«"اختبار البرمجيات" هو مفهوم وعلم حديث ضمن علوم المعلوماتية، الذي لم يأخذ أبعاده في بلدنا بعد ولكنه من العلوم والمراحل الأساسية لكل برمجية، وهي المرحلة النهائية قبل البدء بتشغيل واستخدام أية برمجية، لتفادي أي خطأ برمجي يمكن أن يقع والذي يمكن أن يكلف مئات بل آلاف الدولارات.. والهدف من اختبار البرمجيات هو التأكد من مدى دقة وفعالية البرمجية وتوافقها مع الأهداف التي صممت ووضعت من أجلها.

ومعيار اختبار أية برمجية هو مدى توافقية المخرجات مع المدخلات ولكن أية برمجية لا يمكن أن تخلو من أي عيب، لذلك عملية اختبار البرمجيات تتسم بالصعوبة والدقة، وتعتبر ضرورية جداً لضمان سلامة المعلومات في المستقبل».

عملية اختبار البيانات يمكن أن تكلف أحياناً حوالي 60% من كلفة تطوير المشروع البرمجي وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك شركات خسرت أكثر من /500/ مليون دولار بسبب الأخطاء البرمجية التي لم تكن بالحسبان والأمثلة عديدة في ذلك

هذا ما قاله الدكتور "محمد ربيع شاهين" لموقع eHoms وذلك عقب محاضرته التي أقامتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تحت عنوان "اختبار البرمجيات" وذلك مساء يوم الأربعاء 28/4/2010.

الدكتور "محمد ربيع شاهين"

وأضاف: «هناك نوعان لاختبار البرمجيات، أولها اختبار للتجهيزات الصلبة "Hardware"، والنوع الثاني اختبار للبرمجيات "Software"، والذي نهتم به هو النوع الثاني من الاختبارات، التي تبدأ بعد الانتهاء من كتابة النص البرمجي، وغالباً يكون هناك فريق للاختبار البرمجي الذي يبدأ عمله بعد انتهاء عمل فريق التصميم والبرمجة».

فعند البدء بتشغيل أية برمجية يتم اكتشاف الأخطاء، التي ترسل فيها بيانات، يمكن الاستفادة منها لإصلاح هذه الأخطاء مثل الرسائل التي تظهر عند اكتشاف الأخطاء في برامج "Microsoft" أو غيرها.

جانب من الحضور

بعد اكتشاف الأخطاء تبقى في كل برمجية نسبة خطأ بسيطة يمكن تداركها في المستقبل، لأن هناك أخطاء يمكن التنبؤ بها وهناك أخطاء لا يمكن التنبؤ بها، وهدفنا في النهاية هو إيجاد واكتشاف الأخطاء في البرمجية وتفاديها، لأنها يمكن أن تؤدي إلى أخطاء فادحة لا يمكن تداركها... فبعض البرمجيات تتعامل مع النصوص المكتوبة وبعضها مع البيانات المالية والهندسية، وأي خطأ في البرمجية يؤدي إلى ضياع وتلف هذه البيانات».

وعن كلفة اختبار البرمجيات قال:

«عملية اختبار البيانات يمكن أن تكلف أحياناً حوالي 60% من كلفة تطوير المشروع البرمجي وفي الولايات المتحدة الأمريكية هناك شركات خسرت أكثر من /500/ مليون دولار بسبب الأخطاء البرمجية التي لم تكن بالحسبان والأمثلة عديدة في ذلك».

وأضاف: «نحن عرضنا هذا المفهوم الحديث في محاضرة اليوم، لأننا نجد أن اختبار البرمجيات هو من المراحل المهمة جداً في حياة أية برمجية، واختبار البرمجيات يجب أن يعمم على كافة المبرمجين والشركات البرمجية حتى يتفادوا أي خطأ فالذكي هو من يصلح الخطأ أما الحكيم فهو من يتفاداه..».

لمعرفة رأي حضور المحاضرة التقينا المهندسة المدنية "عفاف الأخرس" فقالت:

«أنا من متابعي محاضرات "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" لأنها تعرض أحدث العلوم المعلوماتية التي يهتم بها المهندسون.

والمحاضرة اليوم هامة جداً.. والمحاضر تطرق لأمور عدة دقيقة بعلم البرمجيات، وقد تنبهنا لعدة أمور كنا لا نعرفها، ولكن الآن أصبح لدينا فكرة عن اختبار البرمجيات قبل البدء باستخدامها تفادياً لوقوع أية مشكلة برمجية تؤدي إلى تلف وضياع البيانات التي في الغالب تكون بيانات هامة جداً».

الجدير ذكره أن الدكتور "محمد ربيع شاهين" أستاذ في "كلية الهندسة المعلوماتية" بجامعة البعث وهو مختص بإختبار وإدارة البرمجيات له مساهمات عديدة في المشاركة بإختبار العديد من البرمجيات في عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة..