ساعات قليلة وتدور دواليب الحظ لتعلن بدء السحب الأول ليانصيب معرض دمشق الدولي(إصدار رأس السنة) بجائزته القيمة التي تداعب مخيلة 20 مليون مواطن في سورية والتي تُقدر بستين مليون ليرة سورية ومجموع جوائز تصل إلى 228 مليون ليرة سورية.

لكن ماذا عن الفائز بجائزة الإصدار (الجائزة الكبرى)؟ ماذا سيفعل بهذا المبلغ الكبير من المال؟ سؤال توجهت به إلى بعض شرائح المجتمع فكانت الإجابات متنوعة وكان أبرزها:

نادر بيطار: "أولا ًهل ربحت الجائزة الكبرى أنا؟ على كل حال أول أمر أفعله هو إعطاؤك مبلغ من المال أشاركك به في إصدار صحيفة خاصة تكون أنت رئيس تحريرها، وبما أنني مدرس للتربية البدنية أفتح نادي للياقة البدنية ولا أعمل به طبعا ً وسأتزوج و...و..."

ديما المحمد: "سأشتري الكثير من الملابس الجديدة وكل يوم سأخرج بلباس جديد وأركب سيارة حديثة لونها أحمر على أغلب الظن، وسأعطي الفقراء بعض المال كما أنني سألبي حاجات ومتطلبات عائلتي".

سوسن القصير طالبة في كلية الآداب تقول: "بما أنك سألت بعض الناس قبل أن تسألني عن أعماله بالجائزة هذا يعني أنني لن أمتلكها ولن تكون من نصيبي، لكن بإلحاحك على معرفة الجواب أقول: إنّ عائلتي هي القائمة على مصاريفي في هذه الفترة من حياتي الجامعيّة، وإذا ربحت الجائزة سوف أعطي المبلغ كاملا ً لوالدي، وهو الذي سوف يتصرف بآلية إنفاقه".

أما أحد سائقي السرافيس قال لنا: "ماذا يفعل الستون مليون في هذه الأيام، إذا ما ربحت الستين مليون سوف أشتري سرفيسا ًخاصا ً للأسرة، وسيارة خاصة لي، وبعض العقارات والدكاكين والخانات والمقاسم".

وشاب آخر يبلغ من العمر30 سنة رفض ذكر اسمه قال: "أولاً سأشتري منزلا ً آوي به عائلتي من ويلات الأجرة الشهرية التي تتناسب طردا ً وسنويا ً مع رغبة المالك وطمعه، وأشتري منزلا ً لي لأتزوج فيه وأفتح مشروعا ً اقتصاديا ً يدر عليّ المال شهريا ً وبانتظام".

صادفنا في جولتنا الاستطلاعية عامل تنظيفات سألناه ماذا سيفعل لو ربح الجائزة الكبرى قال لنا: "إن الفقراء لا يربحون الجوائز الكبيرة، الجوائز تعرف طريقها وأهلها،لكن إذا ما ربحت سوف أسافر إلى كل بلاد العالم، وأتذوق أشهى الأطباق في تلك البلاد".

حسان معراوي مواطن حمصي أجابنا: "أولاً إذا ربحت الجائزة سوف أذهب إلى طبيب العيون، لأن عيوني ستصبح على ما أظن مثل عيون رسم الشخص الموجود على ورقة اليانصيب، كما أني سأبني مطارا ً ليحطّ فيه عقلي الذي طار فور سماع نبأ ربح الجائزة، سأعمل في تجارة العقارات وسأفتح سوبر ماركت".

الدكتور جولي صليبا أخصائي في مستشفى الباسل للجراحة القلبية أجابنا:" إذا ما ربحت الجائزة سأفتح مستشفاً خاصاً طبعا ً بمشاركة بعضهم لأداوي الناس، وبما أن الله أرسل لي المال سوف أساعد المرضى وأداويهم بتكلفة مادية رمزيّة".

بائع اليانصيب بقي ينظر في الورقات والأرقام المتنوعة التي بين يديه مطولاً وقال لي:"يسألني كثير من الناس عن رقم البطاقة التي ستغير لهم حياتهم، ومنهم من يستبشر خيرا إذا ما سحبت له الورقة بيدي، ومنهم من يسأل إذا ما كنت أبيع البطاقات على العلام (مثل البطيخً) وآخر يبحث بين الأرقام وينتقي أحدها، وبعضهم يحلم بالأرقام، لكن القدر والحظ هو الذي يتحكم بالرابح، لو دارت الدواليب ووقفت على الرقم الذي أحمله لفتحت مطعما ً كبيرا ً في مدينة حمص القديمة".

أما أنا فأثقُ تماماً بأنني لن أربح الجائزة الكبرى أو حتى أيّ جائزة أخرى ليس بسبب سوء طالعي المعروف والذي يلاحقني كظلي منذ مطلع حياتي، وإنما يا صديقي لأنني لا أملك ثمن البطاقة (600 ليرة سورية) والتي تجعلني أحلم لبضع ساعات كغيري من الناس، وأكثر ما أتمناه وأحلم به هو إصدارعشرين مليون جائزة كبرى تحقق أحلام وتطلعات وآمال أبناء سورية بمختلف شرائحهم وكل سحبٍ وأنتم بخير.