ألقى الدكتور رفلة كردوس القنصل الفخري للبرازيل في المنطقة الجنوبية محاضرة بعنوان" الاغتراب في أميركا اللاتينية".

وذلك في صالة نادي الرابطة الأخوية بحمص وذلك برعاية المطران جاورجيوس أبو زخم مطران الروم الأرثوذكس وبدعوة من السيد أسعد عطا الله القنصل الفخري للبرازيل بحمص وبدعوة من بيت المغترب ونادي الرابطة الأخوية.

بدأ د. كردوس محاضرته بالحديث عن حمص البرازيلية والإنجازات العملاقة التي حققتها الجالية السورية في البرازيل والتي (70) بالمئة منها يتحدرون من أصل حمصي.

ولهؤلاء الحمصيين الفضل الأكبر بتشييد الصروح الحضارية الهامة والمتميزة هناك مثل نادي حمص في سان باولو والمشفى السوري اللبناني الذي يعود الفضل في تأسيسه إلى أبناء حمص، وكذلك مشفى القلب الذي أسسته جمعية سيدات حمص وكذلك النادي السوري وبيت اليتيم ومأوى العجزة وكلها في سان باولو.

وتحدث د. كردوس عن إنجازات أبناء حمص المغتربين في المجال السياسي والمجال الأدبي والدور الذي لعبوه في نهضة البرازيل الاقتصادية والصناعية والثقافية.

د. كردوس مع الأستاذ عطا الله وسيادة المطران جاورجيوس

وبعد هذه المقدمة تحدث د. كردوس عن الهجرة الإنسانية كظاهرة اجتماعية هادفة سعياً للرزق أو الحرية أو الأمان، وهي وسيلة لنشر الحضارات والثقافة وتبدل الخارطة الديموغرافية في العالم.

وتحدث عن الجذور العميقة لهجرة العرب إلى العالم الجديد واستند لبعض الكتب التاريخية التي تثبت أن الفينيقيين هم الذين اكتشفوا أميركا عام 33 ق.م عندما عبروا الأطلسي ووصلوا إلى مقاطعة باراييبا الأميركية ولم يزل نقش باراييبا باللغة الفينيقية موجود إلى الآن في متحف ريودي جانيرو بالبرازيل.

خلال الزيارة إلى بيت المغترب

وأكد أن أسباب هجرة السوريين واللبنانيين المعاصرة إلى أميركا اللاتينية تعود إلى عدة عوامل اقتصادية أو سياسية أو فكرية يضاف إليها الطموح وحب المغامرة لديهم بشكل خاص.معتبراً أن الرواد الأوائل من أجيال المغتربين أبطالاً حقيقيين استطاعوا الاندماج بالمجتمع اللاتيني الأميركي.

وأورد خلال المحاضرة مجموعة من الأرقام والإحصائيات التي أجريت عام /1974/م لما يمتلكه المغتربون السوريون واللبنانيون في ولاية سان باولو البرازيلية:

(400) مزرعة من أصل (800) في الولاية. ستة معامل قمصان من أصل عشرة، (22) معملاً للجوارب من أصل (96) معملاً، (14) معملاً للألبسة من أصل (48) معملاً، وثلاثة معامل للقبعات للعرب وحدهم.

وفي الستينات من القرن الماضي كانت نسبة (60) بالمئة من معامل الحديد والفولاذ في كل أنحاء البرازيل ملكاً لآل يافت من حمص، كما كانوا يملكون شركة ملاحة ومصرفاً خاصاً بهم. أما في الجانب السياسي هناك مئات النواب الفيدراليين والمحليين من أصل عربي وعشرات من حكام الولايات ووصل بعضهم إلى سدة الرئاسة في أكثر من بلد أميركي.

وفي الجانب الاجتماعي أقام المغتربون عشرات المنشآت كالنوادي والمشافي والمدارس ودور الأيتام والعجزة والجامعات التي تستقبل أبناء بلد الاغتراب الأصليين مثلما تستقبل أبناء الجالية. وقال المحاضر:" نحتاج لعشرات المجلدات للإحاطة بما حققته الجالية السورية في بلدان الاغتراب، والمغترب يعيش في قلب الوطن مثلما يعيش الوطن في قلبه.. وأثبت هؤلاء المغتربون العمالقة للعالم أن الإنسان العربي قادر على صنع المعجزات حين تتوفر له البيئة المناسبة والاستقرار".

وذكر أن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى وجود حوالي (8) ملايين مغترب يتحدرون من أصل سوري في بلاد أميركا الجنوبية وأكد على أهمية تعميق الصلة بين المغترب والوطن الأم لان ذلك يساهم في خدمة الوطن وبلدان الاغتراب على حد سواء.

ونوه د. كردوس في ختام محاضرته إلى الكتاب الذي أنجزه وهو بعنوان " البرازيل اليوم" لكل من يريد التعرف على البرازيل السياحية والاقتصادية والعلمية . وبهدف زيادة فرص التثاقف والتعارف بين الشعبين الصديقين السوري والبرازيلي، إضافة إلى التواصل مع المغتربين من أبناء الوطن.

في ختام المحاضرة قدم الدكتور رفلة كردوس كهدية تذكارية منه يطاقة تقدير ووفاء لصاحب السيادة المطران جاورجيوس وبطاقة أخرى للسيد أسعد عطاالله القنصل الفخري للبرازيل في حمص وأخرى للسيد ميشيل لويس رئيس مجلس إدارة نادي الرابطة الأخوية. وقبل محاضرته زار سيادة القنصل بيت المغترب بحمص وقدم هدية تذكارية للآنسة نهاد شبوع رئيسة رابطة المغتربين.كما شكر السيد سلمان عزام وكيل القنصلية الفخرية البرازيلية في السويداء وأعضاء القنصلية الذين لازموه الحضور إلى حمص.