قامة وطنية متميزة، ونموذج فريد يحتذى في العمل الاجتماعي، مثلت صوت حق المرأة السورية في المحافل الدولية والعربية، وكانت أول سوريّة تحصل على شهادة دكتوراه في الاقتصاد السياسي.

في تصريح لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 تشرين الثاني 2014، قال عنها الدكتور "محمد منير أبو شعر": «من يقلب صفحات سجل النهضة الحديثة في "سورية" المجيدة، يستوقفه اسم مثقفة سورية وناشطة اجتماعية، توزع نشاطها على العديد من المجالات الإنسانية والوطنية، لقد عملتْ في أكثر من ميدان، ووصلت إلى الريادة في ميادين متعددة في الصيدلة والاقتصاد، والتأليف والترجمة، إضافة لغنى أعمالها الوطنية والاجتماعية التي تجلت في مساهماتها بحركات التحرر النسائي، وفي عملها التطوعي في الجمعيات الخيرية، وبذلك حظيت بالتكريم والتقدير حيث بقيت بصمتها المميزة في ذاكرة الوطن تذكّر بابنة وفية من بنات الوطن العاملات اللاتي فتحن الطريق أمام الأجيال القادمة لمتابعة مسيرة البناء والنهضة والتقدم».

أغنت المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة زادت على الخمسة عشر كتاباً في مواضيع إنسانية واجتماعية، وأسست مع زوجها عام 1956 دار "ابن الوليد" للنشر في مدينة "حمص"، لتقوم بعدها من جديد بتأسيس دار "الجماهير الشعبية للنشر" في "دمشق"

وعن حياة "ساعاتي" وتميزها تقول الكاتبة والإعلامية "لبنى مرتضى": «لم تقصر المرأة السورية في أداء رسالتها الإنسانية والوطنية، وفي سجل العمل التطوعي والتربوي أسماء كوكبة خيرة، شاركت أبناء الوطن في العمل لنهضته وتقدمه في سائر الميادين، والدكتورة "نجاح ساعاتي" واحدة من أمثلة العطاء الخيّر، وأنموذج للبذل والتضحية من أجل تقدم الوطن ونهضته، برزت أنشطتها في ميادين مختلفة وخاصة في أنشطة الحركات النسائية المحلية والعالمية، وألفت عشرات الكتب، ولقيت جهودها تقدير المجتمع، وسجل اسمها في السجل الذهبي لبنات الوطن المخلصات اللاتي قمن بالواجب حق القيام».

الباحث محمد مروان مراد

بدوره الباحث "محمد مروان مراد" تحدث عن نشأتها ويقول: «أبصرت عيناها النور في مدينة "حمص" عام 1924، تعلمت في مدارس المدينة وتابعت تحصيلها العلمي في معهد الطب فرع الصيدلة في جامعة "دمشق"، حيث حازت شهادتها العليا بتفوق، في 15 تشرين الأول عام 1949، وكانت بذلك أول سيدة سورية تتخرج في هذا الاختصاص وتزاول مهنة الصيدلة، وأول امرأة تفتح صيدلية وتديرها بنفسها في المدينة، لم تكتف بذلك بل ثابرت على التحصيل في مجال آخر، حيث حازت شهادة الدكتوراه في الاقتصاد السياسي من "موسكو"، لتكون هي أيضاً أول امرأة تتخصص بهذا المجال، وكان موضوع أطروحتها "خصائص تطور الرأسمال الوطني في سورية"».

ويتابع "مراد": «لعبت أدواراً متميزة في مجالات عديدة من بينها المشاركة في أنشطة الحركات النسائية العربية والعالمية، وقامت بتمثيل "سورية" في العديد من المؤتمرات الوطنية والدولية التي تنظمها "اليونيسكو" والاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وكانت عضواً في لجنة "الأمهات العالميات الدائمة"، وقامت بالعديد من الأنشطة الفاعلة من خلال عضويتها في الاتحاد العام النسائي السوري، واختيرت في تلك الفترة عضواً في المجلس الوطني لقيادة الثورة من بين ثماني نساء سوريات، وساهمت كذلك في فعاليات الجمعيات الخيرية، ومن أبرزها تأسيس مستوصف طبي كان يقدم الأدوية والعلاج للطبقات الكادحة مجاناً، وتقديراً لخدماتها وجهودها الخيرة تم تكريمها في مناسبات عديدة قدمت لها فيها شهادات التقدير والثناء، واختيرت ضمن مجموعة من النساء الرائدات في "سورية"، قدمّن المثل في العمل المخلص لتقدم الوطن، وناضلن من أجل تطوره وسعادته اعترافاً بأن الوطن لا ينسى أبناءه العاملين الأوفياء في سائر مجالات العمل الوطني والاجتماعي».

الدكتور محمد منير أبو شعر

وعن دورها في مجال الثقافة يقول: «أغنت المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات القيمة زادت على الخمسة عشر كتاباً في مواضيع إنسانية واجتماعية، وأسست مع زوجها عام 1956 دار "ابن الوليد" للنشر في مدينة "حمص"، لتقوم بعدها من جديد بتأسيس دار "الجماهير الشعبية للنشر" في "دمشق"».