"يحتاج الإنسان إلى احترام إنسانيته وهي الخطوة الأولى في تقدّم البشرية وفي أي عمل صالح" لم يكن هذا المثل سوى أنموذج حياة يُحتذى وهدفاً يتحقق لسيدة متميزة من سيدات "حمص". "دعد الدرويش" أول مقاولة إمراة في سورية منذ 1986، أسست وترأست نادي "ترفيه المسنين" فيها عام 2003 وتبرعت بتكاليف التأسيس كاملةً كهدية لوطنها، عضو في غرفة تجارة وصناعة "حمص"، منظمة "الهلال الأحمر" السوري، الجمعية السورية لـ "سرطان الثدي" بـ "دمشق" جمعية "البيت الدمشقي"، رئيسة فرع جمعية لرعاية الشيخوخة في "حمص" للجمعية الأمّ بـ "دمشق".

وعن مسيرة الحياة، وطبيعة الأعمال والمحطات التي مرت بها تحدثنا السيدة "دعد" عندما التقاها موقع eHoms في منزلها بمدينة "حمص" والتي حدثتنا عن البداية بالقول: «حصلت على شهادة "البكلوريا" وعلى أساسها كان مشروع إكمال دراستي في الخارج بأحد الفروع الهندسية والذي لم يتحقق لأنني فضّلت البقاء في سورية والالتحاق بدورة لميكانيك السيارات في "دمشق" وأكون الفتاة الوحيدة بين مجموعة من الشباب وهذا ما أثر فيّ بأن يكون معظم أصدقائي من الذكور وأن أكتسب من تلك الصداقة قوة الشخصية وحب المغامرة في مجالات لم تدخلها النساء وأهمّها مجال "المقاولات" وهو مجال عمل والدي وكان ذلك في عام 1986، وساعدتني الدورة السابقة على اكتساب اللغة الفرنسية وتقويتها حيث أنّ المصطلحات والمناهج المستخدمة في مجال "الميكانيك" وقت ذلك كانت باللغة الفرنسية، ومازالت إلى الآن حيث أنّ معظم قطع السيارات تحمل أسماءً فرنسية وذلك كلّه كان في "دمشق"، عُدت بعدها إلى "حمص" لأتزوج ويصبح لدي ثلاثة أولاد (ولدين وفتاة) أصغرهم في الخامسة عشرة».

نتيجة عملي في نطاق المقاولات وجمعية المقاولين، وكمندوبة للوزارة التي عملت بها على مدى ثلاثة أيام أسبوعياً تمّ اختياري لاستلام صندوق المساعدة الاجتماعية للكبار في السن وذلك فتح المجال أمامي للاحتكاك بهم والتعامل معهم بشكل مباشر لأجد نفسي في هذا العمل فقد أحببت من أتعامل معه فهم أصدقاء والدي وبفئته العمرية، وأصبحوا فيما بعد أصدقائي أيضاً

يعتبر نادي "ترفيه المسنين" خطوة نوعية وفريدة تجاه فئة عمرية معينة وقد أقيم في "دمشق" عام 2003 على قطعة أرض تبلغ حوالي 25 دنم وعن ذلك المشروع تضيف: «نتيجة عملي في نطاق المقاولات وجمعية المقاولين، وكمندوبة للوزارة التي عملت بها على مدى ثلاثة أيام أسبوعياً تمّ اختياري لاستلام صندوق المساعدة الاجتماعية للكبار في السن وذلك فتح المجال أمامي للاحتكاك بهم والتعامل معهم بشكل مباشر لأجد نفسي في هذا العمل فقد أحببت من أتعامل معه فهم أصدقاء والدي وبفئته العمرية، وأصبحوا فيما بعد أصدقائي أيضاً».

