بهدف تقديم المساعدة لكلّ شرائح المجتمع، اجتمع عدد من الناشطين في الشأن العام في محافظة "حمص"، وأسسوا فريقاً أطلقوا عليه نادي "العطاء السوري التطوعي"، ليدخل سنته العاشرة دون اعتماد برنامج عمل محدد، واستلهم أفكاره من الواقع الراهن منطلقاً من ثقافة العمل الجّماعي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 9 تموز 2020 التقت "سعيد المصطفى" مؤسس النّادي الذي تحدث عن فترة التأسيس، فقال: «في بداية شهر أيار عام 2011، أي بداية الحرب على "سورية"، وكون محافظة "حمص" تشكل الجّزء الأكبر كمساحة، وتقع في قلب الوطن، كان لا بدّ من أن نتحرك وننهض بالمجتمع المدني، ونتعاون مع كافة الجهات، عبر الكثير من المبادرات، أسميناه "العطاء" لأنّ هدفنا الأساسي هو تقديم كلّ جميل، ورسم الابتسامة على وجوه كلّ أبناء المحافظة دون تحييد أي شريحة مجتمعية، فاتجهنا للجانب الرّمزي عبر الأنشطة ذات البعد الوطني، لأهميتها آنذاك في التّلاحم المجتمعي، لنتوجه بعد ذلك للنّهوض بالفئة المجتمعية التي وسمتها الحرب بالجراح والنّكسات، فزرنا جرحى الجيش العربي السّوري في المشفى العسكري بـ"حمص"، وبدأنا عام 2018 بإنجاز حملة "لستَ وحدك" القاضية بتحسين منازل الجّرحى بما يتناسب ووضعهم الصّحي، وتمّت أعمال التّرميم بأيدي المتطوعين أنفسهم، ولأسر الشّهداء والمهجّرين نصيب كبير من فعالياتنا وزياراتنا وتقديم كلّ الدّعم اللّازم لهم منذ عام 2013، والفعاليتان السّابقتان مستمرتان حتّى الآن من منح مبالغ ماديّة للفئات المذكورة بين الحين والآخر.

تواصلنا مع النادي بغية إقامة نصب تذكاري لشهداء القرية وتزيينه بصورهم، فلبّوا طلبنا وبدؤوا بالتنفيذ، ليتبرّع عدد من السكان بمساعدتهم والعمل يداً بيد مع متطوعيه وتحت إشرافهم، وعند الانتهاء من العمل لم يكن تدشيناً رسميّاً خطابياً، بل كان شعبياً، بمشاركة كل أهالي القرية، فليس أجمل من نكهة العمل الجماعي، وتحويل ساحة فارغة إلى رمز يذكره الجّميع

وتخليداً لذكرى الشّهداء شيّدنا صرحاً تذكارياً، وزيّناه بصور شهداء قرية "السّنكري"، فضلاً عن تكريم المسعفين في "الهلال الأحمر"، وعدّة حملات للتّبرع بالدّم لصالح مرضى التّلاسيميا، وحملة "جمّل بلدك" القاضية بترميم وتجميل مقبرة "الفردوس"، ووضع سارية علم الجمهورية بساحة "الزّهراء"، وتجميل دوّار مشفى "الأهلي" بمجسم لخريطة الجمهورية العربية السورية، واتجهنا لنكون بين الأطفال ومعهم بحملة "بسمة طفل"، وهي مستمرّة حتّى الآن بإقامة الحفلات وتقديم الهدايا وفعاليات وأنشطة ترفيهية، وبالجّانب الثّقافي نفذّنا معرض "حكاية وطن" عام 2014، وبه استعرضنا أهمّ اللّوحات البانوراميّة التي لخصت تفاصيل الحرب على "سورية"، ومن آخر فعالياتنا كرّمنا عمّال النّظافة في شوارع "حمص" بالإضافة إلى أنشطة كثيرة حاضرة ومتجددة بخمسين متطوعاً ومتطوعةً، وشعارنا دوماً (وتحلو الحياة بروح العطاء)».

رسم البسمة هدفهم

"فيحاء سهيل اليوسف " متطوعة بالفريق قالت: «أعطاني هذا النّادي قبل أن أعطيه، فكنتُ في سنتي الجّامعية الأولى لكلية التّربية، وكان شغفي الإعلام، وسمعتُ أنهم يقيمون دورة مهمّة مجّانية في الإعلام، فاتبعتها واستفدتُ منها كثيراً، ومن خلالها تعرّفتُ على عمل النادي وإنجازاته ومهامه وأعضائه، لأندفع إلى التّطوع معهم، فالسّعادة تغمرني عند رؤية البسمة على وجوه المستهدفين من أي نشاط أو فعالية يقيمونها، بالإضافة إلى أننّي ضمن الفريق الإعلامي لتغطية نشاطاته، ونحرص على كلّ تفاصيل الصّور قبل تحميلها على صفحة "الفيسبوك" الخاصّة بالنادي، على أن يكون هدفنا تشجيع الشّباب على الانضمام والتّطوع، وتشجيع المقتدرين مالياً، ليقوموا بأعمال خيرية، ويكونوا سبباً لإسعاد الكثير، علاقتنا كفريق متطوّع جميلة جدّاً، فهي علاقة تشاركية وتفاعلية، ولنا الرّأي في اقتراح الفعاليات، ما يجعلنا في كلّ مرّة أكثر حماساً ونشاطاً، والآن أصبح العطاء جزءاً من حياتي لا يمكنني التّخلّي عنه».

فيما قال "علي درويش" مواطن من قرية "السنكري": «تواصلنا مع النادي بغية إقامة نصب تذكاري لشهداء القرية وتزيينه بصورهم، فلبّوا طلبنا وبدؤوا بالتنفيذ، ليتبرّع عدد من السكان بمساعدتهم والعمل يداً بيد مع متطوعيه وتحت إشرافهم، وعند الانتهاء من العمل لم يكن تدشيناً رسميّاً خطابياً، بل كان شعبياً، بمشاركة كل أهالي القرية، فليس أجمل من نكهة العمل الجماعي، وتحويل ساحة فارغة إلى رمز يذكره الجّميع».

ترميم مدرسة بأيدي الفريق
فعالية للأطفال