من تابع المؤتمر الطبي الحصني الذي جرى على هامش مهرجان "القلعة الوادي" في شركة "البلسم" الحواش حمص بين 6/8/2009 و7/8/2009، يتعرف فوراً على الجهد المبذول في التنظيم والمراسلات التي جمعت خيرة الأطباء السوريين المهاجرين، وإذا كان هذا العمل يغلب عليه الطابع الجماعي سواء في سورية أو في المغترب فإن الدكتور "الياس معماري" المغترب في أميركا هو أحد أحجار الزاوية الذين بُني عليهم وما يزال جسر التواصل من خلال المؤتمر الطبي الحصني منذ انطلاقته عام /2004/ وحتى الآن.

يتحدث الدكتور "معماري" عن فكرة هذا المؤتمر فيقول: «في 15/3/2004 انطلقت الشرارة الأولى لفكرة هذا المؤتمر، كنت أنا والدكتور "سمير قحوش" نفكر بالاتصال مع الزملاء في سورية لعرض الفكرة عليهم، وهنا تحمّس العديد من الأطباء السوريين والحماصنة في المغترب، والبعض عرض الخدمات للناس العاديين من معاينات وإجراءات بسيطة ومعقدة وأبدى استعداداً لإجراء عمليات جراحية مثل الأوعية والتخدير والعصبية وغيرها ثم نجحنا في تطبيق الفكرة في صيف عام /2004/ بالتعاون مع شركة البسلم».

نحن متمسكون بعاداتنا وتقاليدنا العربية ونزرعها في نفوس أبنائنا، حتى إن ابني "مضر" قدّم مشروعه لنيل الثانوية عن الفرق بين الأكل السوري والأكل الأميركي وقد شرحه بطريقة رائعة

ويرى الدكتور "معماري" أن أهمية هذا المؤتمر مزدوجة بالنسبة للأطباء المغتربين حتى يتواصلوا مع زملائهم الموجودين في سورية، ومفيدة للأطباء السوريين حتى يتعرفوا على الجديد بعالم الطب من تقنيات ومهارات وغيرها.

الدكتور "الياس معماري"

ويضيف الدكتور "الياس": «كما يساهم هذا المؤتمر في التواصل الاجتماعي فنحن لنا زملاء من نفس الدورة أو قبل أو بعد، نتعرف عليهم وعلى عائلاتهم وأحوالهم الاجتماعية هذا جزء أساسي من أهداف المؤتمر خصوصاً هذا العام، فهناك تنوع كبير بالاختصاصات وكم لا بأس به حوالي /18/ طبيباً مغترباً اشتركوا معنا».

بعد افتتاحه لموقع المؤتمر على الإنترنت وطلبه من الجميع وضع بريده الإلكتروني الخاص بدأ الدكتور "معماري" بالغوص في تاريخ المشفى الحصني أثناء محاضرته يوم افتتاح المؤتمر، حيث بذل جهداً واضحاً للتعرف على المتبرعين الأصليين الذين ساهموا في بناء المشفى رغم أنهم مهاجرون من أكثر من /50/ سنة وأبرز الوثائق والصور التي تدعم عملية بحثه ويقول: «كان هناك دافع بداخلي يحثني على البحث عن كل شخص له فضل في بناء المشفى الذي أستطيع القول إنه أحدث نقلة نوعية طبية في المنطقة، لم أنتهِ وهذا ليس كل شيء العام القادم سأبحث عن الأبناء والأحفاد مع أنهم مهاجرون قبل أن يبلغوا 10 أعوام أرسلوا بالتحيات والسلامات للسوريين».

صحيفة أمريكية كتبت عن محاضرة الدكتور "معماري"

يتحدث الدكتور "معماري" بثقة عن قدرة الأطباء السوريين في أميركا عن مجاراة زملائهم في بقية العالم فيقول: «الطبيب السوري معروف بنشاطه وتعبه أينما ذهب، عندما يريدون طبيب يعمل بصمت وخبرة يأتون للطبيب السوري، هذا ليس في أميركا فحسب بل في دول الخليج أيضاً، فقد عملت هناك حوالي سنتين وكنت سعيداً بالنجاحات التي يحققها زملائي السوريين».

كما تحدث الدكتور "معماري" عن التواصل الاجتماعي بين السوريين والعربي في أميركا من خلال السهرات والحفلات والأندية معتبراً هذا التواصل هو الجانب الإنساني الذي لابد من المحافظة عليه ويقول: «نحن متمسكون بعاداتنا وتقاليدنا العربية ونزرعها في نفوس أبنائنا، حتى إن ابني "مضر" قدّم مشروعه لنيل الثانوية عن الفرق بين الأكل السوري والأكل الأميركي وقد شرحه بطريقة رائعة».

صورة جماعية مع الأطباء المشارين في المؤتمر

ولد الدكتور "الياس معماري" في قرية "المشتاية" عام /1956/

تخرج من "جامعة دمشق" /1985/ اختصاص طب مخبري.

عمل في مشفى الحصن الطبي بين (1990 / 1992)، سافر إلى أميركا عام /1996/. واختص بالتشريح المرضي.

يشغل حالياً رئيس قسم المخبر في مستشفى "الصحة المميزة" بولاية "بنسلفانيا" في مدينة تدعى المدينة الخضراء، متزوج وله ولدان.