ضمن فعاليات مهرجان تدمر الرابع للثقافة والفنون 2010م افتتحت مساء الخميس 11/11/2010 فعاليات الملتقى الإعلامي الدرامي الدولي في فندق "ديديمان" حيث ابتدأت الفعاليات بندوة حوارية عن "دور الدراما في خدمة الترويج السياحي"، أدارها الناقد "أحمد قصار" وشارك فيها كل من الفنانين "باسم ياخور" و"نضال سيجري" والمخرج "الليث حجو"، بحضور عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب.

وخلال الندوة اعتبر الفنان "نضال سيجري" أن «على وزارة السياحة الاستفادة من الأعمال الدرامية السورية بعملية الترويج السياحي وبالتالي المبادرة إلى تحسين الأماكن السياحية، نظراً لأهمية دورها كوزارة في إكمال رسالة الدراما السورية».

لإيصال رسالة الدراما السورية والعربية إلى كل أنحاء العالم، خاصة في عصر تألق الدراما السورية في جميع الأعمال التي انتجتها خلال السنوات الماضية

وأضاف: «أعتقد أن الهدف من المسلسلات التي يتم تصويرها هو العمل الدرامي وفق موضوع معين، وليس الهدف منها الترويج السياحي، فالذي حدث بعد مسلسل ضيعة ضايعة أن المنطقة أصبحت مرتعاً للسياح المحليين والعرب وهذه ناحية ليست إيجابية كما يتصور الكثيرون لأن تلك المنطقة التي تم تصوير المسلسل فيها لا يتوافر فيها أبسط أنواع التخديم السياحي كالخدمات الفندقية والمقاهي وحتى اللافتات الإرشادية».

من أجواء الملتقى

ودعا "سيجري" إلى ضرورة تخطي المحلية في التسويق والانتقال لمرحلة التسويق العالمي فيما تطرحه الدراما السورية وعدم حصرها بالتسويق الداخلي.

أما الفنان "باسم ياخور" فقد رأى أنه: «لا يوجد ما يسمى الدراما السياحية، فالدراما تهدف إلى خدمة قصة أو فكرة أو حالة إنسانية، والدراما لا تستطيع بمفردها الترويج لمنتج سياحي، دون أن تتوافر البنى التحتية للسياحة، فلابد من إيجاد إطار عام يحتوي الترويج السياحي، ومن ثم توظيفه بالشكل الصحيح، لأن الترويج هو سياسة كاملة، لكنه ليس بالضرورة إنشاء منتجعات وفنادق غالية الثمن بل يمكن استثمار السياحة المتوسطة والصغيرة».

المخرج السوري "الليث حجو"

بدوره أشار المخرج "الليث حجو" إلى أن «الدراما السورية لا تزال ضمن المشاريع الفردية ولا توجد جهات معينة تضع خططاً استراتيجية هادفة، فالدراما بالحقيقة مشروع وطني يتطلب التنسيق والتعاون بين كافة الجهات المعنية الرسمية والشعبية».

وأضاف: «إن مسلسل ضيعة ضايعة هو بالأساس عمل درامي، ولم نقصد به الترويج السياحي، ورغم ذلك قدم المسلسل خدمة سياحية لقرية "السمرة" في "ريف اللاذقية" من خلال تهافت السياح عليها بأضعاف عدد سكانها القاطنين، كما ساهم المسلسل بارتفاع أسعار العقارات والأراضي في تلك المنطقة، لكن للأسف تلك المنطقة غير مهيأة لاستيعاب هذا الحجم الهائل من السياح».

م. "غزال" يكرم الإعلامي "زاهي وهبي"

وفي مداخلة لها أشارت الفنانة "سوزان نجم الدين" مديرة الملتقى الإعلامي إلى أنه: «يجب على الفنان أن يساهم بإيصال الصورة الجميلة عن بلده حتى لو كان هذا البلد لا يملك البنى التحتية المناسبة، كما يمكن للفنان أن يروج سياحياً لبلده ولكن ليس على حساب العمل الدرامي، وإنما بإضافة عناصر الجمال للدراما على اعتبار أن الفنان هو العنصر الأكثر قدرة على الترويج لبلده لكونه شخصاً محبوباً ويمتلك شهرة».

وقد طالبت "نجم الدين" المسؤولين بالاهتمام بالبنى التحتية عن طريق تأمين المقومات السياحية اللازمة من خلال دعم الجهات المعنية وخاصةً وزارة السياحة.

وفي لقاء لموقع eHoms معه أشاد المخرج المصري "محمود كامل" بأهمية هذه الملتقيات الإعلامية: «لإيصال رسالة الدراما السورية والعربية إلى كل أنحاء العالم، خاصة في عصر تألق الدراما السورية في جميع الأعمال التي انتجتها خلال السنوات الماضية».

وأشار إلى بيئة تدمر المناسبة لإنتاج عمل درامي عربي مشترك بين سورية ومصر خاصةً بعد النجاح الكبير الذي حققه التعاون الدرامي المشترك بين البلدين.

وفي لقائنا مع المخرج "الليث حجو" أشار إلى أن: «أهمية الملتقى تأتي من اهتمام الجهات الرسمية ومنها محافظة "حمص" بالدراما كشيء مميز، ولكن المطلوب ألا تتوقف حوارات الملتقى خارج غرفة النقاش، بل تتطور هذه الحوارات للوصول لواقع ملموس يفيد الجميع».

وعن أهداف الملتقى التقينا الإعلامي "أحمد صطوف" المنسق العام للملتقى الإعلامي الدولي الدرامي فاشار إلى: «أن هناك هدفين من الملتقى: الهدف الأول اطلاق جائزة دولية للدراما باسم "تترابليون تدمر للدراما" لأفضل ممثل وممثلة وأفضل مخرج وكاتب وأفضل شركة إنتاج سورية وأفضل قناة فضائية لعام 2010م.

أما الهدف الثاني فهو الترويج السياحي "لتدمر" عبر تحويلها لاستوديو مفتوح، فتدمر فيها كل ما يحتاجه الانتاج الدرامي من تنوع البيئات الدرامية».

وأشار "صطوف" إلى أن هناك أكثر من 1800 فيلم وثائقي عن مدينة "تدمر" وألقها الحضاري من جميع دول العالم.

يشار إلى أنه في ختام الندوة الحوارية تم تكريم الإعلامي والشاعر اللبناني "زاهي وهبي" من قبل المهندس "محمد إياد غزال" رئيس اللجنة العليا للمهرجان تقديراً لإبداعاته الفنية.