اعتماداً على التكافل الاجتماعي بآلية عمله الإيجابية التي دامت عشرات السنين قام أبناء منطقة "وادي النضارة"، المقيمون منهم والمغتربون بجعل قريتهم من أكثر مناطق ريف حمص تنوراً واحتواء للخدمات العلمية والطبية والاجتماعية.

مدونة وطن "eSyria" زرات المنطقة بتاريخ 13/8/2013 والتقت مجموعة من أبنائها من بينهم الدكتور والمؤرخ "يوسف الشامي" الذي قال: «اتسمت الظروف المعيشية والحياتية في منطقة "الوادي" سابقاً بالكثير من الصعوبات المادية التي أثرت على حياة الأهالي ودفعت بالكثير من أبنائهم للاغتراب إلى بلاد المهجر، وكنتيجة طبيعية لمقارنتهم بين التقدم المعيشي الذي وجدوه في الاغتراب والحياة في قراهم في أوائل القرن الماضي عملوا على تأسيس جمعيات خدمية بالتعاون مع أبناء "الوادي" المقيمين حيث تقدم تلك الجمعيات عدداً من الخدمات الطبية والتعليمية والاجتماعية المتنوعة، ومنها "الجمعية الحصينة" التي حملت اسماً دالاً على ارتباطها بالوطن الأم بالإشارة إلى "قلعة الحصن"».

بعد افتتاح المشفى أصبح الأهالي يقصدونه لمعالجة كل الأمراض إلا أن المشكلة كانت تكمن بحصولهم على الأدوية المناسبة واللازمة والتي لم تكن موجودة بأكملها، وعندها كنت قد أنهيت دراستي في كلية الطب قسم الصيدلة وقررت فتح أول صيدلية في المنطقة لتأمين أدوية العلاج للأهالي وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي

وأثمرت تلك الجهود المشتركة عن إقامة مجموعة من الصروح كان أهمها في الجانب الطبي وهو "مشفى الحصن" الذي تحدث عن تأسيسه السيد "مجيد قسطنطين" حيث قال: «أكثر ما عانى منه الأهالي في القديم هو فقدان العناية الطبية المختصة، حيث كانت الأدوية والعلاج بدائيين ومقتصرين على الأعشاب الطبية أو بعض الحبوب والأدوية المركبة على طريقة الطب العربي، ما دفع أبناء الوادي المغتربين إلى العمل على إنشاء مؤسسة صحية متطورة تخدم أبناء منطقتهم، فكان افتتاح "مشفى الحصن" حدثاً مهماً غيّر مجرى حياة السكان الطبية بالكامل».

الدكتور يوسف الشامي

وقد ساهم افتتاح المشفى بإقامة أول صيدلية في المنطقة حملت اسم صيدلية "الوادي" وذلك في قرية "عين العجوز" وعن ذلك يتحدث صاحبها الدكتور "يوسف الشامي" ويقول: «بعد افتتاح المشفى أصبح الأهالي يقصدونه لمعالجة كل الأمراض إلا أن المشكلة كانت تكمن بحصولهم على الأدوية المناسبة واللازمة والتي لم تكن موجودة بأكملها، وعندها كنت قد أنهيت دراستي في كلية الطب قسم الصيدلة وقررت فتح أول صيدلية في المنطقة لتأمين أدوية العلاج للأهالي وكان ذلك في ستينيات القرن الماضي».

واكبت النهضة الفكرية والثقافية الإنجازات الطبية خاصة بوجود مجموعة كبيرة من المثقفين والمتعلمين من أبناء المنطقة الذين درسوا في المغترب وعادوا ليفتتحوا صروحاً فكرية في وطنهم الأم، وعن ذلك يتابع الدكتور "يوسف": «كانت المنطقة على اتصال متين مع مدينتي "طرابلس" و"حمص" وهذا التواصل دفع المتنورين والميسورين من أبناء المنطقة لإرسال أبنائهم للدراسة فيها أو حتى لجلب الكتب المتنوعة لتدريسها ضمن المنطقة، وبعدها قام هؤلاء المتعلمون ببناء أول مدرسة في قرية "الحواش" والتي كانت مؤلفة من غرفتين وباحة سماوية، تلتها مجموعة من المدارس بناها أهل المنطقة وكانت بمجملها متواضعة وأشهرها مدرسة "كنيسة مارمخائيل"، بالإضافة إلى أول مدرسة ثانوية والتي حملت اسم "وادي العرب" وكان التمويل في بناء تلك المدراس يعتمد في أغلبه على تبرعات أهل المنطقة».

مشفى الحصن

استمرت آلية التكافل الاجتماعي بين أبناء المنطقة حتى يومنا هذا حيث افتتح في منطقة "وادي النضارة" جامعتان خاصتان وذلك بالتعاون بين المغتربين والمقيمن وهما جامعة "الوادي"، وجامعة "الحواش" وانعكست هذه الانجازات على سكان المنطقة لتعطيهم فرصاً تنموية هامة، إضافة لوجود مجموعة من المعامل والمصانع الخاصة التي أمنت فرص عمل لمعظم أبناء المنطقة.

جامعة الحواش الخاصة من صور التكافل التعليمية