السيدة "دعد درويش"

وعن حساسية العمل مع هذه الفئة العمرية تضيف: «صحيح أنّ معظمهم تجاوز الستين من العمر إلّا أنهم من فئة المتقاعدين الذين كانوا موظفين، عمّال، مزارعين.....، خدموا بلادهم في أهمّ مراحل حياتهم وأكثرها عطاءً لذلك هم يستحقون العناية من جميع الناس، ونحن في المستقبل سنصبح في مثل أعمارهم ومنها أتت فكرة إنشاء النادي الخاص بترفيههم وهي الأولى من نوعها في الوطن العربي احتاجت الكثير من العمل على نطاق التأسيس والمنهجية والإصرار على مجانية النادي وعدم استخدام سياسة التبرعات وإنما تأمين المورد المادي من خلال النشاطات التي قمنا بها ورعتها شركات ووزارات القطاع العام -أهمّ داعم للمشروع-، والآن لدينا مقرّ رئيسي في "دمشق" على مساحة واسعةٍ جداً من أجل بناء جسم النادي بما يشمله من مقاهي ومراكز انترنت، إضافةً لقرية صغيرة ترفيهية وأخري سياحية خاصتين بـ "المسنين" والمتقاعدين سيتمّ إقامتهما قريباً والأخيرة ستشمل طرازاً حديثاً وقديماً مستخدمة مواد من "الخشب" و"اللبن" لتعطي طابعاً دافئاً إضافةً إلى تقديم خدمات طبية وعمليات شبه مجانية».

السيدة "دعد" هي الفتاة الوسطى في عائلةٍ مؤلفة من 9 أخوة، دائمة القراءة والاستماع إلى الموسيقى، نقلت اتجاهها في الحياة إلى أولادها المتأثرين بها إلى حدّ كبير كما تقول: «لقد تأثرت بوالدي كثيراً، لأنني عملت معه منذ شبابي وكنت دائمة التواجد معه، واحتكاكي من خلال العمل في مجال "المقاولات" فتح أمامي أبواباً واسعة في التعرف على الكثيرين لذلك اتسعت علاقات العمل والنشاط الخيري فلم يعد هناك من أوقات للفراغ وأصبح التلفاز ملغى في حياتي وحياة أبنائي الذين تأثروا بي إلى حدٍّ كبير خاصّةً بعد ملامستهم نتيجة الأعمال الإنسانية ومساعدة الناس على الرغم من أنّ عمل المرأة في مجال "التجار"ة و"المقاولات" يلاقي صعوبة كبيرة في مجتمع "شرقي" مازال منغلق على نفسه، ولابدّ من الاصطدام بمشاكل وعقبات أكثر ما ساعدني على حلّها هو إيماني بقوة الله التي وضع بعضاً منها في خلقه، ووالدي واستعانتي بكتاب ألجأ له دائماً يروي حياة القائد الخالد "حافظ الأسد" لأجد فيه حلولاً دبلوماسية قد تتناسب مع ما يعترضني».

السيدة "دعد" أثناء زيارتها المأوى الانجيلي للمسنين

الجدير ذكره أنّ السيدة "دعد" من مواليد "حمص" عام 1966، حائزة على جائزة "العمل الصالح" عام 2003 من قناة BBC البريطانية" وعلى شهادات تقدير من كلّ من وزارة الإعلام، شهادة شكر وتقدير من سماحة السيد "حسن نصر الله"، وشهادة شكر وتقدير وذلك تضامناً مع جمعية أطفال "التوحد" بـ "اللاذقية"، من اللجنة الإعلامية العربية في "نيوجرسي"/ أمريكا.

شهادة تكريم للمبادرة الإنسانية لعام 2009 من جمعية إنماء للأطفال المصابين بـ "السرطان" ودعم "المرأة الريفية" بـ "الرقة"، إضافةً إلى جائزة من اتحاد "كتاب العرب" عام 1994 وهي عضو دائم فيه، وقد كرمّها برنامج "ابن البلد" لعام 2005، وقد تمّ اختيارها في برنامج أصحاب المبادرة الإنسانية على قناة "الجزيرة" الفضائية.

أثناء مشاركتها في مسير لحملة ضد "سرطان الثدي"