عرفت مدينة "حمص" بكثرة الأخبار والأحداث الغريبة فيها، حتى جمعت في ثمانية أحداث صنّفت عبر التاريخ بالعجائب الثماني، لندرة حدوثها رغم وجود التفسيرات لها.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 24 نيسان 2015، التقت المهندس "فؤاد عودة"؛ وهو أحد سكان مدينة "حمص" الذي حدثنا بالقول: «تتميز مدينة "حمص" عن غيرها من المدن السورية بوجود عدد من الغرائب والعجائب التي يتم تناقلها بين أهالي المدينة ويعرفها الصغير والكبير، وعلى الرغم من وجود أسباب علمية لهذه العجائب إلا أنها ما تزال من الأشياء الجميلة التي يتباهون بها، ومنها على سبيل المثال عدم دخول المغول إلى "حمص"، ولذلك سبب وهو تصنّع الحماصنة للجنون، تجنباً لمصير "حلب" وباقي المدن السورية التي نهبت ودمرت بسبب الغزو المغولي، فقام الأهالي بارتداء ملابس غريبة، وهو ما جعل المغول يتركونها حتى لا يضيّعوا وقتاً عليها، وهو ما أدى لإطلاق "النكت" عليهم بسبب خفة دمهم وسرعة بديهتهم وذكائهم بالتصرف.

قصة التسول غير موجودة في "حمص" ويعود ذلك إلى التضامن الاجتماعي الكبير بين الأهالي، ودور الجمعيات الاجتماعية والمجتمع الأهلي الناشط، ويدل على أواصر القربة ومتانتها في المجتمع الحمصي، وهو ما ينعكس في الوقت الحاضر، باستمرار هذا العامل، خوفاً على انهيار الروابط الاجتماعية والتعصب العائلي رغم التوسع السكاني واختلاط الناس مع بعضهم بعضاً في مختلف الأحياء

أما قصة الأوزان فهي محيّرة؛ فأغلب الأحيان تعد الأوقية 250 غراماً لكونها أسهل على الحساب كأرباع وليس كأخماس، إضافة إلى ذلك هناك "خميس الحلاوة" الذي يعد من مميزات "حمص" حيث تنفرد عن باقي المدن السورية بهذه الحلاوة الشعبية المصنوعة من الخبز اليابس أو العجينة، وما زالت متداولة حتى الآن كتقليد محلي، وسبب تميزها يعود إلى النسبة السكانية الكبيرة، حيث بينت وثيقة تاريخية عام 1889 أن عدد سكان "حمص" آنذاك هو 25 ألف نسمة وهو رقم كبير في تلك الفترة، وهي مناسبة تقام في الخميس الأول لشهر نيسان ويسمى "خميس الأموات"؛ حيث تتم زيارة المقابر وتوزيع الحلوى على الزائرين والفقراء».

رفعت رسلان

ويضيف: «قصة التسول غير موجودة في "حمص" ويعود ذلك إلى التضامن الاجتماعي الكبير بين الأهالي، ودور الجمعيات الاجتماعية والمجتمع الأهلي الناشط، ويدل على أواصر القربة ومتانتها في المجتمع الحمصي، وهو ما ينعكس في الوقت الحاضر، باستمرار هذا العامل، خوفاً على انهيار الروابط الاجتماعية والتعصب العائلي رغم التوسع السكاني واختلاط الناس مع بعضهم بعضاً في مختلف الأحياء».

يضيف "رفعت رسلان" صاحب الخبرة الاجتماعية لما عاصره من أجيال، حيث يرى وجود عجائب أكثر من ذلك، ويقول: «يمكننا إضافة عجيبة تاسعة وهي الشاعر "ديك الجن الحمصي" وهو لقب فريد من نوعه، عاش في حمص نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث الهجري، حيث أضاف إلى فن الموشحات ما يعد إنجازاً حقيقياً، ولا يمكننا أيضاً على مستوى الأكل تجاهل الجزر الأصفر المشهور في "حمص"، بطبخه "محاشي"، وهي أكلة مشهورة في "حمص"، حيث تعد ضمن وحام المرأة الحامل في "حمص" وما زالت حتى الآن، كشيء لا إرادي، إضافة إلى الباذنجان الحمصي المطلوب في عدة محافظات ويعرف بهذا الاسم، لتعدد استخداماته في الطبخ لدى النساء.

فؤاد عودة

ورياضياً، على مستوى لعبة كرة القدم في "حمص"، عندما لعب نادي "الكرامة" في بطولة آسيا قبل عشر سنوات تقريباً، وصادفت مبارياته يوم الأربعاء المشهور في مدينة "حمص" كيوم "النكتة"، وسمّي حينها " الأربعاء السعيد"؛ فلم يخسر الفريق أي مباراة لعبها في هذا اليوم».

في مجال البحث العلمي، نشر الباحث "خالد الأحمد" كتاباً في فترة سابقة تناول العادات والتقاليد الشعبية لمحافظة "حمص"، حيث يقول فيه عن ذلك: «هناك أشياء كثيرة تميز مدينة "حمص"، نذكر منها مثلاً خميس الأعياد وهو عبارة عن سبعة أخماس متتالية موزعة على شهري آذار ونيسان كأعياد الربيع، يطلق عليها: "خميس الأشرار، خميس الشعنونة، خميس الضايع، خميس المجنونة، خميس النبات، خميس القلعة، خميس الأموات"، "حمص" مدينة مرصودة، عبارة يردّدها أهل المدينة، إذا التقى شخصان بالمصادفة، وكان أحدهما يفكر في الآخر قبل لحظة اللقاء وثمة وقائع تروى عن صحة هذه الظاهرة، ويرى الخوري "عيسى أسعد" المتوفى عام 1949 أن سبب عدم وجود العقارب في "حمص" بسبب عدم ملاءمة تربة المدينة لبيضها؛ وثمة تفسير علمي آخر يرد هذه الظاهرة إلى وجود نسبة عالية من مادة الزئبق في تربة "حمص" تطرد عنها العقارب».

كتاب عادادت ومعتقدات في محافظة حمص