لطالما تميزت نساؤنا السوريات بالعلم والثقافة والعمل داخل المنزل وخارجه وإتقانها لذلك العمل على وجهه الأكمل.

السيدة "أحلام شبيب" إحدى تلك النساء المتميزات في مدينة "حمص" فبين المحاماة، الرسم، وإدارة الأعمال رحلة مليئة بالعمل.

eHoms التقى السيدة "أحلام" وأجرى معها حواراً مفصلاً بدايته كانت التعرف على مشروعها المتميز في مجال تنمية الإبداع لدى الأطفال وتعزيز شخصيتهم بجوانبها المتعددة.

لوحة رمزية من رسوماتها بعنوان "نهاية قرن"

*كيف بدأت فكرة نادي الأطفال؟

**الطفل هو البرعم الأول في المجتمع وإذا وفرت له التربة المناسبة سيعطي ويكثر العطاء ونحن تربينا على هذه الأمور، وكان لي الحظ بأن منحني الله عائلة تحب الثقافة والعلم، لاسيما والدي رحمه الله الذي مازالت كلماته محفورة في ذاكرتي حول الثقة بالنفس والاعتماد على إمكانياتنا لتحقيق الحلم وهذا ما أردت نقله للأطفال الصغار، وكانت الوسيلة الأكثر فعالية لذلك هو إقامة نادٍ مختص بمواهبهم وإبداعاتهم.

السيدة "أحلام" في ثوب المحاماة

*كيف أصبحت واقعاً متجسداً؟

**بعد مشاركتي في مؤتمر المرأة والأعمال لعام 2005 والذي ضمّ مجموعة كبيرة من سيدات الأعمال من أغلب الدول العربية، ووجود معارض وورشات العمل المرافقة للمؤتمر، وماعرض خلاله من مشاريع تتعلق بالأطفال وتنمية مواهبهم، أصبحت ملامح الفكرة واضحة لدي، وخاصّة بعد لقائي بسيدة لبنانية تعمل في مجال تنمية الإبداع لدى الأطفال من خلال نواد مختصة وخلال الحديث معها، انطلقت لدي الشرارة لإقامة المشروع بشكل فعلي والعمل في مجال المواهب والهوايات وتحفيز الطفل وأهله لتطوير تلك الملكات، ومع الدعم المادي والمعنوي من قبل زوجي اشتريت المكان المناسب وجهزته بكامل متطلبات ومستلزمات الطفل من ألعاب وكتب...

لوحة رمزية بعنوان "الحياة"

*لابدّ من وجود خبرة سابقة في مجال المشاريع، إضافة لدور الدراسة، ماذا تروين عنها؟

**نوعاً ما لدي هذه الخبرة التي جاءت من مشاركتي بعدّة مجالات ومؤسسات أولها الاتحاد النسائي والنادي الثقافي التابع له وماضمته ندواته ومحاضراته، إضافة لندوات خاصّة تابعة لليوني فام واليونسيف، كل ماسبق حفزني للعمل وأعطاني فكرة عن المجتمع والتعامل مع الأشخاص مختلفي الطباع، إلا أن الأهم من ذلك كله هو عملي مع جمعية النهضة لعام 2000 وتشكيل اللجنة النسائية الداعمة لعمل الجمعية التي أقامت مشاريع خيرية وطوعية وجمع تبرعات لتأسيس العيادات الشاملة، أمّا دراستي للقانون فأفادتني كثيراً فهي دراسة شاملة نوعاً ما، يستطيع الطالب من خلالها التعرف على التجارة والاقتصاد والشركات والأحوال الشخصية والقانون المدني وهذا يلعب دوراً مهماً في اكتساب خلفية ثقافية وعلمية.

*لقد ذكرت دور الأسرة والوالد في نجاحك، كيف تصفين ذلك؟

**جاء التأثير من خلال علاقتنا داخل المنزل، فأنا البنت الكبرى بين أخوتي وبالتالي فإن الآمال الكبيرة والأهداف توضع على الابن الأول وأنا حظيت بذلك ابتداً من اسمي فقد أطلق علي والدي اسم "أحلام"، وهو أكثر الذين أدين لهم بالفضل على شخصيتي ونفسيتي، فقد تمتع رحمه الله بالحس الأدبي وملكة الاستقراء وجعلني صديقته المقربة، فأعطاني الثقة الكبيرة التي ميزتني في أسرتي ومدرستي وهذا ماشجعني للمشاركة بكل الاحتفالات المدرسية وأوائل الطلبة والمسابقات الثقافية بمجال الشعر واللغة والأدب والثقافة العامة وأحرزت المركز الأول في معظمها، إضافة لنشاطات الفصاحة والخطابة والغناء والرسم.

