تحتفل جميع الشعوب بتاريخ (25) كانون الأول من كل عام بميلاد السيد المسيح، والجميل أن الطفل "يسوع المسيح" الذي ولد في هذا العيد هو رسول "المحبة والسلام" لذلك أصبح عيد "الميلاد" على الرغم من خاصيته بالطوائف "المسيحية"...

احتفالاً تشارك به "الإنسانية" جمعاء على اختلاف اعتقاداتها وبالتالي ككل الاحتفالات "الدينية" و"الروحية" هنالك جانب آخر هو الرموز "الاجتماعية" الدارجة والمرتبطة بهذا العيد مثل (الشجرة، المغارة، بابا نويل، الأضواء،...) فكيف كانت وكيف أصبحت وما الذي ترمز إليه "دينياً واجتماعياً" عن كل هذا أجابت الأخت "جورجينا حبش" إحدى راهبات "الراعي الصالح" عندما التقى بها eHoms بتاريخ (23/12/2008)

لا يوجد طعام محدد في العيد سوى أنه من "اللحوم" وفاخر لأن الناس يكونون في صيام أسبوع "الميلاد" ومن ثمّ يختارون ما يشبع العائلة بأسرها، و"الديك الرومي" كبير الحجم ودسم الطعم، ويكفي العائلات الكبيرة ومنه أصبح متداولاً

«"الولادة" هي الفرح والمحبة، فنحن إذا رزقنا بطفل صغير نحس أن الدنيا لا تسعنا من السعادة، فكيف وإن كان هذا الطفل هو "السيد المسيح" فإن الفرح يعمّ "البشرية" وحتى العالم بما فيه، وهذا ما يعبر عنه الجميع من مظاهر الاحتفالات ككل (الأجراس، الزينة، الشجرة...)، وحتّى الترانيم "الميلادية" وآخرها "سانتا كلوز"، فإلى الجانب "الروحي" الذي يتجسد في الصلاة" من أجل المحبة والمساعدة، هناك الجانب "المادي" أو "الاجتماعي" (كشراء الثياب، صنع الحلويات، تزيين المنازل والشوارع)، تدلّ على حلول العيد وإشعاعه من قلوبنا إلى خارجها».

أما عن المعاني والرموز فتضيف: «يضع الجميع "شجرة العيد الخضراء" لأنها حياة جديدة وقد تمّ ابتكارها منذ عصور لتعبر عن الإنسان وباخضرار "المحبة" من جديد في قلبه مع مجيء "السيد المسيح"، نضع "المغارة" تحت "الشجرة" لكي نقول أن هذه "الولادة" حصلت في قلب "الشجرة" أي قلوبنا، نملأ الاثنتين بالزينة البرّاقة والألوان، لندل الناس على فرحنا الداخلي الذي يلمع كالنور، أمّا نجمة العيد فهي كما دلّت "الرعيان" على "مغارة" صغيرة دافئة، فهي بالتالي تدّلني على الآخر، وتدل الآخرين عليّ...، لذلك نحن في "الميلاد" نعبر عن الحياة في هذه المظاهر أو الرموز».

المعاني المختلفة للرموز لها حكايا عديدة ترتبط بمكان الانسان وبيئته، وعن هذا تحدّثت الأخت "كلير كاناتي" التي تحمل الكثير من ذكريات العيد أثناء طفولتها في "لبنان" حيث قالت: «أذكر أنني عندما كنت طفلة كنّا نضع الصور على "الشجرة" بجانب "الشموع" الصغيرة، وكان أحد الكبار في السن يقول لنا ضعوا الصور ولا تخافوا فهي لن تحترق لأن نور الشجرة سيحميكم بمحبة الطفل "يسوع"، إضافة للصور، كنّا نزين "الشجرة" (بأكواز الصنوبر الصغيرة، البلوط، الكستناء) بعد أن ندهنها بطلاء شفّاف. أما "المغارة" التي نصنعها بأنفسنا فكانت أكثر ما يستغرق وقتاً خاصّة أنها من الأخشاب التي تتناسب مع الشجرة الطبيعية وأفضلها "الصنوبر"، وكنا نضع حلويات العيد المميزة بأشكال كثيرة نعلق بعضها على "الشجرة" وأخرى في أكياس صغيرة نوزعها على بيوت أصدقائنا في العيد».

الأخت "كلير قناتي"

وماذا تقوله عن "الديك الرومي" وطعام العيد: «لا يوجد طعام محدد في العيد سوى أنه من "اللحوم" وفاخر لأن الناس يكونون في صيام أسبوع "الميلاد" ومن ثمّ يختارون ما يشبع العائلة بأسرها، و"الديك الرومي" كبير الحجم ودسم الطعم، ويكفي العائلات الكبيرة ومنه أصبح متداولاً».

والجدير بالذكر أنّ الكثير من الحكايا قد تكون صحيحة وإحداها عن شجرة الميلاد التي تنسب إلى شجرة "تفاح" لأحد الرجال الأغنياء في "العصور الوسطى"، وكان يقدّم منها "تفاحاً" أحمر لكل الفقراء في ليلة العيد، وإكراماً له أصبح الناس في قريته يزينون الأشجار بعد وفاته بالتفاح الأحمر في ليلة "الميلاد" ومازال هذا التقليد حتى اليوم.