تحظى نبتة "البربارة" شوكية القوام باهتمام بالغ في الليلة التي تسبق عيد القديسة "بربارة"، وهذا الاهتمام ذو أصول اجتماعية بحتة تحولت في منطقة "وادي النضارة" التابعة لمحافظة "حمص" إلى طابع احتفالي يميزها عن باقي الأماكن.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 2 كانون الأول 2013 التقت السيد "مالك ملكي" من سكان قرية "المزينة" الذي بدأ يجمع نبتة "البربارة" لطفليه منذ حوالي العامين، وعن ذلك يقول: «لست وعائلتي من سكان المنطقة أباً عن جد وإنما قطناها منذ حوالي عامين ورغم ذلك فقد بدأنا بجمع نبات "البربارة" لكي نشعلها في ليلة العيد تماشياً مع الأجواء الاجتماعية الموجودة في المنطقة، إضافة إلى أن ولديّ رأى في جمع النبات بحد ذاته متعة خاصة ولاسيما أن كل طفل يبدأ بجمع "البربارة" قبل أسبوع بمشاركة والده أو أصدقائه ويتنافسون فيما بينهم لجمع أكبر كمية منها، وبالنسبة إلى الكبار فإنها فرصة جميلة لكي يقضوا الوقت مع أطفالهم في تقليد ديني واجتماعي محبب».

لست وعائلتي من سكان المنطقة أباً عن جد وإنما قطناها منذ حوالي عامين ورغم ذلك فقد بدأنا بجمع نبات "البربارة" لكي نشعلها في ليلة العيد تماشياً مع الأجواء الاجتماعية الموجودة في المنطقة، إضافة إلى أن ولديّ رأى في جمع النبات بحد ذاته متعة خاصة ولاسيما أن كل طفل يبدأ بجمع "البربارة" قبل أسبوع بمشاركة والده أو أصدقائه ويتنافسون فيما بينهم لجمع أكبر كمية منها، وبالنسبة إلى الكبار فإنها فرصة جميلة لكي يقضوا الوقت مع أطفالهم في تقليد ديني واجتماعي محبب

اعتاد السيد "مالك" في منطقة "الجزيرة" السورية على ربط نباتات معينة تنبت في الأراضي أيضاً بخيوط صوفية سوداء وحمراء اللون في ليلة "البربارة" ومن ثم فك الخيوط وربطها حول معصم اليد كالسوار لتعاد وتفك كلياً في ليلة "الميلاد" دلالة على انتهاء الصوم الصغير، أما في منطقة الوادي بمختلف القرى فقد تحول إلى جمع نبات "البربارة" وحرقها.

السيد مالك ملكي

أما الشاب "جيسكار مخول" من سكان المنطقة فيعدّ عشبة "البربارة" شيئاً أساسياً في العيد لا يمكن التغاضي عنه، ويقول: «ترعرعنا في المنطقة على عادة جمعها من الحقول والأراضي المحيطة بقرانا وذلك في الفترة التي تسبق العيد بعشرة أيام ولا يعرف أحد أصول هذه العادة بالتحديد وإنما درج القيام بها، ويتبارى الكبار والصغار على جمع الباقات الأجمل والأكبر لكي تحترق وتخرج صوت فرقعة يشبه الألعاب النارية البسيطة، وهو ما ساعد في استمرار هذه العادة هو انتشار النبتة في المنطقة بكثرة، ومازال هذا التقليد مستمراً حتى الآن، حيث يقوم بعض المحتفلين بحرق النبات في ساحة القرية ليصنعوا تجمعاً كبيراً من العشبة ويحرقونها، حتى إن بعض القرى تتنافس فيما بينها لصنع أكبر "بربارة"، ويشترط في جمعها أن تكون جافة وكثيرة الأزهار لكي تفرقع بصوت أكبر وأجمل وإذا قطفت خضراء تجفف جيداً حتى ليلة العيد».

الكاهن "بطرس حزوري" يروي أن هذه العادة لا تمتلك أية أصول دينية بل بعض الروايات التي يتحدث عنها: «لا تعتمد عادة جمع نبتة "البربارة" وحرقها في ليلة عيد القديسة "بربارة" على أية مرجعية أو خلفية دينية، بل هي عبارة عن روايات تاريخية قيل عن قال غير مؤكدة المصدر، حيث تروي إحدى القصص أن هذه النبتة هي ذاتها التي أحرقها "المجوس" أو الملوك الثلاثة الذين زاروا مغارة الطفل "يسوع" وأصبحوا من بعدها مباشرة يحرقونها من قمة جبل إلى أخرى في طريق عودتهم إلى بلادهم ليخبروا كل من يراها من أهلهم بميلاد السيد المسيح، وعن طريق الخطأ انتقل هذا التقليد إلى عيد "البربارة" لكونه يقع عن طريق المصادفة في تأريخ يسبق عيد "الميلاد" ببضعة أيام، وفي قرى الوادي حالياً يقوم الناس والأهالي بالحفاظ على هذه العادة كدليل على تميز العيد لديهم، خاصّة أنهم يصرون في كل عام على جلب كميات كبيرة إلى ساحة الكنيسة والطلب من الكاهن أن يصلي عليها ليتم الاحتفال بحرقها».

الأطفال يجمعون البربارة
أحب جمع البربارة