«سورية التي تضم كل أطياف الديانات السماوية، تضم في وسط مسجدها الأموي الكبير مقاماً لسيدنا "يوحنا المعمدان" لذا فسورية نموذج للحضارة الإيمانية والإنسانية»، بهذه الكلمات افتتح الشيخ الدكتور "أحمد بدر الدين حسون" مفتي الجمهورية، محاضرته بعنوان "سورية مدرسة العيش المشترك" وذلك في 21/7/2009 ضمن احتفالية "أخوة معاً" التي تقيمها مطرانية الروم الكاثوليك (رعية القصير) بمحافظة "حمص"، وذلك في ساحة كنيسة "القصير".

وأضاف مفتي الجمهورية: «إن سورية كانت منذ مئات السنوات وستبقى النموذج الأمثل للقاء السماء بالأرض ولقاء الإنسان مع أخيه الإنسان، فاختارها الله لتكون الأمان برسالات السماء كافة فتعددت شرائع الأقوام لكن الدين والإله واحد وما يسمى التفرقة الطائفية غير موجودة لأنها ليست من نظم الله بل هي من صنع بعض رجالات الدين والسياسة، الذين يعملون على تفرقينا بينما الأنبياء وحدونا».

تعالوا إلينا وحجّوا إلى أرضنا وتطهروا بترابنا لأن نحمل لكم النور وأنتم تحملون النار

وتطرق الدكتور "حسون" لما تعرض له العرب والمسلمون منذ قرون مضت خلال محاولات تهجير العلماء عن بلادهم العربية، ولكن العلماء العرب الذي آمنوا بإله واحد غزو الغرب بإيمانهم الذي شكل حياة جديدة للغرب الذي غزوا العرب بالسلاح.

المطران "إيسيدور بطيخة" ومحافظ حمص ومفتي الجمهورية

وتابع مفتي الجمهورية قائلا: «عندما نقف مع الله أسرة واحدة سيقف الله معنا، لأن المؤمنون إخوة فكلنا نصلي ونصوم لإله واحد وسنقف بين يدي إله واحد، فلا خوف على الوطن إذا حملنا ثقافة الإنسان أولا والدين ثانيا، بمعنى أن الإنسان الذي وجد قبل الدين هو سيد الأكوان والقانون ليس سيد الإنسان بل جاء ليحافظ على وجود الإنسان».

وتوجه الدكتور "حسون" حديثه للغرب قائلا : «تعالوا إلينا وحجّوا إلى أرضنا وتطهروا بترابنا لأن نحمل لكم النور وأنتم تحملون النار».

وختم مفتي الجمهورية محاضرته بتوجيه كلمة لكل أب وأم وشاب وشابة في هذا الوطن حيث قال: «يا أبناء وبنات سورية، إن الأسرة مقدسة فالأم والأب يصنعون ببيوتهم أبطالاً فلا تتخلوا عن قدسية الأسرة وعندما تريدون الذهاب للغرب اذهبوا للدراسة وليس للإقامة، لأنكم داخل بلدكم إنسان وخارجه أنت رقم للنسيان».

وكان المطران "إيسيدور بطيخة" (مطران حمص وحماة للروم الكاثوليك)، الذي شارك مفتي الجمهورية بالمحاضرة أشار لموقع eHoms بأن العالم كله بحاجة لمدرسة كمدرسة سورية، وهناك رسالة تعايش حقيقة بدأت عندما أراد الرب أن يبقي أرضنا مقدسة إلى يومنا هذا ، كما شرح المطران "بطيخة" بعضاً من حالات التعايش الكثيرة والموجودة بسورية التي لمسها خلال رحلته الطويلة بين المحافظات السورية والتي تشكل لوحة من المحبة والتآخي قل نظيرها بالعالم.

وفي ختام فعالية اليوم الأول التي شهدت حضورا جماهيريا كبيرا غصت به كنيسة "القصير"، تم تكريم مفتي الجمهورية، كما تم تكريم المهندس "محمد إياد غزال" محافظ "حمص"، بوسام مطرانية الروم الكاثوليك.

الجدير بالذكر أن احتفالية "أخوة معا" تتضمن أيضا يوم الأربعاء 22/7/2009 أمسية أناشيد وترانيم دينية يحيها، مجموعة من جوقات الترنيم الكنسي، وفرق الإنشاد الإسلامي، كما ستتضمن أمسية موسيقية بعنوان "سورية أرض الحب" تحييها كلية التربية الموسيقية بـ"جامعة البعث".