دور الجمعيات الأهلية والمنظمات الشعبية في تحقيق أهداف المرسوم /62/ لمنع التدخين في الأماكن العامة والمغلقة، والحد من ظاهرة التدخين عند الشباب تلك كانت ورشة العمل التي أقامتها "جمعية البر والخدمات الاجتماعية بحمص" لجنة العمل الطوعي في 31/5/2010 وتضمنت الورشة عرضا لتجربة "جمعية البر والخدمات الاجتماعية بحمص" عن مكافحة التدخين التي بدأت قبل صدور المرسوم حيث أكد الدكتور "غانم رسلان" عضو لجنة مكافحة التدخين بالمحافظة ورئيس لجنة العمل الطوعي بجمعية البر أن مرسوم /62/ ليس ضد المدخنين ومنع الحرية الشخصية كما يعتقد البعض بل هو لحماية الأفراد غير المدخنين.

وفي تصريح لموقع eHoms عن تطبيق المرسوم /62/ قال الدكتور "رسلان": «سيتم تقييمه بعد فترة لاحقة ولكن لابد من الإشارة إلى أن التطبيق بحمص يعتبرا جيدا مقارنة مع بقية المحافظات حيث يوجد تشدد من قبل الجهات الرسمية كما لابد من الإشارة بأن الأهم هو المصلحة العامة بدلا من مصلحة قلة من الأفراد سواء أصحاب المطاعم أو العاملين بالمطاعم».

إن المدخنين في سورية ينفقون حوالي 26 مليار ليرة سنويا، أي أن كل مدخن يدفع 8% من دخله السنوي لشراء حوالي 3.7 كيلوغراما من السجائر سنوياً

وأضاف: «الورشة ركزت على موضوع تحقيق أهداف المرسوم خاصة عند الشباب بالحد من ظاهرة التدخين حيث من خلال عملي كمدير مشفى يأتي الكثير من الوفيات للأعمار الشابة والتدخين يعد سبب من أسباب الوفاة حيث كل عشر ثوان يموت شخص».

توزيع نشرات التوعية على الطلاب

وقال: «إن الخطوة الثانية وضع خطة عمل وبرنامج مشترك بين الجمعيات الأهلية وبالتعاون مع المنظمات الشبابية واتحاد شببية الثورة.

كما شرح الدكتور "غانم رسلان" الإجراءات التي قامت بها الجمعية من حملات توعية مع استبيانات لتقييم النتائج فقال: «كانت أحد أهم حملاتنا هي حملة "لحظة للتنفس" تمت قبل تطبيق المرسوم وتم التوجه فيها لأصحاب والعاملين بالمحلات التجارية لأكثر من /500/ محل تجاري حيث بينت النسبة أن 46% من الأشخاص بالمحلات مدخنين و64% من الأشخاص يعلمون بالمرسوم و50% قالوا إن تطبيقه سيكون بشكل كامل».

وأوضح الدكتور "رسلان" أن نسبة المدخنين من عمر 20-30 سنة تزيد على 43% ونسبة المدخنين فوق 30 سنة كانت 30%.

بدوره صرح الدكتور "محمد الخراز" أحد المحاضرين في الورشة لموقع eHoms فقال: «إن90% من المدخنين البالغين بدأت لديهم عادة التدخين عندما كانوا أطفال، كما أن الأطفال الذين يعيشون في أسر غير مترابطة ويكثر في أفرادها العنف الكلامي والجسدي يواجهون احتمالات أكثر من غيرهم للتدخين، حيث إن ما يتراوح بين 70 و90% من المدخنين بدؤوا التدخين قبل سن 18سنة».

وأضاف: «إن من تعدى السن المدرسية وهو لم يبدأ في التدخين فسيكون احتمال أن يبدأ فيه ضعيفا، وأن القليل ممن ينجحون في الإقلاع عن التدخين يعودون إليه مع أن نسبة تزيد على 80% من المدخنين يرغبون في الإقلاع عنه».

وأكد الدكتور "الخراز" أن أهم أسباب لجوء الطفل للتدخين أن يتصور أن العادة تعطيه نوعا من الاستقلالية عن والديه والرجولة والإحساس كما تمنحه نوعا من "البرستيج" والرقي الاجتماعي أو قد يكون حلاً لبعض الضغوط النفسية أو الاجتماعية أو المرضية التي قد يتعرض لها.

وكانت "جمعية الأصالة الثقافية" قد عرضت تجربتها بالتوعية ضد التدخين خاصة لدى الأطفال التي حققت أهدافها وعلى مدار العامين الماضين بتوزيع دليل تفاعلي تتضمن معلومات عن أضرار التدخين مع تعهدات من قبل طلاب المدارس بألا يقوموا بالتدخين وأهمية تجربة الأصالة تكمن في التوجه للفئة العمرية الصغيرة.

وأشار الدكتور "محمد الخراز" بمحاضرته عن أثر التدخين على المراهقين إلى أرقام يجب الوقوف عندها مطولا حيث يشير المركز السوري لأبحاث التدخين في دراسة نشرت نتائجها إلى تفشي عادة تدخين السجائر بنسبة 60% لدى الرجال و23% لدى النساء، إضافة إلى ازدياد تدخين النرجيلة بنسبة 20% من الرجال و6% عند النساء، فضلا عن تعرّض 98% من غير المدخنين لدخان السجائر.

وفي إحصائية أجرتها المؤسسة العامة للتبغ في سورية تشير الإحصائيات إلى ‏ازدياد نسبة المدخنين إلى 15% من عدد السكان.

وأضاف الدكتور "الخراز" قائلا: «إن المدخنين في سورية ينفقون حوالي 26 مليار ليرة سنويا، أي أن كل مدخن يدفع 8% من دخله السنوي لشراء حوالي 3.7 كيلوغراما من السجائر سنوياً».

كما قدم الدكتور "الخراز" الحل الذي تستخدمه حاليا عدة دول أوروبية ومنها أن الجمعية الأمريكية لطب الأسرة التي طورت برنامج "حروب التبغ" ويتركز حول تدريب المعلمين على أنشطة تعليمية موجهة لزرع كره التدخين لدى الطلاب الصغار.

وتضمنت الورشة توزيع شهادات تقدير على أعضاء لجنة العمل الطوعي بجمعية البر.