عند زيارته لأسرة الشهيد "العقيد مهدي ابراهيم" قال محافظ حمص السيد "غسان عبد العال" لوالد الشهيد: «جئت أبارك لكم بالشهادة»، فأجابه الشيخ "محمد ابراهيم": «إنها شهادة الأبطال الذين يعرفون معنى الوطن».

تلقى "آل ابراهيم" و"آل الحاج عباس" في "حمص" باعتزاز وفخر نبأ استشهاد "العقيد مهدي ابراهيم" يوم السبت 12 أيار 2012 إثر تصديه مع شقيقه "العقيد علي" لمحاولة اختطاف حاولت إحدى المجموعات المسلحة تنفيذها من أمام منزلهما في مدينة "الحجر الأسود" بريف دمشق، وهو ما عبر عنه "محمد ابراهيم" والد الشهيد حيث قال: «إنها إرادة الله أولاً وهدية الشهيد لأهله ورفاقه ووطنه وقائد وطنه وجيشنا الثابت على خطا هذا القائد، ثانياً، ونحن نعتز بهذه الهدية ونأمل أن نكون بمستوى هذا الوسام، وسام الشرف والعزة».

إنها إرادة الله أولاً وهدية الشهيد لأهله ورفاقه ووطنه وقائد وطنه وجيشنا الثابت على خطا هذا القائد، ثانياً، ونحن نعتز بهذه الهدية ونأمل أن نكون بمستوى هذا الوسام، وسام الشرف والعزة

وفي رده على تهنئة المحافظ له بشهادة ابنه الأكبر قال: «إن سورية اليوم بحاجة لأبنائها الذين هم وحدهم من يدرك قيمتها وعظمتها، ولذلك فإني مع جميع أفراد أسرتي نضع أنفسنا تحت تصرف الوطن ورهن إشارة قيادته، بدءاً مني شخصياً، على الرغم من أني قاربت التسعين من عمري».

زوجة الشهيد "منى عباس" قالت: «كان مهدي مثالاً يحتذى به في أخلاقياته والتزامه وشجاعته وإرادته، وقد استشهد لإيمانه بالمثل العليا التي شكلت شخصيته، وكان بطلاً في مواجهة المجموعة المسلحة التي اعتدت عليه، وهو ما يدعونا إلى الفخر والاعتزاز، على الرغم من أن غيابه غرس في نفسي ألماً قاسياً لا يمكن أن أنكره، لأن الشهيد كان يمثل بالنسبة لي الحياة».

أخ الشهيد "لؤي ابراهيم" تحدث عن احتفال التشييع وقال: «تم تشييع الشهيد من "مشفى تشرين العسكري" بدمشق وسط الزغاريد، ووري الثرى في "حمص" وسط الزغاريد أيضاً فكل أبناء العائلة يرون في شهادته عنوان الفخار والكبرياء والاعتزاز، واحتفالاً بتسلم الأمانة ـ الهدية، التي سلمها الشهيد لأهله، كي يتابعوا الطريق الذي اختطه، طريق الانتماء للوطن والتضحية من أجله».

وأضاف: «الشهيد هو أخي الأكبر، وهو مرشدي وأستاذي، أشعر بأني افتقدت بغيابه الكثير، لكني أعزي نفسي بأنه حي في داخلي، وسوف أظل أعتمد عليه، على روحه الذكية، وهو اليوم أستاذي الأكبر وملهمي، لأنه بشهادته قدم لي النموذج الأمثل لحب الوطن وللتمسك بالمبادئ والقيم والانتماء».