انتشرت لعبة "الحاح" في الأرياف السورية بعدة أوجه وطرق، فهي تختلف من منطقة إلى أخرى حسب البيئة وظروفها الاجتماعية.

ففي منطقة "وادي النضارة" هي لعبة بسيطة ذات شروط سهلة وتلعب في فسحات الحقول وأمام المنازل، ولمعرفة المزيد عن تلك اللعبة التقت مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 2/10/2013 السيد "مخائيل عازار" الذي عادت به الذاكرة إلى الماضي فقال: «"الحاح" لعبة جميلة وسهلة لكنها لا تخلو من الخطورة، فقد كنا نلعبها عندما كانت أعمارنا صغيرة، ومرات كثيرة كنا نعاني من بعض ضربات العصا الصغيرة على يدنا أو رأسنا عندما تقع قبل وصولها إلى الأرض، ومع ذلك فهي ممتعة جداً لأن التحدي يحتدم بين فريقي اللعبة، حيث إننا نجتمع عشرة أولاد وننقسم إلى فريقين، ونختار دوراً ليبدأ أحد الفريقين باللعبة، حيث توضع قطعة خشبية تسمى "الحاح" ضمن حفرة بزاوية خمس وأربعين درجة أو فوق حجر صغير وتضرب بعصا طويلة من طرفها العلوي فترتفع إلى الأعلى ثم تليها ضربة ثانية بغية إدخالها ضمن حيز معين ليتصدى لها فريق يدافع عن الحيز».

سمعت عن هذه اللعبة في إحدى المرات التي كنت جالساً فيها مع جدي وأصدقائه، فقررت أن ألعبها مع رفاقي وأن أتعلم قوانينها من جدي، لكننا لعبناها مرة واحدة فقط، فهي خطرة نوعاً ما وليس من السهل إتقانها فالكل خاسر إذا لم يتدرب عليها عدة مرات والكثيرون منا يفضلون ألعاباً أخرى أسهل وممتعة أكثر، ومرات كنا نستبدلها بلعبة مشابهة تستخدم فيها الكرة أو الصحن الطائر بدلاً منها

تصنع أدوات اللعبة من قبل اللاعبين الصغار أو بمساعدة الكبار ومرات عديدة كان اللاعبون يختارون مكانهم الخاص الدائم للعب ويضعون شعاراتهم على أدوات اللعبة وأضاف: «غالباً ما كنا نختار ملعباً خاصاً بنا وواسعاً بالشكل الكافي، ومرات كنا نلعب في أي مكان أما العصاوان الخاصتان باللعب فكانتا تختاران من خشب جيد ويكتب عليهما اسم الشخص الذي صنعهما، أو اسم الفريق أو تلونا بلون جميل ولامع يسهل إيجاده في حال وقعتا خارج حدود الملعب وبين الأشجار ولاسيما أن منطقتنا جبلية وذات أشجار كثيفة، وتنتهي اللعبة إما بحساب عدد النقاط التي قد تصل إلى العشرين أو بانتهاء الوقت المتفق عليه عند بداية اللعبة».

السيد ميخائيل عازار.

من النادر أن يتم اللعب بهذه اللعبة حالياً فهي غير محببة للأطفال الآن وقد يدفعهم الفضول لتجربتها لا أكثر كما قال الطفل "بيير الشيخ": «سمعت عن هذه اللعبة في إحدى المرات التي كنت جالساً فيها مع جدي وأصدقائه، فقررت أن ألعبها مع رفاقي وأن أتعلم قوانينها من جدي، لكننا لعبناها مرة واحدة فقط، فهي خطرة نوعاً ما وليس من السهل إتقانها فالكل خاسر إذا لم يتدرب عليها عدة مرات والكثيرون منا يفضلون ألعاباً أخرى أسهل وممتعة أكثر، ومرات كنا نستبدلها بلعبة مشابهة تستخدم فيها الكرة أو الصحن الطائر بدلاً منها».

ذكر المؤرخ " يوسف الشامي" في كتابه "الحواش القلعة والوادي" هذه اللعبة وقال: «هي من الألعاب الشعبية والمشهورة قديماً التي كان الكثيرون من أهالي القرى يلعبون بها سواء أكانوا صغاراً أم كباراً وكانت تنظم لها مباريات للأشخاص المحترفين سواء من نفس القرية أو ما بين القرى فهي بحاجة إلى مهارة عالية ولاسيما إذا ما كانت اللعبة جدية وأمام حضور، ومرات كانت تلعب في أوقات الأعياد والمناسبات، واقتصرت تدريجياً لتصبح لعبة للصغار وبشكل محدود جداً أيضاً، وهي تختلف نوعاً ما عن تلك الدارجة في البادية السورية والمناطق الشمالية على الرغم من أنها تحمل ذات الطابع وتستخدم فيها ذات الأدوات مع فروقات واضحة».

بيير الشيخ
الدكتور يوسف الشامي