لو أننا فكرنا قليلا بوصايا أجدادنا التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة لعرفنا كم من الوقت والجهد بذلوه وكم من التجارب التي مرت معهم حتى دونوا مثلاً واحدًا أو خرجوا بحكمة من كلمتين.

أنت تحصد ما تزرع. هذا هو شعار الدكتور جورج وردة المغترب في فرنسا منذ عام /2001/م. والذي يسعى من خلال عمله وتركيزه الكبير على دراسته على تقديم صورة طيبة عن بلده سورية كما هي دون رتوش أو مساحيق. لذا فقد أحبه الفرنسيون وأحبوا سورية وطالبوه بالحديث دومًا عن هذا البلد.

كما ذكر الدكتور جورج لموقع eHoms حين قال: " ليس أجمل من أن تجعل الفرنسي يطلب منك أن تروي له عن بلدك أهلك عاداتك تراثك، بشكل عام الطلاب السوريون محترمون كونهم يتمتعون بمستوى تعليمي متميز والأطباء كذلك. درستُ في معهد كان فيه السوريين متفوقين عمومًا سبقني إليه د. مرال سركيس من جامعة حلب ود.عهد سليمان من جامعة تشرين وتركوا صورة جميلة جدًا عن سورية. وفيما بعد جاء مجموعه من الطلاب منفتحين ومتفوقين عمومًا عدا حالات نادرة.

وفي العودة إلى سبب دراسته في فرنسا يقول الدكتور وردة: " أنا صددي المولد من قرية تقع شرق حمص، خريج جامعة دمشق، درست الهندسة المدنية (إختصاص إنشائي)، لم نطلب لمسابقة معيدين لعدم حاجة القسم وعند إعلان المسابقة كنا خارج شرط السن. حائز على جائزة الباسل للتفوق الدراسي.قررت السفر وحدي عام /2001/م وحصلت على ماجستير من المعهد الوطني للعلوم التطبيقيه تولوزـ فرنسا بتفوق، حصلت على منحه لتحضير الدكتوراة- حاصل على جائزة أفضل رسالة دكتوراه هندسة مدنية نوقشت في فرنسا. أعددت ماجستير منشآت و مواد بناء ورسالة دكتوراة عن مقاومة المواد تحت تأثير الصقيع".

أما عن الصعوبات التي واجهته بشكل عام في فرنسا أجابنا قائلاً: " الصعوبات في البداية كانت تأمين سكن كوني وصلت متأخرعن بداية العام الدراسي. ولكن أستاذي المشرف كان شخص طيب ساعدني بعد فترة للحصول على غرفه في المدينة الجامعية لم أضطر للعمل مع الدراسة التي تفرغت لها كون الأوائل يحصلون على منح بغض النظر عن الجنسية".

الدكتور جورج هو مدرس الآن في إحدى الجامعات الفرنسية عن هذا العمل تحدث لنا قائلاً: " بعد الدكتوراة درست بالوكالة في جامعة بول ساباتييه في تولوز ومنذ ذلك الوقت أصبحت مدرسًا أصيلا في وزارة التعليم العالي الفرنسية لصالح جامعة سيرجي بونتواز غرب باريس مرتبة أستاذ مساعد. بالنسبة للطالب الفرنسي لا مشكله لديه كونه موجود في محيط مليء بالأجانب زملاءه مدرسيه أصدقاءه. إنتاجي العلمي حتى الآن سبع مقالات في مجلات عالمية ومحاضر في أربع مؤتمرات دولية".

وأخيرًا سألت الدكتور جورج ضيف eHoms أن يحدثنا قليلاً عن حياته الشخصية وعن الحنين للوطن: " أنا متزوج وزوجتي طالبة دكتوراه بالأدب الفرنسي لدي بنتان هما ماري ـ لور(4) سنوات و باسكال (2) سنة. أنا الابن البكر لعائلة مؤلفه من أب و أم و صبيين. هواياتي الرياضة وموسيقى. أحن للوطن كل ما شربت فنجان قهوة بمقهى أحن لقهوة "النوفرة" و الحكواتي أما أصعب ليله تمرعلى المغترب هي ليلة العيد بتصوري"

* وما هو طموحك سيدي ؟؟؟

" أطمح للمساهمة بتطوير التعليم العالي والبحث العلمي في سورية من خلال وجودي هنا."

حديث طال لم نتمنى أن ينته يختم فيه الدكتور جورج حديثه لنا :" أن الغربة قاسية ولكن الغربة تجارب مستقلة تمامًا ولا يمكن إسقاط تجربة شخص على شخص آخر".