها عندما نغادر أرحام أٌمهاتنا إلى العالم الواسع وتسير بنا الدنيا ونغدوا غرباء حتى عن طعم الحليب ودفء أحضان الأٌمهات وعن الطفولة والشباب والأصدقاء وعن أوطاننا لكن شيُْ ما يبقى يربطنا بهم. شيءٌ فوق قدرتنا على تحمل البعد والفراق إنهُ الإنتماء».

مارست العمل الأكاديمي لمدة 22 عام إبتداءً من عام 1987/1988 حتى عام 2008م حيث درَست اللغويات (العربية والإنكليزية) إضافة إلى مادة الترجمة في ثلاث جامعات

بهذه الكلمات وصف الدكتور "جميل شحادة ضاهر" حنينه للوطن الذي أعاده عندما التقاه موقع eHoms بتاريخ 16/2/2008 ليتابع حديثه بالقول: «الانتماء هذا الخيط العنكبوتي الذي يتشعب عبر دهاليز الذاكرة التي تصلنا بأهلنا وأصدقائنا ببساتينا وبمنازلنا وبالشوارع التي مشينا فيها والزواريب التي شهدت على أحزاننا».

عن حياته يقول: «تخرجت من جامعة "دمشق" قسم اللغة الإنكليزية في العام 1983م وبعد ذلك درّست كمعيد في الجامعة لمدة عام وفي بداية 1986م سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك أكملت دراسة الماجستير والدكتوراه بعلم اللسانيات /إختصاص علم النفس الإجتماعي/ في جامعة نيوورك حتى عام 1992م ". كانت رسالتي عن اللغة المحكية الدمشقية بالمقارنة مع اللغة الفصحة وهي أول دراسة عن اللغة المحكية في سورية كانت تخص الفروق اللغوية عند الرجال والنساء من عدة نواحي إجتماعية ثقافية وهي موجودة حالياً في مكتبة الأسد بـ"دمشق"».

وعن عمله الأكاديمي في أمريكا يضيف الدكتور "جميل": «مارست العمل الأكاديمي لمدة 22 عام إبتداءً من عام 1987/1988 حتى عام 2008م حيث درَست اللغويات (العربية والإنكليزية) إضافة إلى مادة الترجمة في ثلاث جامعات».

وفيما يتعلق بأوضاع الجالية السورية في الولايات المتحدة الأمريكية يقول د."ضاهر": «لانستطيع القول أن هناك جالية سورية لكن هناك نوادي ومنظمات سورية كالمنظمة النسائية السورية الأمريكية كون السوريين متفرقين في الولايات الأمريكية، لكن هناك جالية عربية والحقيقة أنني لم أكن ألتقي مع الأخوة السوريين والعرب إلا من خلال المؤتمرات السنوية عن اللغة العربية التي كانت تقام بشكل دوري كل عام في ولاية من الولايات الأمريكية».

وعن النظرة السائدة بين المواطنين الأمريكيين تجاه العرب ودور الإعلام في تكوين هذه النظرة يقول: «هناك جهل بالمواطن العربي والحضارة والثقافة والقيم العربية وهذا أمر لايمكن عزله عن الوضع السياسي فالمواطن الأمريكي لايعرف الإنسان العربي إلا من خلال الصراع العربي الإسرائيلي. فمنذ 1987م، لذلك فالمواطن الأمريكي لايعرف عن المواطن العربي إلا ما يبث من خلال الإعلام الذي يعمل على نقل الصورة البشعة عن العرب. وهنا للمغترب دور هام ومهمة صعبة في بلاد الغربة فلا بدّ أن يعمل على إيصال الفكرة الصحيحة عن وطنه وأنا كمغترب كنت أتابعها وأعاني منها وتغيير شكلها كان صعب كون الأمريكيين لديهم صورة مختزنة سابقاً ساهم في تكوينها الإعلام إلى حد كبير.

لكن مهما يكن من صعوبات يجب على المغترب أن يعمل على تصحيحها بأي شكل من الأشكال سواء بتصرفه أوبسلوكه الحضاري أو من خلال عمله على إظهار حضارة بلاده».

هل تعتبر نفسك خسرت أم ربحت في الغربة؟

**إن أكثر شيء يخسره الإنسان في غربته هم أهله وأصدقائه لكنه في المقابل يحقق مكاسب كبيرة أهمها العلم والتحصيل العلمي فهو من خلال هذا المكسب يستطيع إن عاد إلى بلاده أن يكون رافداً من روافد تقدم بلده وتطور بلاده.

*هل لديك الرغبة في العودة الى أمريكيا مرةً أخرى؟

**كزيارة فقط ولا أحب أن أعود للعمل أو التقاعد هناك فأنا كانت لدي الرغبة الدائمة في خدمة بلدي وأن اٌدرّس طلاب بلدي بدلاً من تدريس الطلاب الأمريكين لاعتقادي أنهم بحاجة إلي هنا أكثر من أمريكا.

*وماذا تعمل الآن؟

**أٌدرس اللغويات في جامعة "الحواش الخاصة".

*برأيك كيف يمكن أن يسهم المغترب في بناء وتطوير بلده؟

**يكون ذلك بنقل كل مايفيد بلده من علوم وتقنيات وأفكار جميلة تناسب المجتمع ويمكن تطبيقها فلا يجوز أن ننقل أفكار تتعارض مع قيم المجتمع وسلوكياته.