يترافق قدوم شهر تشرين الثاني من كل عام ببدء التحضير لفصل الشتاء الموازي لتاريخ بدء الصوم "الصغير" المعروف بـ"صوم الميلاد"، الذي تختلف مدته حسب التقويم الشرقي أو الغربي إلا أنه يكتسب طابعاً اجتماعياً ذا أصول دينية.

مدونة وطن "eSyria" التقت وبتاريخ 9/11/2013 الكاهن "نكتاريوس قبة" راعي كنيسة السيدة العذراء في قرية "عناز"، الذي تحدث بداية عن تاريخ هذه المواعيد ومعانيها وارتباطها بالصوم، وقال: «تعتبر هذه المواعيد بالأساس مواعيد ثابتة المعنى من حيث ورودها في الإنجيل المقدس، وهي مرتبطة بالصوم "الكبير" الذي يسبق عيد الفصح وتتضمن هذه المواعيد الفترة الزمنية اللازمة للتحضير قبل الصوم والانتقال من نمط غذائي إلى آخر يعتمد على النبات فقط، ولأن الطوائف الشرقية التي تتبع التقليد الشرقي تصوم أيضاً قبل عيد الميلاد فقد تم استخدامها أيضاً، وتشمل هذه المواعيد "الآحاد الأربعة" ابتداء من أحد "الفريسي والعشار" إلى أحد "مرفع الجبن" ويشتمل كل منها على معنى معين، إلا أن أحدي "مرفع اللحم والجبن" أصبحا يترافقان بطقوس اجتماعية معينة لدى الأهالي تترافق مع تحضيرهم لموائد طعام ملأى بكلا الصنفين لتوديعها قبل الصوم».

فترة الصوم تدوم أربعين يوماً تصبح سهلة في فصل الشتاء الذي يترافق بظهور كل أنواع النباتات الصالحة للأكل مع طبخها بالزيت، لكن الأجمل هو التحضير لموائد اللحوم واجتماع العائلة كلها للمشاركة في تحضيرها قبل أحد "مرفع اللحم" حيث يصبح طقساً اجتماعياً وتقليداً سنوياً، وسابقاً كان الناس يخرجون من القداس المرافق لأحد "المرفعين" لينضموا إلى أحد بيوت العائلة أو الأقرباء أو يحضرون أطباقاً ملأى باللحوم ليصوموا في اليوم التالي، كذلك "مرفع الجبن" ليمتنعوا عن كل ما هو مفطر حتى يوم العيد، إضافة إلى أنهم يعتمدون على المؤونة التي حضرت في الصيف "كالقديد" والحبوب وبعض النباتات الصيفية المثلجة

وكغيرها من التقويمات الدينية البسيطة التي اتخذها الأهالي كمناسبات للاحتفال الاجتماعي ولا سيما ضمن أجواء القرى حيث قالت السيدة "ميرنا حداد":

الكاهن نيكتاريوس قبة

«فترة الصوم تدوم أربعين يوماً تصبح سهلة في فصل الشتاء الذي يترافق بظهور كل أنواع النباتات الصالحة للأكل مع طبخها بالزيت، لكن الأجمل هو التحضير لموائد اللحوم واجتماع العائلة كلها للمشاركة في تحضيرها قبل أحد "مرفع اللحم" حيث يصبح طقساً اجتماعياً وتقليداً سنوياً، وسابقاً كان الناس يخرجون من القداس المرافق لأحد "المرفعين" لينضموا إلى أحد بيوت العائلة أو الأقرباء أو يحضرون أطباقاً ملأى باللحوم ليصوموا في اليوم التالي، كذلك "مرفع الجبن" ليمتنعوا عن كل ما هو مفطر حتى يوم العيد، إضافة إلى أنهم يعتمدون على المؤونة التي حضرت في الصيف "كالقديد" والحبوب وبعض النباتات الصيفية المثلجة».

ربط الأقدمون هذه الفترات بتغيرات الطقس حيث درج ذلك في المثل القائل: (يبقى البرد قائم مادام النصراني صائم)، وهذا دليل على هبوب ريح الشتاء مع بدء الصوم "الصغير"، وعن ذلك تحدث الجد "دعاس خوري": «من المتعارف عليه بين الناس في القرى أن الاستعداد لفصل الشتاء يبدأ من الاثنين الأول من أول أسبوع من تشرين الثاني في كل عام أي في عيد "مار جرجس" حيث يظهر التغيير الواضح على الطقس ويصبح من الصعب الخروج إلى "الفلاة" أي خارج المنزل دون ارتداء الثياب الدافئة السميكة ويليه الدخول في تحضيرات الصوم التي يعرفها الناس كتقليد ديني مترافق مع أولى لسعات البرد وظهور النباتات وبكثرة، حتى إن الكثيرين ينتظرون بدء الصوم ليعلنوا بدء الشتاء ابتداء بتركيب المدافئ في البيوت وانتهاء بالتحضير للزراعات الشتوية، وقد يختلف التاريخ بين عام وآخر لكنه بمفهوم الأهالي يترافق مع مفهوم الشتاء دوماً الذي يستمر ما بين الصومين "الصغير والكبير"، حيث ينتهي الأخير بعيد "الفصح" وقدوم الربيع».

السيدة ميرنا حداد.