ما إن يقترب "عيد الشعانين" الذي يحتفل به كل عام أبناء الطائفة المسيحية، حتى يبدأ الأطفال بالسؤال عن شمعة العيد التي تعتبر ركناً أساسياً في احتفالهم، والتي تصنع بأشكال فنية محترفة خصوصاً بعد أن تم إدخال تعديلات عديدة عليها كالعطور، أوراق الورد، وأنواع الزينة المختلفة.

حيث ارتبطت الشموع منذ آلاف السنين بدور العبادة، فقد استخدمها الناس لإضفاء مزيد من الخشوع والتضرع إلى الله إضافة إلى أنها من وسائل الإضاءة المستخدمة لتبديد عتمة الليل في القديم ولم يخب نورها حتى قي وقتنا الحالي رغم انتشار أجهزة الإضاءة الحديثة، فقد لا يتوافر الشمع في الريف بسهولة ما يضطر البعض لجلبه من أماكن أخرى أو تحضيره يدوياً عن طريق تدوير الشمع القديم أو شمع العسل.

يهتم الاطفال بشمعة العيد اهتماماً كبيراً ويبدؤون بالسؤال عنها مع اقتراب حلوله فهي ركن أساسي من احتفالاتهم، وأحرص دائماً على أن ترافقني ابنتي لاختيار شمعة العيد التي تحبها والتي تناسب ملابسها وتكون تلك الشمعة مزينة بما تحبه من ورود وألعاب وتتجدد هذه الشمعة كل عام مع الاحتفاظ بالشمعة القديمة في المنزل أو وضعها في الكنيسة بعد انتهاء الاحتفال

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27/4/2014 الشاب "سامر إبراهيم" الذي يقوم في بعض الأحيان بإعادة تدوير الشموع التي تم استخدامها مشيراً بالقول: «العمل بالشموع ممتع إلى حد كبير، حيث أعتدت في أحد أيام الأسبوع على الذهاب إلى الكنيسة وانتظار انتهاء القداس لأقوم مع بعض فتيان الأخوية بجمع الشموع المستخدمة والتي وضعت في حوض من الرمل الذي يسهل عبور الشمع الذائب إلى أسفل الحوض دون التصاقه، ومن ثم يوضع الشمع المجموع في وعاء لإذابته وصبه مرة أخرى في قوالب خالصة يتشكل من خلالها شكل الشمعة من جديد، والمميز في هذه الشموع المعاد تدويرها هو لونها الشمعي المائل للصفرة ورائحتها الخفيفة».

السيدة نهلة

يختلف استخدام الشموع ولا سيما المزينة منها، ومع حلول "عيد الفصح المجيد" تصبح شموع الأطفال من أكثر ما يشتريه الناس وأكثر ما يتنافس عليه الحرفيون لتقديم الأبهة والأجمل، وهنا تقول السيدة "نهلة جنورة" والتي تعمل في هذا المجال منذ حوالي ثلاثين عاماً قائلة: «من خلال خبرتي في هذا المجال وتقديمي الكثير من الشموع المزينة، فإن إقبال الناس على المنتجات اليدوية هو نتيجة لقدرتهم على التحكم بشكل الشمعة ولونها والزينة المرفقة بها والتي في معظم الأوقات تكون ملائمة لألوان الملابس الخاصة بطفلهم وتكون مميزة ما بين الصبيان والبنات بأشكال الدمى والألوان أيضاً، وبالمجمل فإن البساطة والترتيب هي ما تلفت الانتباه وتلعب دوراً في تسويق الشموع وزيادة راغبيها».

تختلف الشموع بأشكالها وأحجامها وألوانها ومن ثم تقوم السيدة "نهلة" باختيار الزينة المناسبة والتي تتلاءم مع كل شمعة وهنا تقول: «استخدم مواد بسيطة وأنيقة، أشتري بعضها من الأسواق والمحال التجارية والبعض الأخر أجمعه مما يتوافر لدي من مواد سبق استعمالها إضافة لاستخدام الأوراق والزهور المميزة المزروعة في حديقة منزلي.

السيدة نورا طنوس وابنتها تاتيانا

وكل ما سبق يستلزم وقت كافياً وإحساساً فنياً ينبع من هواية الشخص لابتكار الجديد والمميز الذي يلبي أذواق الناس المختلفة وابتعاده عن الهدف الربحي الذي يأتي تحصيل حاصل، ولا أواجه صعوبة في هذا النوع من العمل مقارنة بالمتعة الكبيرة التي أجدها أثناء تزيين الشموع وإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال من خلالها لكن هناك اختلاف هو بين المواد المستخدمة حديثاً والتي استخدمت فيما مضى حيث كان غصن الزيتون وسعف النخيل هو المرافق الأساسي لشمعة الطفل والذي أضعه في بعض الأحيان حسب رغبة الأهل».

تدخل الشمعة البهجة إلى قلوب الأطفال وينتظرونها عاماً بعد عام كما تقول السيدة "نورا طنوس" التي تحرص على اختيار المميز من شموع العيد لطفلتيها قائلة: «يهتم الاطفال بشمعة العيد اهتماماً كبيراً ويبدؤون بالسؤال عنها مع اقتراب حلوله فهي ركن أساسي من احتفالاتهم، وأحرص دائماً على أن ترافقني ابنتي لاختيار شمعة العيد التي تحبها والتي تناسب ملابسها وتكون تلك الشمعة مزينة بما تحبه من ورود وألعاب وتتجدد هذه الشمعة كل عام مع الاحتفاظ بالشمعة القديمة في المنزل أو وضعها في الكنيسة بعد انتهاء الاحتفال».

قوالب صناعة الشمع

من الجدير بالذكر أن عيد "الشعانين" يرمز إلى دخول السيد المسيح مدينة "أورشليم" واستقبال الأطفال له بأغصان الزيتون وسعف النخيل.