يعتمدها الكثيرون من الناس كوسيلة لبث الراحة في النفس أو لمزيد من الراحة؛ فهي نوع من الصلاة الشعبية لأحد الأنبياء أو القديسين مع التلحين أو التلاوة، وما زالت حتى الآن إحدى الطرائق المتبعة اجتماعياً في العديد من المناطق، ولها في منطقة "وادي النضارة" تعبيراً وكلمات خاصة.

مدونة وطن "eSyria" التقت وبتاريخ 7 آذار 2014 الجدة "بهيجة رزق" التي تحدثت عن أسباب تلاوة "الرقوة" وكيفية ذلك، وتقول: «"الرقوة" وسيلة قديمة جداً من قبل الناس للحماية ودفع البلاء ولا سيما الحسد و"صيبة العين"، وهي جزء من عملية طويلة أولها اقتناء الخرز الأزرق وآخرها سكب الرصاص في الماء، حيث كانوا يعتقدون أن الأمراض سببها "صيبة العين"، ولاسيما التي تصيب الأطفال مثل الحمى والإسهال وغيرها ولذلك يذهب الناس إلى إحدى النساء الكبيرات في السن أو إلى أحد رجال الدين القدامى لتلاوة "الرقوة"».

"الرقوة" وسيلة قديمة جداً من قبل الناس للحماية ودفع البلاء ولا سيما الحسد و"صيبة العين"، وهي جزء من عملية طويلة أولها اقتناء الخرز الأزرق وآخرها سكب الرصاص في الماء، حيث كانوا يعتقدون أن الأمراض سببها "صيبة العين"، ولاسيما التي تصيب الأطفال مثل الحمى والإسهال وغيرها ولذلك يذهب الناس إلى إحدى النساء الكبيرات في السن أو إلى أحد رجال الدين القدامى لتلاوة "الرقوة"

يظن بعضهم أن "الرقوة" هي تعويذة أو سحر إلا أنها بعيدة عن ذلك كل البعد وإنما هي صلاة مكتوبة كنداء إلى كل القديسين الأبرار أو الأنبياء للوقاية والحماية من الشر وإبعاده، وعن ذلك تزيد: «تبدأ "الرقوة" بذكر الله ثلاث مرات وهي في منطقتنا في "وادي النضارة" تتلى منذ زمن طويل بذات الجمل وتقول: "أولاً باسم الله وثانياً باسم الله وثالثاً باسم الله، من عيني وعين خلق الله وعين أمك وأبوك وعين الصابوك، ومن عين الزرقة وسن الفرقة، ومن عين الجار أحّد من النار، من عين الضيف أحّد من السيف، مرت العين بين قبرين تصهل صهيل الخيل، لاقاها مار جرجس ومار يوحنا المعمدان وقال لها وين رايحة؟ فقالت رايحة جيب الصبي من سريره والشب من إكليله والفدان من نيرو، والدود من حصيرو والجمل من العقاب والعنزة من الحلاب، قالها ردي الطفل لسريرو..... والعنزة للحلاب وإلا سنرميك في بحر الغطاس (الجرن المقدس)، ونسكب عليك زئبق ورصاص وبقوة الله ومار الياس أن تفك هذه النضرة"».

الجدة بهيجة رزق

هذه "الرقوة" كانت تقال فوق كأس من الماء الصالح للشرب لكي يشربه المصاب بالعين، أو تتلى بعد غرز ورقة شجر خضراء اللون بواسطة إبرة وهذه الوسائل تختلف بحسب القرى، وعن ذلك يتحدث الجد "نعيم موسى": «عندما نتلو "الرقوة" يجب أن نخيط ورقة خضراء ويفضل أن تكون من شجر الزيتون المبارك في ملابس المصاب بالعين مؤقتاً وعند تلاوتها قد تذرف المرأة أو الرجل الذي يتلو بعض الدموع التي يعتقد أنها تزيل الشر تدريجياً، أو نتلوها فوق كأس من الماء يشربه الشخص، ومرات عديدة يحضر الذي يتلو "الرقوة" قطعة رصاص ليصهرها ويصبها في الماء لكي تعطي شكلاً قد يدل على الذي أصاب بالعين، فيذكرون اسمها ضمن "الرقوة" أي من عين (فلانة) أو من عين (فلان)، ولا أحد يعرف من أين أتت "الرقوة"، والكثيرون يظنون أنها وجدت في أحد المزامير المقدسة القديمة لأحد القديسين أو الأنبياء وتناقلتها الأجيال مع بعض التحريف».

يتعلم من يتلو "الرقوة" تلاوتها من كبار السن الذين أتقنوها ولكن بشروط معينة، وعن ذلك يختتم: «إذا أرادت إحدى النساء تعلم "الرقوة" فيجب أن تتعلمها من أحد كبار السن من الرجال الذين يتلونها، وإذا أراد أحد الرجال نقلها فيجب أن يبحث عن إحدى الجدات من كبار السن اللواتي يتلون "الرقوة"، فلا يجب أن تنتقل من امرأة إلى أخرى أو من رجل إلى لآخر ولا أحد يعرف لماذا يتم ذلك ولكنه متبع، وقديماً كان الكثيرون يذهبون إلى عيون الماء الموجودة قرب الكنائس ليحضروا منها مياهاً "للرقوة" أو لسكب الرصاص، اعتقاداً منهم أنها مياه مقدسة».

صب الرصاص.
الرقوة بطريقة الإبرة والعرق الأخضر