على الرغم من دراستك الحقوق إلا أنك فضلتي الجانب الفني والرسم، لماذا؟

لقد درست الحقوق بناءً على رغبة والدي الذي أراد بشدة دراسة القانون لكنه لم يستطع، وأنا أحببت أن أحقق له هذا الحلم على الرغم من أنني أردت دراسة الفنون الجميلة وبداية معرفتي بكتب الحقوق كانت من مكتبة والدي فدخلت فرع الحقوق وأحببته كهواية لا كمجال عمل، وظل هاجس الرسم موجوداً لدي.

*ماذا تروين عن أحلام شبيب وفن الرسم؟

**عدم استطاعتي دراسته الرسم أكاديمياً لم يمنعني من تعلمه ذاتياً فقد حاولت تغذية ذاكرتي البصرية، من خلال متابعتي لشتى المعارض التي تقام في "حمص" وحتى في مدن أخرى وعند زيارتي للدول الأخرى فإن المتاحف ودور العرض تعدّ أولى محطاتي وأهمها متاحف "استنابول"، "أثينا"، "القاهرة" فقد رأيت فيها فنوناً ولوحات رائعة تعلمت منها الشيء الكثير سواء نوعية الألوان وتأثيرها أو المواضيع المتنوعة والجذابة....، إضافة لمتابعة مجلات الديكور والرسم وما يوجد منها مطبوع أو على صفحات الانترنت، أمّا بداية رسوماتي فكانت بقلم الرصاص وفن رسم الوجوه، والمناظر الطبيعية، لكنني أميل للرسم التعبيري الرمزي الذي تظهره معانيه وألوانه، وأحبّ تجديد لوحاتي باستمرار فقد أغيرها أو أعدل فيها لإعطائها صورة جديدة.

*هل لديك هوايات أخرى غير الرسم؟

**أحببت الكتابة كثيراً وطالعت لكثيرين أهمهم "نزار قباني"، "أحلام مستغانمي"، "سعد الله ونوس"، ونشرت بمرحلة عمرية صغيرة في جرائد كثيرة أهمها جريدة "حمص"، بريد القراء التابع لجريدة "العروبة"، ومازلت محتفظة بها حتى الآن، إضافةً إلى أنني متابعة لعلم الميكروبايوتيك والطب البديل والأعشاب، وخضعت لدورات تدريبية فيها مع اهتمامي الكبير بعلم الطاقة والفلك والأبراج.

*هل تؤثر أعمالك وهواياتك على علاقتك بأسرتك؟

**عندما يعمل المرء بمجال هوايته التي يحبها مع تنظيم الوقت واستثماره بشكل أكبر، يصبح أكثر إنتاجا وتأقلماً، وعلى الرغم من أنني عانيت قليلاً عندما كان أولادي صغاراً، إلا أنهم بأنفسهم تعودوا على عدم وجود وقت مهدور سواء بالمنزل أو في العمل، والأهم من ذلك أننا نعيش جو أصدقاء، وهذا بدوره يساعدنا جميعاً على مزيد من التنظيم وتحمل المسؤولية الشخصية.

*ماهي مشاريعك المستقبلية؟

**أحضر لمعرض خاص بلوحات رسمتها حديثاً وأخرى رسمتها منذ زمن والآن عدّلتها لتعطي شكلاً آخر، إضافة إلى عملي ضمن النادي مع الأطفال لإنتاج أشياء مفيدة من توالف البيئة "مجامع البيض، قشور الخشب، الجرائد" بطريقة آمنة وغير مكلفة.

تفضّل السيدة "أحلام" دور الأم على كل الأدوار التي تمارسها، وتلخص النجاح بخطوات بسيطة أهمها الصدق والسعي وراء الحلم وتنفيذه كما لوكان حقيقة على أن يحافظ الإنسان ولاسيما المرأة تحديداً على الهوية والقوة والأنوثة.

الجدير بالذكر أن السيدة "أحلام من مواليد "حمص" درست في مدارسها حتى المرحلة الجامعية وكانت في "دمشق" متزوجة بالمحامي "كامل ونوس"، ولديها شابين وفتاة، المحامي "سومر"، طالب الحقوق "وسام"، و"سهر" طالبة في قسم الديكور، لها مشاركات عديدة في معارض في كلٍ من "حمص" و"دمشق".