تعد من أكثر الألعاب تسلية قديماً وحديثاً، وتعتمد على عدد كبير من اللاعبين وبأعمار متنوعة، وهي تحمل اسماً مميزاً وغريباً هو "الطعروزة" التي تشبه لعبة "الغولف" الشهيرة، وهي تحتل ساحات اللعب بالنسبة للصغار بعد أن كانت للكبار فيما مضى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27/6/2013 العم "ميخائيل عازار" الذي كانت الطعروزة لعبته المفضلة فقال: «عندما كنا شباباً صغاراً وجدنا لأنفسنا فترات راحة أثناء العمل في الأراضي الزراعية والحقول الخاصة بنا، وكنا نشغل تلك الفترات بألعاب ومباريات على شروط معينة وجوائز مغرية، لذا كانت اللعبة الرياضية تحتدم ويشتد التنافس فيما بيننا على الفور وأكثر ما أحببته وأتقنته من رياضات هي لعبة "الطعروزة" التي كانت تعتمد على اللعب الجماعي ومشاركة عدد لا بأس به من اللاعبين حيث كنا نقسم إلى فريقين متنافسين ونقوم برمي كرة حجرية مشذبة يدوياً، منتقاة من حجر له شكل دائري نوعاً ما وتلك الكرة يتم ضربها بعصا خشبية طويلة من قبل كل لاعب ليدفعها لزميله في الفريق حتى يتم إيصالها إلى هدفها المتمثل بحفرة في الأرض، بينما مهمة الفريق الآخر حماية هذه الحفرة وعدم السماح للكرة بدخولها».

علمني أبي هذه اللعبة بعمر ست سنوات ومن ثم بدأنا نلعبها في الحي لأنها ممتعة ولأننا نملك ساحة صغيرة بالقرب من منازلنا مناسبة لذلك وهي أكثر الألعاب تسلية بعد كرة القدم، ولكننا نستخدم الآن كرة مطاطية بدلاً من الكرة الحجرية ومازلنا نختار العصي الخشبية من الأشجار الموجودة حولنا وتكون متوسطة القوة لان الكرة ليست قاسية واستبدلنا الحفرة بصندوق خشبي أو كرتوني نثبته بالأحجار ليصبح كالهدف المصغر لنقوم بضرب الكرة بداخله، وعدد فريقنا صغير نوعاً ما، حيث لا يتعدى عددنا العشرة لكلا الفريقين، ونحدد كل شوط بنصف ساعة فقط، إضافة إلى أننا نضع حكماً يكون ممن لا يرغبون في اللعب وإنما فقط المشاهدة

تحتسب النقاط بعدد مرات دخول الكرة للحفرة وفي نهاية اللعبة يكافأ الفريق الفائز بطبق من صنع الخاسر أو يقوم الأخير بأعمال بسيطة خاصة بالزراعة ويضيف: «تحتاج هذه الرياضة إلى قوة ولياقة بدنية عالية ومهارة فائقة خاصة أنها تعتمد على الجري السريع والقدرة على التقاط الكرة الحجرية الثقيلة بواسطة العصا ومن ثم إعادة رميها بسرعة للزميل اللاعب في نفس الفريق ومن ثم إصابة الهدف، لذلك كنا نعتني باختيار العصي الخشبية والأغلب أنها من شجر "الجوز" أو "السنديان" القوية والصلبة التي لا تنكسر بسهولة ونقوم بتشذيبها بالسكين وتسوى بطريقة تستطيع إسناد الكرة، إضافة إلى أن الأرض التي كنا نلعب عليها منتقاة أيضاً، أي في مكان خالٍ من الزراعات ومستوٍ نوعاً ما، لنقوم بتنظيف أرض اللعب من الحصى والحجارة وبعض الأعشاب الموجودة، ومن ثم نحفر الحفرتين الخاصتين بإدخال الكرة».

السيد مخائيل عازار

تستمر اللعبة مدة غير محددة كما قال السيد "ميخائيل" حتى يشعر اللاعبون بالتعب وبالمجمل لا تتعدى الساعتين، أما حالياً فما يزال الأطفال في الريف يلعبون هذه اللعبة ولكن بأدوات مختلفة نوعاً ما، وعن ذلك يتحدث الطفل "كابي عبود": «علمني أبي هذه اللعبة بعمر ست سنوات ومن ثم بدأنا نلعبها في الحي لأنها ممتعة ولأننا نملك ساحة صغيرة بالقرب من منازلنا مناسبة لذلك وهي أكثر الألعاب تسلية بعد كرة القدم، ولكننا نستخدم الآن كرة مطاطية بدلاً من الكرة الحجرية ومازلنا نختار العصي الخشبية من الأشجار الموجودة حولنا وتكون متوسطة القوة لان الكرة ليست قاسية واستبدلنا الحفرة بصندوق خشبي أو كرتوني نثبته بالأحجار ليصبح كالهدف المصغر لنقوم بضرب الكرة بداخله، وعدد فريقنا صغير نوعاً ما، حيث لا يتعدى عددنا العشرة لكلا الفريقين، ونحدد كل شوط بنصف ساعة فقط، إضافة إلى أننا نضع حكماً يكون ممن لا يرغبون في اللعب وإنما فقط المشاهدة».

يبقي "كابي" وأصدقاؤه المباراة في نطاق التسلية دون تنافس أو شروط ولقضاء وقت الفراغ في فصل الصيف، وهم يفضلونها على حد قولهم عن البقاء في المنازل ومشاهدة التلفاز أو ألعاب الفيديو.

الدكتور والمؤرخ يوسف الشامي