تعتبر الوجبة الرئيسية "لعيد الميلاد المجيد"، والتي تشارك الأهالي أيضاً احتفالهم حين الانتهاء من المعمودية، فأصولها دينية قديمة تعود لآلاف السنين اندثرت مع مرور الزمن لتعود الى الحياة في قرى "وادي النضارة".

إنها "الكوليفا" تلك الوجبة الحاضرة في جميع الأعياد والمناسبات الاجتماعية المتنوعة.

بدأ الرسم على "لكوليفا" تكريماً للقديس صاحب العيد حيث يمد القمح المسلوق على (سدر) ويغطى بالسكر المطحون بشكل كامل ثم يرسم عليه الأيقونة المطلوبة باستخدام أنواع مختلفة من السكاكر وقطع الحلوى أو ثمار النباتات أو التوابل التي تتميز بألوان تخدم الايقونة

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 26/12/2012 السيدة "مريم نعمة" البالغة 76 عاماً، والتي عرّفت "الكوليفا" بأنها نوع من "السليقة" تشبه قمح البربارة المشهور في قرى الوادي، تحدثت عنها بالقول: «يعتبر الوادي تجمعاً للقرى المسيحية التي بمعظمها تنتمي للمذهب الشرقي الأرثوذكسي، حيث يحتفل أهالي "الوادي" بجميع المناسبات والأعياد المميزة في الشرق والتي ترافقها طقوس معينة، ومنها أكلة "السليقة الملونة" أو ما يسمى "الكوليفا" والتي كانت تقام في الأعياد وخاصة في "عيد الميلاد المجيد"، حيث توضع بعد تحضيرها في الكنيسة ليقوم الكاهن بالصلاة عليها، ومن ثم يدار بها في القرية حتى الليل لتصل الى ساحة القرية فتقسم وتوزع على الحاضرين لينهوا بها صيامهم وكل ذلك يرافقه الاحتفالات والصلوات والتضرع لله».

تقدم عن أرواح الراقدين

وللتعرف على أصول أكلة "الكوليفا" الديني تحدث الكاهن "بطرس حزوري" بالقول: «"الكوليفا" كلمة يونانية تعني القمح المسلوق وتلك اللفظة تنسب الى أهالي منطقة "أفخائطة" ومعناها الديني أو القصة الدينية وراء أهمية "الكوليفا" تأتي من أعجوبة القديس "ثاودورس التيروني" ومعناه "وهبة الله" الذي استشهد عام 297 م ليعود ويظهر لرئيس أساقفة "القسطنطينية" "لافدوكسيوس" ولينقذ شعبه المسيحيي في مدينة "قسطنطينية" من خديعة الامبراطور "يوليانوس" الذي خلط طعامهم بالدم الحيواني أثناء فترة صيامهم، والتي يمتنعون فيها عن كل ما هو غير نباتي لينجس ذلك الصيام ويبطله، وتلك الأعجوبة ابدلت طعامهم المنجس بالقمح المسلوق فيكون غذاؤهم طول فترة الصيام».

بقي هذا التقليد محصوراً ضمن أسوار بعض الكنائس وينفذ داخلها فقط الى زمن غير بعيد حيث بدأت تنتشر وتصبح عادة محببة يحضرها أغلب الناس المشاركين في القداديس وينتظرونها من مناسبة الى إخرى، أما عن طريقة صنع "الكوليفا" الحالية فأضاف بالقول: «بدأ الرسم على "لكوليفا" تكريماً للقديس صاحب العيد حيث يمد القمح المسلوق على (سدر) ويغطى بالسكر المطحون بشكل كامل ثم يرسم عليه الأيقونة المطلوبة باستخدام أنواع مختلفة من السكاكر وقطع الحلوى أو ثمار النباتات أو التوابل التي تتميز بألوان تخدم الايقونة».

قداس الميلاد على الكوليفا

يشارك بعض زوار الكنيسة في احتفالية "الكوليفا" إلا أنها تأخذ وقتاً طويلاً ليتم انجازها ليليها قداس خاص بالمناسبة أو القديس صاحب "الكوليفا".

الشاب "حنا عيسى" من أعضاء الكشاف في كنيسة الشحارى التي احتضنت احتفال "الكوليفا" بمناسبة "عيد الميلاد المجيد" أشار بالقول: «هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها رسم "الكوليفا" التي سبق رسمها أكثر من مرة في الكنيسة على الرغم من كونها تأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم انجازها إلا أن مشاهدتها أمر مشوق ولا سيما عند انتهائها والفضول الذي يعتلي الناظر لمعرفة الأيقونة الناتجة، وأيقونة هذا العام كانت الصليب المقدس الذي لون بألوان عديدة ومتنوعة».

الكوليفا في كنيسة الشحارة

من الجدير بالذكر أن "الكوليفا" تقليد يعود للكنيسة الشرقية فقط ويحتفل بالقديس "ثاودورس التيروني" في 17 شباط من كل عام، و"الكوليفا" لا تقام في القداديس فحسب بل في المعمودية وعلى رقاد الموتي.