لأنّ "كورونا" فيروس وليس تهمة، انطلقت مبادرة مجتمعية لمساندة السوريين القادمين من خارج البلاد، والقاطنين في مركز الحجر الصّحي في "حمص"، بتقديم وجبات غذائية يوميّة لأصناف محليّة مطهوّة بروح العطاء.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تابعت تفاصيل المبادرة بتاريخ 3 نيسان 2020، وتواصلت مع "سمر السّباعي" مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في "حمص" التي قالت: «منذ بدء أزمة "كورونا" في العالم، وضمن الإجراءات الاحترازية التي تقوم بها الحكومة السّوريّة تم افتتاح مركزاً للحجر الصّحي بالمحافظة لاستقبال الوافدين من الخارج، وبدأ المجتمع المدني بجمعياته متعددة المسؤوليات بالمساندة والمساعدة على تجهيز هذا المركز بشكل ممتاز صحيّاً، وتأمين الرّفاهية اللازمة له.

بجانب عمل جمعيتنا الخيريّ؛ كنّا قد أوشكنا على الانتهاء من افتتاح مطبخ خاصّ بالجمعية تعود ريوعه إلى مساندة الفقراء والأسر التي ليس لها معيل، ولكن عندما دعت الحاجة لاستثماره مجاناً لم نتردد في ذلك، فتعاون ما يقارب العشرين متطوعاً ومتطوعة للطبخ والتغليف الجيّد مع تقديم قطع من الحلوى أيضاً

والجانب الذي حظي باهتمامنا الكبير هو موضوع الطّعام، فلم نرد أن يشعر أهلنا الذين في الدّاخل أنهم غرباء؛ وتم تغيير نمط حياتهم بشكل كبير، فسرعان ما عقدت لجنة الطّوارئ في المحافظة اجتماعاً ضمّ ما يقارب سبع جمعيات، وتمّ تنظيم دور يكفل مشاركة كلّ جمعية بيوم واحد ضمن الأسبوع بوجبات الإفطار والغداء والعشاء، وقامت مجموعة كبيرة من شباب وشابات المحافظة تطوّعوا ضمن جمعياتهم التي ينتمون إليها بإعداد الوجبات ضمن إطار الصّحة والتعقيم والترتيب الجّيد».

تجهيز وجبة غذائية

وأضافت "السّباعي": «المطبخ الإسعافي هو نتيجة تعاضد عدة جمعيات مثل "الجمعية الخيرية الإسلامية"، "جمعية "البرّ والخدمات الاجتماعية"، "عضد الفقراء الأرثوذوكسية"، "رعاية الطّفل"، "شعاع الأمل"، "القديس منصور الأرثوذوكسية"، "جمعية شباب الخير"، ومعظمها تملك مطابخ خاصّة استثمارية بها؛ أوقفتها خلال عملية تصدير الوجبات لمركز الحجر، وهذه أوّل مرة على نطاق المحافظة يحدث أن تكافلت الجمعيات ناسية التنافس فيما بينها، فـ"سورية" وأهلها يحتاجون منّا الكثير».

"لينا الكسم" من جمعية "البرّ والخدمات الاجتماعية" قالت عن عملهم: «وجباتنا مقدمة لمركز الحجر الصحي بما يضم من أطباء وعناصر شرطة لحراسته، وأشخاص داخله ينتظرون نتيجة التّحاليل، حيث بدأنا مع بدء وصول أول الأشخاص إليه، وكنّا نطهو الوجبات ونقوم بتغليفها ضمن مطبخنا الخاصّ الكائن ضمن دار "السّعادة للمسنين" التابع لجمعيتنا، وبعدها ننقل الوجبات من ريف "حمص" إلى المدينة حيث يقع مركز الحجر».

بعض الأصناف الغذائية

وأضاف "سهيل زيتون" من جمعية "عضد الفقراء الأرثوذوكسية": «لدينا مطبخ خاصّ بالجمعية يقدم وجبات بشكل مأجور، ونوّزع ريعه على المحتاجين، ولكن خصصناه في الفترة الأخيرة لمركز الحجر وطهو الوجبات وتقديمها بشكل مجاني، حيث نؤمن المواد الأوليّة من السّوق، ونطهو الوجبات بشكل نظيف ومعقم، ونغلفها أيضاً، وبما أن الأوضاع الرّاهنة صعبة على الجميع، أتحنا الفرصة لمن لديه ضائقة مادية صعبة بالطهي بأجر مادي إلى جانب عدة متطوعين ومتطوعات قارب عددهم الخمسة عشر».

وأضاف "وسيم مندو" من "الجمعية الخيريّة الإسلامية": «فريق الهندسة في الجمعية شارك بالتجهيزات الأولية لمركز الحجر، حيث كان يحتاج لصيانة سخانات المياه، وعند وصول القادمين من الخارج، استنفرنا مع ما يقارب السّتين متطوعاً ومتطوعة لتجهيز الوجبات حسب دورنا، وإيصالها للمركز بما يتوافق مع معايير السلامة، كما قمنا بالإضافة إلى ذلك بحملة تعقيم واسعة على مقربة من المركز».

نظام ونظافة

وأكملت "لمى الأخرس" من جمعية "القدّيس منصور الأرثوذوكسية": «بجانب عمل جمعيتنا الخيريّ؛ كنّا قد أوشكنا على الانتهاء من افتتاح مطبخ خاصّ بالجمعية تعود ريوعه إلى مساندة الفقراء والأسر التي ليس لها معيل، ولكن عندما دعت الحاجة لاستثماره مجاناً لم نتردد في ذلك، فتعاون ما يقارب العشرين متطوعاً ومتطوعة للطبخ والتغليف الجيّد مع تقديم قطع من الحلوى أيضاً».

مدير المشفى الجامعي المتنقل، ومدير مركز الحجر الصّحي في "حمص" الطبيب "غسان طنّوس" قال: «الوضع داخل مركز الحجر يسري بنظام منقطع النظير، كلٌّ يقطن في طابقه الخاصّ، وعند وصول الوجبات نقوم باستلامها بشكل آمن ساعين على الفور إلى توزيعها على الطوابق.

حتى اللحظة لم تظهر أي حالات مشتبه بها للمرض، لكننا لم نُخرّج أحداً من القاطنين بمركز الحجر قبل إتمام يومهم الرابع عشر الموافق للثامن من شهر نيسان الجاري، وحتى عندما تردنا دخول حالات إضافية يتم استقبالها بكامل الأمان، فقد عزلنا قسم الإسعاف عن مركز الحجر بشكل جيّد».