منذ سنوات قريبة بدأت تنتشر ظاهرة الأسواق الخيرية في الكنائس والتي تتألف عادة من أجنحة تضم كل ما تحتاجه العائلة للعيدين.. فئة من الناس رحبت بهذه الظاهرة وآخرون نظروا إليها وكأنها منافس لهم.

موقع eHoms تجوّل في الأسواق الخيرية في كنائس "حمص" ليرصد تلك الظاهرة ولمعرفة رأي مرتادي الأسواق الخيرية حدثتنا الآنسة "نيفين الحكيم" فقالت: «أيام الأعياد فرصة لزيارة الأسواق الخيرية التي أصبحت عادة تقام في أغلب كنائس "حمص" ككنيستي "أم الزنار" و"سيدة السلام" وهذه الأسواق تؤمن لنا كافة احتياجات ومتطلبات الأعياد بسرعة ومن مكان واحد دون الحاجة إلى التنقل بين المحلات التجارية، وبشرائنا حاجيات العيد من هذه الأسواق نساهم بشكل أو بآخر بدعم الفقراء والمحتاجين.

نحن حريصون على استمرار هذا النشاط الذي نعمل على تطويره عاماً بعد عام وبنفس الوقت نحرص على عدم تحويل هذا النشاط الاجتماعي الخيري غير الربحي إلى نشاط تجاري يهدف إلى الربح وجني الأموال

وأظن أن الأسواق الخيرية رغم تطورها لا تغني عن المحلات التجارية التي تعنى بزينة الميلاد فالمحلات التجارية لها ميزات عدة منها التخصص والتميز في بيع وعرض زينة العيد المؤلفة من مئات القطع والأشكال والألوان التي لا يمكن حصرها في الأسواق الخيرية».

الآنسة نيفين الحكيم

وعن اقتراحاتها لتطوير عمل الأسواق الخيرية قالت: «أتمنى أن تحافظ الأسواق الخيرية على هدفها الأساسي الاجتماعي وهو دعم الفقراء لأن كل الناس يشترون حاجياتهم من هذه الأسواق دعماً للمحتاجين كما يجب أن تضم الأسواق الخيرية الماكولات الشعبية كالدبس وأقراص العيد والأشغال اليدوية كزينة العيد وأن تختص هذه الأسواق بالأشياء والمواد التي لا يمكن إيجادها في الأسواق العادية التجارية..».

المحطة الأولى كانت في "كنيسة القديسين بطرس وبولس" في "حي الوعر" التي تعتبر من أول كنائس "حمص" التي بدأت بإقامة الأسواق الخيرية في الأعياد منذ أكثر من سبع سنوات وعن ذلك حدثنا الأب "بطرس الجمل" فقال: «الأسواق الخيرية بدأت كنشاط اجتماعي تقام لدعم المحتاجين من الأيتام والفقراء والعائلات المستورة، وهذا النشاط عبارة عن إقامة عدة أجنحة في صالة الكنيسة تضم مستلزمات عيدي الميلاد ورأس السنة، وهذه المستلزمات يمكن تلخيصها بضيافة العيد وزينة الشجرة إضافة إلى هدايا العيد كالألعاب، ويشترك بهذا النشاط مجموعة من الشباب المتطوعين فهو عمل اجتماعي تعاوني يبدأ ببداية شهر كانون الأول وينتهي بانتهاء رأس السنة وأحياناً يقام قبل عيد الفصح.

الأب بطرس الجمل

هذه الأسواق فرصة أيضاً لتسويق منتجات العائلات المستورة من الأعمال اليدوية والزينة المصنوعة بأشكال فنية، إضافة إلى المأكولات المصنعة في المنازل والتي لا يمكن عرضها في الأسواق، فبعض الأسر مثلاً تصنع أنواع المربيات المنزلية وثياب الأطفال والمجوهرات التقليدية، كما تصنع بعض جمعيات رعاية الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة أنواعاً من شموع الزينة وهذا كله يعمل على دعم هذه الجهات مادياً».

وأضاف: «نحن حريصون على استمرار هذا النشاط الذي نعمل على تطويره عاماً بعد عام وبنفس الوقت نحرص على عدم تحويل هذا النشاط الاجتماعي الخيري غير الربحي إلى نشاط تجاري يهدف إلى الربح وجني الأموال».

من الألعاب المعروضة في السوق الخيري

لمعرفة رأي بعض القائمين على الأسواق الخيرية التقينا الآنسة "نيلدا ميشيل كرامة" المسؤولة عن السوق الخيري في "كنيسة سيدة السلام" بحي بستان الديوان فقالت: «السوق الخيري تجربة حديثة عمرها سنتان فقط، وقد أقمناه هذا العام نظراً لإقبال الناس الشديد عليه العام الماضي فكثير من الناس يجدون ضالتهم فيه بأسرع وقت، وسوقنا الخيري هذه السنة يحوي العديد من مستلزمات العيد وأهمها شجرة العيد وزينتها ثم الشوكولا بأنواعها وتوجد بعض أنواع الألعاب والهدايا التي يتبادلها الناس في هذه الأيام، ونحن نحاول أن نعرض ونؤمن كل ما يحتاجه الناس لعيدي الميلاد ورأس السنة».

وعن الأسعار قالت: «لسوقنا الخيري هدف واحد وهو دعم ومساعدة المحتاجين والأسر الفقيرة وخاصة في أيام الأعياد، لذلك نحاول أن تكون الأسعار مقبولة ومتقاربة من السوق، وبعد أن ننتهي من عملية البيع نجمع ما ربحناه ونوزعه على الناس المحتاجين وأهمهم الأيتام والفقراء».

أصحاب محلات الزينة وضيافة العيد تضاربت آراؤهم بين مؤيد للأسواق الخيرية ومعارض لها ومن هؤلاء السيد "نقولا نبكي" صاحب محل لبيع زينة العيد في "حي الحميدية" فقال: «الأسواق الخيرية ظاهرة جديدة من نوعها فقد بدأت في "حمص" منذ أكثر من سبع سنوات وقبل ذلك كان الناس يبتاعون حاجيات العيد من المحلات المختصة في السوق، أما الآن فكثير من الناس يشترون كل ما يتعلق بالعيد من هذه الأسواق الخيرية التي أصبحت تجمعاً لكل ما يريده الناس في مكان واحد وهذا يؤثر بالطبع على المحلات المختصة بالزينة والضيافة.

ولكن نحن نؤيد هذه الأنشطة ما دامت أنشطة خيرية وذات هدف اجتماعي ولكن يبقى لمحلات الزينة وحاجيات العيد المختصة رونق خاص».