بهدف الإضاءة على الجوانب الجمالية والإيجابية في الثقافة السورية، تأسس مشروع "مدى" الثقافي وقدّم عدداً كبيراً من الفعاليات الثقافية الهادفة لتجميع طاقات الشباب لإغناء المجال الثقافي.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 23 شباط 2020 التقت المهندس "رامز حسين" مدير مشروع "مدى" الثقافي في "حمص" ليتحدث عن تأسيس المشروع وأهدافه فقال: «تأسس المشروع عام 2016 بالتعاون مع مجموعة ناشطين موجودين في عدة محافظات، فالانطلاقة الأولى كانت من مدينة "حمص" مروراً بـ"اللاذقية" وحتى العاصمة "دمشق"، وصل عدد الأعضاء حتى الآن نحو 200 عضو داخل "سورية" وخارجها، تتراوح أعمارهم بين 15 سنة وحتى 80، قمنا بإطلاق 125 نشاطاً ضمن عشر مدن سوريّة، والهدف من تأسيس الفريق هو تجميع طاقات الشباب السوري للعمل بالمجال الثقافي تحديداً، لأن الحرب على "سورية" كان من ضمن أركانها تشويه الثقافة السورية، وحاولنا جاهدين الرد من خلال تثبيت صورة إيجابية عن جوانب البلد الثقافية والجمالية، من خلال الفعاليات التي كانت عفوية في البداية ثم أخذت بالتبلور عبر التجربة واكتشاف الثغرات، ابتعدنا في الفعاليات عن النمط الكلاسيكي في إلقاء المحاضرات لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور وبالأخص فئة الشباب، واتسمت أغلب الفعاليات بسمة الترابط من خلال جعلها سلسلة أجزاء، منها فعالية "مدانا سينما" التي تهدف للإضاءة على تجارب المخرجين الشباب السينمائية والاطلاع على أهم الأفلام السينمائية السورية والعالمية، وفعالية "مدانا مسرح" التي يتم من خلالها تعريف الجمهور بتاريخ أحد أهم المسرحيين في الساحة السورية والعربية، نحاول عبرها ردم الفجوة التي حصلت بين جيل الشباب وجيل المسرحيين المخضرمين خلال الحرب، فالنسبة العظمى من الشباب في مدينة "حمص" لم تشاهد عروضاً مسرحية خلال الحرب ولا تعرف عنها شيئاً، أما فعالية "كرم اللولو" يقوم من خلالها الباحث الموسيقي "جمال سامي العوّاد" بدراسة تحليلية لموسيقا "الرحابنة"، وهي ثقافة الاستماع للأغنية بطريقة جديدة ومعرفة ماهية الترابط بين الكلمات والألحان والموسيقا والآلات».

انضممت للفريق في بداية تأسيسه، إيماناً بأن لكل فرد من أفراد المجتمع دوراً في مواجهة الحرب على "سورية"، وكان لمشروع "مدى" الثقافي دور في ذلك من خلال البحث عن الجمال وإظهاره في جميع الجوانب، شاركت بتنظيم العديد من الفعاليات منها "منارات" التي ركزت على إظهار أبرز أسماء الفنانين وتكريمهم، وتعريف الجمهور على أعمال الفنان وطريقة وصوله للنجاح، أما "اكتشف سورية" وهي من أبرز الفعاليات التي جعلتني أتعرف على مناطق عديدة تاريخية ضمن مدينتي "حمص" التي لم أسمع عنها من قبل، وفي معرض الفن التشكيلي "سورية بتجمعنا 2" الذي انطلق من "حمص" جال عدة محافظات ومدن منها "حماة، السلمية، اللاذقية" بمشاركة 70 فناناً تشكيلياً من جميع المحافظات، تنوعت أعمار الفنانين المشاركين فساهم ذلك في تبادل التجارب الفنية والاستفادة من بعضهم البعض، كما كان من الفنانين من له أول مشاركة في معرض فني، فمشروع "مدى" الثقافي مشروع اجتماعي ثقافي يضم جميع أفراد المجتمع

"شيراز ابراهيم" أحد أعضاء الفريق حدثتنا عن مشاركتها بنشاطات الفريق فقالت: «انضممت للفريق في بداية تأسيسه، إيماناً بأن لكل فرد من أفراد المجتمع دوراً في مواجهة الحرب على "سورية"، وكان لمشروع "مدى" الثقافي دور في ذلك من خلال البحث عن الجمال وإظهاره في جميع الجوانب، شاركت بتنظيم العديد من الفعاليات منها "منارات" التي ركزت على إظهار أبرز أسماء الفنانين وتكريمهم، وتعريف الجمهور على أعمال الفنان وطريقة وصوله للنجاح، أما "اكتشف سورية" وهي من أبرز الفعاليات التي جعلتني أتعرف على مناطق عديدة تاريخية ضمن مدينتي "حمص" التي لم أسمع عنها من قبل، وفي معرض الفن التشكيلي "سورية بتجمعنا 2" الذي انطلق من "حمص" جال عدة محافظات ومدن منها "حماة، السلمية، اللاذقية" بمشاركة 70 فناناً تشكيلياً من جميع المحافظات، تنوعت أعمار الفنانين المشاركين فساهم ذلك في تبادل التجارب الفنية والاستفادة من بعضهم البعض، كما كان من الفنانين من له أول مشاركة في معرض فني، فمشروع "مدى" الثقافي مشروع اجتماعي ثقافي يضم جميع أفراد المجتمع».

ريم الشعار

"ريم الشعار" أحد مؤسسي الفريق حدثتنا عن نشاطات الفريق في "دمشق" بقولها: «تعرفت على "رامز" عن طريق الإنترنت، جمعني به الإحساس بالانتماء لـ"سورية" والخوف عليها والدفاع عن هويتها، بالبداية كان يعمل ضمن فريق "خوابي" وكنت أراسل مجلة "خوابي" لكتابة القصص القصيرة ضمن أعدادها، عملنا على بناء فريق "مدى"، وكان ذلك صعباً بشكل كبير في ظل ظروف الحرب في بداية عام 2016، توجهنا إلى وزارة الثقافة للحصول على ترخيص، أطلقنا العديد من الفعاليات من دون ترخيص وبموجب موافقات من الوزارة إلى أن صدر الترخيص فيما بعد، كانت أولى الفعاليات في "دمشق" بعام 2017 توقيع كتاب "الهايكو العربي" بعدده الأول في "مكتبة الأسد الوطنية"، ثم معرض "سورية بتجمعنا 1" انطلق من "دمشق" نحو مدينتي "حمص" و"مصياف" بمشاركة 54 فناناً تشكيلياً سورياً وعربياً، افتتحنا فعالية "بقعة ضوء" مع الموسيقار "طاهر مامللي" والباحث الموسيقي "جمال سامي العوّاد" كان العنوان هو الموسيقا في الدراما السورية، فيما بعد استضفنا في العديد من الفعاليات أهم وأبرز الباحثين في مجال التاريخ والحضارة للحديث عن الآثار السورية كمملكة "أوغاريت" والتحنيط لدى التدمريين، تخللت هذه الفعاليات مجموعة من الأمسيات الشعرية والأدبية، وأبرز ما عرض فيها فيلم "تحت سماء دمشق" وهو أول وثيقة بصرية للعاصمة "دمشق" في عام 1932، تحدث عن معالم المدينة آنذاك وكان مخرج الفيلم "إسماعيل أنزور"».

رامز حسين
شيراز ابراهيم