"شجرة وزينة وأجراس وبابا نويل ومغارة الميلاد"، بهذه الرموز الجميلة تستقبل الناس عيديّ الميلاد ورأس السنة كل عام، ولكن لعيد الميلاد دلالات دينية ورموز روحية كثيرة ولإلقاء الضوء على هذا الموضوع موقع eHoms التقى الكاهن الأب "أسعد نايف" مدير المكتب الإعلامي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك...

الذي حدثنا عن هذا العيد قائلا: «عيد الميلاد حدث تحتفل به الكنيسة في كل عام بذكرى تجسّد "أقنوم" الثالوث الأقدس الثاني وهو الابن (السيد المسيح) بولادته في مزود فقير ليأخذ الطبيعة البشرية، وبهذا الحدث يعطي الله للإنسان أسمى قيمة ويجعله في مرتبة مقدسة وسامية». وعن سبب احتفال الكنيسة في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من لكل عام يضيف الأب "أسعد": «قديما كانت تحتفل الكنيسة بهذا العيد في السادس من كانون الثاني وهو ذكرى الظهور الإلهي عند المسيحيين أي ظهور الأقانيم الثلاثة (الأب والابن والروح القدس) بآن معاً.

عيد الميلاد حدث تحتفل به الكنيسة في كل عام بذكرى تجسّد "أقنوم" الثالوث الأقدس الثاني وهو الابن (السيد المسيح) بولادته في مزود فقير ليأخذ الطبيعة البشرية، وبهذا الحدث يعطي الله للإنسان أسمى قيمة ويجعله في مرتبة مقدسة وسامية

ولكن في القرن الثالث الميلادي أصبحت الكنيسة تحتفل بهذا العيد في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول على اعتبار أولا من /21/كانون الأول يبدأ يزداد مدة النهار في اليوم أي أنه يصبح أطوّل من الليل وتزيد الفترة التي تشرق بها الشمس على فترة الظلام وباعتبار أن السيد "المسيح" هو شمس العدل و"نور العالم" في المفهوم المسيحي لذلك اعتمدت الكنيسة من خلال المجامع المسكونية (هيئات الكنائس في العالم) أولا عند الكنائس الغربية ثم انتقلت إلى كنائسنا الشرقية تاريخ الخامس والعشرين من شهر كانون الأول ليكون عيدا للميلاد عند الطواف المسيحية كافة، وهناك اعتقادات قديمة تقول إن بعض الأمم الوثنية تحتفل بهذا اليوم بعيد إله الشمس».

وعن مظاهر الاحتفالية في عيد الميلاد يتابع الأب "أسعد" قائلا: «نحن نعتبر المظاهر الخارجية في الاحتفال بهذا العيد تهيئ الإنسان اجتماعيا للوصول إلى يوم الميلاد يوم التجسد حتى يكون هناك ولادة جديدة لديه ويكون في حياة جديدة مع الله ومع السيد المسيح المولود بهذه المغارة ولكن الاستعداد الروحي يبدأ بالاحتفالات الطقسية منذ يوم /26/ تشرين الثاني من خلال الترانيم والتي تهيئ المؤمن روحيا حيث نبدأ بترنيم "قنداق" الكنيسة وهي ترنيمة الاستعداد للعيد والتي تتحدث عن السيدة العذراء التي تأتي للكنيسة لتلد "يسوع" الطفل ولادة تفوق كل وصف وفي كل أحد نقرأ على المؤمن النصوص الإنجيلية المُهيأة للعيد من نص نسب "يسوع" وحبل مريم وهناك الصوم قبل أربعين يوما من العيد الذي تدعو إليه الكنيسة ثم رتب التوبة والاستعداد الداخلي والروحي لعيد الميلاد».

أما عن الصلوات التي تتم في أيام العيد يقول: «هناك ما يسمى بصلوات "البرمون" في الطقس البيزنطي وهي مجموعة من الصلوات التي تعد المؤمن روحيا ليستقبل حدث الميلاد وهي تتم في اليوم الذي يسبق الميلاد ثم صلاة سحر الميلاد وغروب الميلاد وصلاة قداس الميلاد الاحتفالية الكبرى للعيد والتي تتضمن المناولة، كلها صلوات تهيئ المؤمن للوصول إلى ولادة وتغير حقيقي في حياته من خلال الميلاد».

الأب أسعد نايف