تحمل أطباق شعبية متنوعة اسم "المخلوطة"، لكنها تتميز لدى أهل "وادي النضارة" بمكونات ومعانٍ مختلفة ومميزة، فهي تشير إلى عيد القديسة "بربارة"، وإلى طبق صائم خالٍ من المنتجات الحيوانية إضافة إلى معنى ديني خاص.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 تشرين الثاني 2013 الجدة "بهيجة رزق" التي تحدثت عن مكونات هذا الطبق ومعناه فقالت: «تصنع "المخلوطة" من كل الحبوب الصالحة للأكل كالعدس والحمص والفول والفاصولياء البيضاء ومن ثم يضاف إليها الحنطة المقشورة ويتم سلق هذه الحبوب جميعها بالماء والملح وتصفى ويغير ماؤها ويتم تحريكها وتقليبها حتى تمتزج مع بعضها بعضاً دون أن تنصهر حيث تبقى الحبوب ظاهرة كما هي وبالأخص الحنطة ومن ثمّ يضاف إليها عند نضجها زيت الزيتون الساخن مع البصل أو الثوم حسب الرغبة وتعتبر هذه الأكلة طبقاً مالحاً خالياً من أي منتج حيواني لأنه يقع قي فترة الصوم الصغير الذي يسبق عيد الميلاد».

يروي بعض الفلاحين أن "المخلوطة" اخترعت من قبل أحدهم، حيث كانوا يزرعون المحاصيل الشتوية ويغادرون بيوتهم في الصباح الباكر عندما يكون البرد قاسياً، ومع اقتراب العيد وبدء الصوم كانوا يعتمدون في طعامهم على الحبوب والنباتات، وفي أحد الأيام صادف أن أحضر كل فلاح منهم نوعاً معيناً من الحبوب مسلوقاً وممزوجاً بالملح والزيت فاقترح أحدهم كفكرة جديدة جمعها في طبق واحد وخلطها وتسخينها على النار التي كانوا يتدفؤون عليها ولذلك أخذت اسم "مخلوطة الحبوب" وتم تداولها منذ ذلك الوقت

أما عن معنى الطبق ومحتوياته فأضافت: «نركز في هذا الطبق على وجود الحنطة التي توضع مع باقي الحبوب، التي تحمل معنى العيد وتشير إلى القديسة "بربارة" التي كانت مميزة بين الناس كما الحنطة البيضاء الصغيرة بين باقي الحبوب وسابقاً بحث الناس عن طبق يناسب الحالة الاقتصادية المتواضعة التي تشمل معظمهم لذلك بحثوا عن مكونات بسيطة تزرع في أراضيهم ومخزنة في بيت المونة الخاص بالشتاء وخالية من أي منتج حيواني إضافة إلى أنها تعطي طاقة ودفئاً في فصل الشتاء، واسمها آتٍ من عملية خلط الحبوب وبعض الناس يطلق عليها اسم "الحبوبية" لأنها اجتماع للحبوب».

الجدة بهيجة رزق.

اعتاد المحتفلون في عيد "البربارة" سلق السليقة و"المخلوطة" على نار الحطب وغالباً في ساحات الكنائس والأديرة وعن ذلك تحدث الأب "بطرس حزوري": «غالباً ما تكون الحنطة هي الرمز في عيد "البربارة" لذلك فإنها تشكل أساس الأطباق الشعبية الموجودة في يوم العيد وسواء أكان طبق "السليقة" المزينة أم المخلوطة فإن أهالي القرى اعتادوا جلبه وتحضيره بشكل جماعي إلى الكنائس وطهوه ومن ثم طلب مباركته والصلاة عليه من قبل الكاهن، ليقوموا بتوزيعه على الموجودين وعلى بيوت القرية واستمر هذا التقليد حتى اليوم، إضافة إلى أن للحنطة معنى مقدساً ورد في الإنجيل حيث يشير إلى روح القديس الذي ضحى بنفسه فداء للإيمان بالسيد المسيح كما حبة الحنطة التي تنغرس في الأرض كي تنبت سنبلة وعلى هذا الأساس بقي تداوله، أما اسم الطبق فليس له معنى ديني بل اجتماعي بحت ناجم عن مكوناته».

يتداول بعض الأهالي قصة أخرى خاصة بأكلة "المخلوطة" وعنها تزيد الجدة "بهيجة": «يروي بعض الفلاحين أن "المخلوطة" اخترعت من قبل أحدهم، حيث كانوا يزرعون المحاصيل الشتوية ويغادرون بيوتهم في الصباح الباكر عندما يكون البرد قاسياً، ومع اقتراب العيد وبدء الصوم كانوا يعتمدون في طعامهم على الحبوب والنباتات، وفي أحد الأيام صادف أن أحضر كل فلاح منهم نوعاً معيناً من الحبوب مسلوقاً وممزوجاً بالملح والزيت فاقترح أحدهم كفكرة جديدة جمعها في طبق واحد وخلطها وتسخينها على النار التي كانوا يتدفؤون عليها ولذلك أخذت اسم "مخلوطة الحبوب" وتم تداولها منذ ذلك الوقت».

الكاهن بطرس حزوري