تزخر مدينة حمص بقديسيها العظماء وفي مقدمتهم القديس إيليان الحمصي الذي استشهد 6 شباط سنة 285 م وصار بعدها بالنسبة للمسيحيين شفيعاً لمدينة حمص وحامياً لها كما أنهم يفتخرون بأن حمص تحتضن بقايا رفاته داخل الكنيسة المشادة باسمه.

وفي السادس من شباط من كل عام تعيد الكنيسة المقدسة في كل العالم بتذكار القديس الشهيد، حيث يتوافد إلى هذه الكنيسة لزيارة مقام القديس إيليان وطلباً للتبرك، حشود كبيرة من المؤمنين من حمص والمناطق المجاورة ومن بعض المحافظات الأخرى وأيضاً من لبنان الشقيق.

وهذا العام احتفلت أبرشية حمص بهذه المناسبة حيث رفعت الصلوات والابتهالات إلى الله.

ضريح القديس إليان

وتميز هذا العام بمشاركة عدد من السادة المطارنة من لبنان وسورية وهم المطران دامسكينوس (مطران البرازيل)، المطران إلياس كفوري (أسقف صيدا وصور)، والمطران موسى خوري (المعاون البطريركي في دمشق)، والمطران يوحنا يازجي (أسقف الحصن)، والمطران باسيليوس (أسقف صافيتا وطرطوس)، وعدد كبير من الآباء الكهنة.

وخلال قداس العيد توجه سيادة المطران جاورجيوس أبو زخم مطران حمص للروم الأرثوذكس بالمعايدة بهذا العيد وشكر حضور السادة المطارنة، كما خص بالشكر أيضاً سيادة المطران سلوانس مطران السريان بحمص، والمطران إيسيدور مطران الروم الكاثوليك الذان شاركا في القداس. ثم ترك الكلمة للمطران إلياس كفوري الذي تحدث في عظته من وحي الإنجيل داعياً للاقتداء بسيرة القديس الطبيب إليان الحمصي الذي فضل الشهادة ولم يتراجع عن إيمانه بالرب القدير، حين حاولوا إجباره على العودة لعبادة الأوثان، فلاقى أشد العذابات من الجلادين لكنه كان يسبح الله ويقول:" أعطني اللهم القوة لأتحمل واغفر لهذه المدينة خطيئة سفك دماء عبيدك الأبرياء".

جانب من الرسوم الجدارية للكنيسة

والجدير بالذكر أنه في صباح كل يوم جمعة وعلى مدار العام يتوافد إلى كنيسة مار إليان عدد كبير من المؤمنين للمشاركة بالقداس الإلهي. كما يتوافد يومياً عدد كبير من الزوار العرب والأجانب لزيارة هذه الكنيسة الأثرية الرائعة الجمال و التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي.