"جبر الخواطر وتهدئة النفوس" مبادرة إنسانية اجتماعية أطلقتها جمعية "النادي السوري لترفيه المسنين" في شهر نيسان 2011 وابتدأت العمل فيها من وسط سورية وتحديداً من محافظة "حمص"، وتتلخص بإقامة زيارات ميدانية للمصابين وأسرهم جراء الحوادث الأخيرة التي مرت بها سورية عسى أن يتم تدارك بعض الإجراءات العاجلة سواء كانت معنوية أو إنسانية أو مادية أو صحية، كما وضعت المبادرة في الاعتبار زيارة أسر وعائلات بعض الشباب الذين غرر بهم أو قتلوا أو كان لديهم ارتباط خارجي بشكل أو بآخر.

الشاب "محمد سلامة" بائع خضار مياوم من عائلة فقيرة جداً، أصيب على أيدي إحدى المجموعات المسلحة التي هاجمت حي "الزهراء" "بحمص" قال خلال لقائنا معه:

رحبت كثيراً بهذه المبادرة وأحببت أن أكون أحد المساهمين فيها حيث أخبرت الجمعية بأن كل أدوية المعمل الذي لدي تحت تصرفها خلال زيارتها للمصابين

«أصبت في طلق ناري برأسي في شارع الستين "بحمص" بمنتصف شهر نيسان 2011، وعن طريق مبادرة جمعية ترفيه المسنين مدت لي الأيادي البيضاء من أطباء ومساهمين، وتم دفع تكاليف العمل الجراحي الذي أجريته في المشفى».

"دعد درويش" خلال زيارتها للمصاب "محمد سلامة" في المشفى

وأضاف "سلامة":

«أنا من أبناء هذا الوطن إصابتي كانت بوابة كي أقول إن الدنيا لا تزال بخير، وكوني أتماثل للشفاء فأنا بخير، شعرت منذ لحظة دخولي المشفى بأن كل من جاء لمساعدتي هو من دمي ولحمي، ولم أحتج منذ ساعة إصابتي ولغاية اليوم لأي شيء، وأنا واثق بأن المحنة ستزول لأن أبناء الحي سارعوا وجمعية ترفيه المسنين كي أتماثل للشفاء.

أطلب من الجهات المعنية الأخذ بعين الاعتبار بأنني غير موظف ومنذ عشر سنوات مسجل في مكتب التشغيل في مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل، أشكر كل الكادر الطبي بالمشفى الوطني "بحمص" على مساعدتي، كما أشكر المساهمين من جمعية ترفيه المسنين على مبادرتهم الطيبة».

من جهته عبر الدكتور "نبيل القصير" صاحب معمل "ميديكو" للأدوية الطبية عن أهمية مبادرة "جبر الخواطر" التي أطلقتها جمعية ترفيه المسنين ودورها في التخفيف من الألم الذي أصاب العديد من العائلات السورية جراء الأزمة الأخيرة وقال:

«رحبت كثيراً بهذه المبادرة وأحببت أن أكون أحد المساهمين فيها حيث أخبرت الجمعية بأن كل أدوية المعمل الذي لدي تحت تصرفها خلال زيارتها للمصابين».

ولمعرفة المزيد عن المبادرة والبرنامج الذي تعمل عليه التقينا السيدة "دعد درويش" رئيسة "جمعية ترفيه المسنين" التي أطلقت مبادرة "جبر الخواطر وتهدئة النفوس" فقالت:

«الشعب في سورية يحب بعضه بعضاً، ولديه النخوة دائماً لمساعدة إخوته في كل أرجاء الوطن والتعاون معهم لازدهار هذا الوطن، وبعدما عرفنا أن هناك مؤامرة خارجية تستهدف النيل من وطننا الحبيب سورية، أيقنا أن علينا جميعاً التآزر والتعاضد لمواجهة هذه المؤامرة فأطلقنا المبادرة».

وأضافت: «"جبر الخواطر" تستهدف طرفين من الناس، أسرى الشهداء والمصابين من جهة، والأشخاص المغرر بهم من جهة ثانية لأجل عدم تكرار الأمر مرة أخرى، من خلال العمل على تأمين فرصة عمل لهم والوقوف على الأسباب التي دفعتهم للقيام بهذه الأعمال ومعالجتها.

وقد قمنا كمجموعة متطوعين في الجمعية بالاتصال ومخاطبة الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والمسؤولة في محافظة "حمص" والمحافظات الأخرى لمساعدتنا في حسن سير عمل هذه المبادرة، وطلبنا من محافظة "حمص" جدولاً بأسماء المصابين، وبأسماء الأشخاص المغرر بهم وننتظر ورود الجداول لنباشر عملنا بشكل أوسع».

وعن تجاوب الناس وتفاعلهم مع هذه المبادرة قالت:

«الكثيرون ومن كافة الشرائح الاجتماعية أبدوا استعدادهم للمساعدة في هذه المبادرة حسب إمكانياتهم، ومنهم من رغب بتبني مصابين ومعالجتهم على نفقتهم الشخصية، وهذا ليس فقط في "حمص" بل بأكثر من محافظة، وعلى سبيل المثال اتصل بي السيد "ابراهيم سميّا" من "دمشق" وبكل محبة وبعد معرفته بالمبادرة قال لي: أنا موظف متقاعد وبما أن مشروعكم يمتد سنة كاملة، فقد قررت تخصيص مبلغ ألف ليرة سورية من راتبي الشهري لهذه المبادرة من أجل دعم هذا العمل الإنساني الذي تقومون به لنخرج جميعنا من هذه المحنة».

وفي ختام اللقاء توجهت "درويش" بكلمة قالت فيها:

«أطلب من فعاليات المجتمع الأهلي المساعدة المادية والمعنوية للمضي في تحقيق أهداف هذه المبادرة، والباب مفتوح للجميع ممن يحب تقديم ألبسة أو مؤونة أو دعم مادي أو أي شيء ممكن أن يساعد فيه المصابين والمغرر بهم.

وأدعو كل الجمعيات الأهلية لتقديم مبادرات تخدم الواقع الراهن، وإن أحبوا الانضمام لنا ومساعدتنا في مبادرتنا فهذا يسعدنا ويشرفنا، لكي نتمكن جميعنا من المساهمة في ترميم جراح المصابين وأسر الشهداء وأهالي المغرر بهم ومساعدتهم لكي يتمكنوا من معالجة ظروف أبنائهم بشكل سوي.

ولدينا في الجمعية خط مباشر مع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والقطاع العام والخاص لتقديم المساعدة إلى أسر الشهداء والمصابين من صاحب المبادرة والمساهمة إلى الأسرة بشكل مباشر دون أية وساطة، ولمن يود المساهمة نرجو الاتصال على الرقم 0933211944».