يمارسها الأهالي من باب التسلية والمرح فهي تقليد سنوي يجتمع فيه الأصدقاء في وقت معين من العام لـ"جمع الفطر" البري الصالح للأكل والموجود في الأراضي المحيطة.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 13 كانون الأول 2013 التقت الشاب "مايكل جرجس" من قرية "المزينة" الذي تحدث بداية عن هذه العادة واستعداداتها فقال: «ينتشر الفطر البري المتنوع ما بين الصالح وغير الصالح للأكل في البراري المحيطة بمنطقة الوادي، والأغلب في الجبال والتلال القريبة من البيوت وذلك بعد ظهور الرعد والبرق بيوم أو يومين وهذا شيء ضروري لوجود الفطر، وينتظر الأهالي عادة هذا البرق لكي ينطلقوا في فجر اليوم التالي ويفضل الجميع هذا التقليد لأنه يشمل معظم الأهالي ويعدّ مميزاً للمنطقة في فصل الشتاء، إضافة إلى أن نبات الفطر البري له طعم مميز ولذيذ ومختلف عن ذلك الذي يباع في الأسواق ويدخل في أطباق شتوية كثيرة، أما الجو الاجتماعي المرح الذي يرافقه فله متعة أخرى».

أشارك أصدقائي في البحث عن الفطر لمجرد التسلية وللاجتماع بهم في نوع من الرحلات الشتوية، وأستغل البحث عن الفطر لجمع بعض النباتات البرية المرافقة له وأفضل أكلها أكثر من الفطر مثل "السلبين، الهليون" إضافة إلى جو التنافس الذي ينتج عن البحث، وعلى الرغم من أنني لا أتناوله إلا أنني أمتلك خبرة في معرفة الصالح منه والفاسد وأقوم بجمع كميات كبيرة منه وتوزيعها على العائلة والأصدقاء

التنافس والتسلية أساس هذا الجو الذي أضاف عنه بالقول: «تبدأ التجهيزات لـ"جمع الفطر" مع ظهور أول الرعدات حيث نجتمع مجموعة من الأصدقاء ونقرر الاستيقاظ باكراً وارتداء الملابس الشتوية السميكة لكون الفطر موجوداً في الأراضي الجبلية إضافة إلى ارتداء الأحذية الخاصة بالأراضي ولا سيما أن الأراضي تكون موحلة ورطبة، إضافة إلى أكياس خاصة لـ"جمع الفطر" تكون على الأغلب من القنب وبعد الانطلاق نبدأ البحث كل في اتجاه لجمع أكبر كمية من حبات الفطر التي تكون مختبئة بين الأعشاب، وعند نهاية الرحلة يفوز من يجمع أكبر كمية بمكافأة معينة أو طبق معين، والأجمل في كل الأمر هو اجتماع الأصدقاء لطهو الفطر أو شيّه على المدفأة وتناوله مباشرة حيث يبقى طازجاً».

الشاب مايكل جرجس

يستلزم جمع الفطر مهارة كبيرة في معرفة الجيد من الرديء إضافة إلى شروط خاصة بطهوه وعن ذلك تتحدث السيدة "ملك عبود" من قرية "عين العجوز": «عند جمع الفطر نراعي أن نختار ذا اللون الأبيض والبني ويكون سميكاً نوعاً ما ونحاول الابتعاد عن المفلطح والكبير ذي اللون الأسود أو الرفيع الأسود اللون أيضاً؛ لأنها تكون سامة، وبعد انتقائها يفضل عدم غسلها بالماء لأنها تفقد طعمها وتصبح مملوءة بالماء لذلك نمسحها بقطعة قماش نظيفة ونزيل الأتربة التي تكون عالقة بها بيدنا أو بفرشاة صغيرة ومن ثم نقطعها بأيدينا أيضاً لطهوها حسب الطبق ويمكن طهوها وهي بحجمها الكامل والفطر البري له طعم دسم وغني مختلف تماماً عن الفطر الذي يتم شراؤه من الأسواق».

يقوم الكثيرون بالبحث عن الفطر على الرغم من أنهم لا يأكلونه ولا يفضلون طعمه، ومنهم الشاب "غصوب سلوم" من قرية "المزينة" الذي قال: «أشارك أصدقائي في البحث عن الفطر لمجرد التسلية وللاجتماع بهم في نوع من الرحلات الشتوية، وأستغل البحث عن الفطر لجمع بعض النباتات البرية المرافقة له وأفضل أكلها أكثر من الفطر مثل "السلبين، الهليون" إضافة إلى جو التنافس الذي ينتج عن البحث، وعلى الرغم من أنني لا أتناوله إلا أنني أمتلك خبرة في معرفة الصالح منه والفاسد وأقوم بجمع كميات كبيرة منه وتوزيعها على العائلة والأصدقاء».

نبات الفطر

لا يباع الفطر البري وإنما يجمع للأكل فقط وذلك لقلة ثماره ولذلك يبقيه من يجمعه لنفسه من غير بيعه.