في عصرنا الحالي ..عصر السرعة والأعمال و في خضم ضغوط الحياة اليومية يأتي عيد الحب ليذكرنا بوجود شيء جميل مخفي في قلب كل إنسان ..شيء اسمه الحب ..قد يكبر ويصغر من شخص لآخر ..لكنه في النهاية موجود ..

الحب كلمة سامية نحتاجها اليوم أكثر من الأمس ..وما أشد حاجتنا لها في الغد .الرابع عشر من شهر شباط، هو يوم الفالنتاين أو يوم عيد الحب كما يتعارف به الناس، وأياً كانت القصص والحكايات التي تحكي أصل العيد وحقيقة وجوده، يبقى الأهم أنه وجد ليذكرنا بمن نحب.

الفالنتاين يزور حمص أيضاً، و eHoms تجولت وسألت العديد من الحماصنة عن رأيهم بهذا العيد وماذا يمثل بالنسبة إليهم، فكان لكل منهم رأيه الذي يعكس ربما رأي الفئة العمرية التي ينتمي لها، بدأنا بالأكبر سناً. سألنا السيد عمر بازركاني رجل في الخمسينات من عمره-موظف- عن رأيه في عيد الفالنتاين فأجابنا:" هذا العيد لم يكن على زماننا الأول أي لا أذكر أن أمي وأبي -رحمهما الله- قد احتفلا في عيد مماثل، ربما لأن أيامهما كانت لا تحتاج إلى عيد كهذا ليذكرهما بالحب، زمن أول كانت المشاعر متقدة والحميمية والإخلاص متواجدان دون الحاجة لهذا المحرض، لا أدري ..لكن صراحة ومع أن هذا العيد أو هذه الظاهرة دخيلة على عالمنا العربي، لكنها في النهاية تخص الحب ..الشيء الذي يفتقده معظم الناس إن لم نقل كلهم".

بالنزول والتجوال في الشوارع الحمصية، راعنا جمال الأحمر الذي انصبغت به واجهات المحال على اختلاف أنواع بضاعتها، سألنا السيد منيرعلي صاحب محل ميوزيكانا للإكسسوار النسائي في شارع النزهة عن رأيه في عيد الحب فقال لنا:"عيد الحب ظاهرة جميلة، فجميل جداً أن ترى الناس يتسابقون لشراء الهدايا لمن يحبون، حتى ولو كانت مشاعرهم مؤقتة أو مرهونة على أيام كهذا اليوم، والشيء الأفضل بالنسبة لنا نحن الباعة فإننا نستغل يوم الفالنتاين لننوع في بضاعتنا كماً ونوعاً، فالإقبال على الشراء جيد جداً وهذا يبشر بحجم المحبين الكثر، صحيح أنهم يعتبرون الأسعار مرتفعة ..لكن في النهاية يشترون ..فعيد الحب لا يأتي سوى مرة واحدة في العام".

هذا الكلام أيده به صاحب محل الورود (عشتار) السيد وسيم منصور الذي عبر عن إعجابه بهذه الظاهرة الحضارية- كما قال لنا: أتمنى أن تكون المناسبات التي تخص المشاعر الإنسانية أكثر عدداً، لا من أجل شراء الزهور الحمراء فحسب، بل من أجل أن يتذكر كل منا من يحب وخصوصاً إذا كان هناك خلاف فهذا العيد بمثابة فرصة للتقرب والمساهمة، وهذا ألاحظه من خلال عبارات المعايدة التي يكتبها الزبائن على باقات الورد التي يشترونها في يوم الحب .. عيد الفالنتاين.

العنصر الأنثوي أبدى شغفاً أكبر حول العيد، من بين طلاب الجامعة التقينا مريم علوش طالبة في كلية الصيدلة السنة الثالثة، والتي قالت لنا: "عيد الفالنتاين ليس مخصصاً للحب الذي يعرف بين جنسين مختلفين، أي هو ليس حكراً على العشق بين الفتاة والشاب، فأنا من الناس الذين أحب أن أقدم لأفراد أسرتي الأمنيات والهدايا في الفالنتاين لأن حب الأسرة من أسمى آيات الحب لأنه بعيد عن أي مصلحة شخصية".

السيدة رنا العظمي موظفة في دائرة الخدمات شاركت مريم رأيها وأضافت أنه علينا أن نقدم الحب والمساعدة للناس في هذا اليوم ولو كانوا من خارج أفراد أسرتنا لأن الحب إحساس شامل يجب أن يتسع للبشرية كلها ..

إذاً تعددت الآراء وتنوعت بين معارض وموافق، بين مقتنع يحاول توسيع مفهوم الفالنتاين، وبين من يعتبره عيداً خاصاً به وبمحبوبه ويبقى لكل منا رأيه .. ويبقى عيد الفالنتاين عيداً للحب .. والمحبين.وكل فالنتاين وأنتم محبون.