لصيدها وأكلها طقوس وعادات متوارثة، إنها "كبابة الشوك" أو "القنفذ" كما يسميها الأهالي، وتشكل في موسم الصيف الوجبة الألذ لبعض سكان منطقة "وادي النضارة"، وتؤكل بالمجمل كاللحم العادي وبطرائق تختلف حسب الذوق.

مدونة وطن "eSyria" التقت وبتاريخ 8 كانون الثاني 2014، السيد "إلياس إسبر"؛ الذي تحدث عن هذا الحيوان، فقال: «تتواجد "القنافذ" في المنطقة منذ زمن طويل، والقنفذ معروف بكونه حيواناً برياً يمكن صيده وأكله، ولذلك فإن محبي الصيد يقومون بصيده وتناوله، وبعضهم الآخر يقومون بتوصية الصيادين عليه لتناوله أيضاً، وله نوعان: أحدهما كبير ويكثر في الأحراش القريبة في المنطقة، والآخر صغير الحجم يوجد في البراري أو في أكوام الأعشاب ولاسيما في نبات توت العليق البري، ويرغب الناس في النوع الأول؛ حيث يكون كبير الحجم كصغير الخروف وأشواكه كبيرة ومؤذية لكنه وفير اللحم، فقد تصل كمية اللحم المأخوذة منه إلى عشرة كيلو غرامات أو أكثر، أما الصغير فإنه لا يتعدى كيلو غرام واحد».

يؤكل من القنفذ معظم اللحم ما عدا الأحشاء التي ترمى وينظف جيداً، وتختلف طريقة تحضيره حسب الذوق ولكن الأكثر شهرة تناوله مشوياً، لأن لحمه يمتاز بوجود كمية لا بأس بها من الدهن كتلك الموجودة في لحم البط، وبعض الأشخاص يقومون بتقطيعه إلى شرائح ونقعه بالملح الكفيل بتخفيض نسبة الدهن عند شيّه، أو ينقع بالخل كي يصبح طرياً، ومنهم من يتناوله دون ذلك، إذا كانوا من محبي الدسم

تختلف طريقة صيد القنفذ وتحضيره حسب نوعه، وعن ذلك يضيف: «القنفذ الصغير سهل الاصطياد فيكفي استخدام عصا وكيس لرفعه إلى داخل الكيس، ولكن طريقة تحضيره تحتاج إلى وضعه في الماء ليقوم بفرد نفسه خاصة أنه يتحول إلى كرة من الشوك، وبعد أن يخرج رأسه يمكن ذبحه وتحضيره، أما الكبير، فإن صيده يحتاج إلى استخدام كلاب الصيد؛ لأنه يستخدم أشواكه للدفاع عن نفسه، ويمكنه الركض بسرعة، أو هناك طريقة أخرى تتمثل في البحث عن جحره الموجود في الجبال عن طريق الحبال أيضاً، ومن ثم وضع سلك على شكل حلقة على فوهة الجحر، وربطه من جهته الأخرى بإحدى الأشجار القريبة، وعندما يخرج القنفذ، فإنه يعلق بالسلك. وكلما حاول الدخول إلى الجحر أو الخروج منه، فإن السلك يشد على رأسه ويعلق أكثر».

السيد إلياس إسبر

يفضل معظم صائدي القنفذ تناوله مشوياً، لكن تحضيره يحتاج إلى طريقة معينة، وعن ذلك يتحدث السيد "حبيب ديب": «يؤكل من القنفذ معظم اللحم ما عدا الأحشاء التي ترمى وينظف جيداً، وتختلف طريقة تحضيره حسب الذوق ولكن الأكثر شهرة تناوله مشوياً، لأن لحمه يمتاز بوجود كمية لا بأس بها من الدهن كتلك الموجودة في لحم البط، وبعض الأشخاص يقومون بتقطيعه إلى شرائح ونقعه بالملح الكفيل بتخفيض نسبة الدهن عند شيّه، أو ينقع بالخل كي يصبح طرياً، ومنهم من يتناوله دون ذلك، إذا كانوا من محبي الدسم».

إضافة إلى تناوله والاستفادة من لحمه، فإن الكثيرين يصطادون القنفذ للتسلية أو لأسباب أخرى، وعن ذلك يضيف: «يرغب العديد من محبي الصيد في اصطياد القنفذ لأن فيه تسلية كبيرة، خاصة أنه يكون في ليالي الصيف، ويشارك العديدون في نزهات صيده لقضاء الوقت والترفيه، كما يحصل في صيد الأسماك والعصافير، وبعضهم الآخر يرغبون في صيده لأسباب علاجية؛ حيث يعتقد بفائدته في علاج بعض الأمراض، ومنها أمراض الربو والمفاصل، حيث كانوا يقومون -ممن يعانون التهابات في الأعصاب- بدهن المنطقة المصابة بدم القنفذ، وغلي أشواكه وشرب مياهه للشفاء من الربو».

لحم القنفذ