لم يكن تكريم نقابة الفنانين في "حمص" للفنان "محمد فريد كمال" العازف والمؤلف الموسيقي، مفاجئا ضمن مهرجان الثقافة الموسيقية الذي أقيم في "حمص" في 29/4/2009، فهذا الرجل يضم في سيرته الذاتية آلاف الساعات من العمل الموسيقي حتى قبل أن يبلغ سنته العاشرة بعد، وحتى وهو على أبواب السبعين لا يزال يبحث عن تشكيل شخصيته الموسيقية. ترك "محمد فريد كمال" مدينة "اللاذقية" ولم يبلغ من العمر سوى سبع سنوات بسبب إغلاق المدرسة الداخلية التي كان يدرس فيها هناك...

وانتقل إلى مدينة "حمص" للدراسة في الميتم الإسلامي فيها وكان قد بدأ بتعلم الموسيقا وعن بداياته يقول: «في الصف الثالث الابتدائي بدأت دراستي الموسيقية كان ذلك عام /1950/ بإشراف المربي "محمد موسى عبيد" وهو من الذين أدخلوا علم الموسيقا الأكاديمي إلى "حمص" بعد أن درس الموسيقا في فرنسا وقام بتدريس مواهب صغيرة مثل الفنانين "كنعان شمس الدين" و"عدنان دياب" و"مطيع مصلح" وكنا نذهب إلى منزله ونتعلم منه أصول وكيفية التلحين والتوزيع الموسيقي، لمدة عام ونصف، وكان قد أهداني بعض المراجع الموسيقية الخاصة بالتلحين والتوزيع مازالت محفوظة لدي».

عام /1981/ سجلت عدة أعمال موسيقية منوعة لصالح التلفزيون السوري، منها أغنية "يدا في يدي يا رفيق السلاح" كانت من ألحاني وكلمات "أحمد ضحية" ولاقى هذا العمل صدى واسعا على مستوى سورية، كما قمت بالعديد من الزيارات للمشاركة بمهرجانات موسيقية منها إلى روسيا وليبيا والعراق مع الفرق النحاسية الكشفية التي كنت أعمل بها

عام /1955/ انتسب الفتى "كمال" إلى الفوج الكشفي (الأول المضرية)، وبدأ بتدريب الفرقة الموسيقية وهو شاب صغير، وفي عام /1958/ عُيّن قائدا للفرقة الموسيقية وبقي مشرفا عليها حتى عام /1980/، وفي خدمة العلم كان الفنان "كمال" يتابع نشاطه الموسيقي فاستلم فرقة المراسم في الجيش العربي السوري ويتحدث عن هذه الفترة فيقول: «لا أستطيع العيش بلا موسيقا، بعد خدمتي عملت في الإذاعة والتلفزيون عام /1962/ لكني لم أستمر لأني كنت أفكر بالعودة إلى "حمص" دائما وعدت إليها عام /1963/، لنشكل أول فرقة غربية بقيادة "طوني سلوم"، وكنت أحد أفرادها الأساسيين على آلة الترومبيت وكنت أوزع الألحان التي كان يكتبها الفنان "طوني"، وأصبحت فيما بعد قائدا للفرقة، وبقينا نقدم الحفلات الفنية لمعظم المناسبات والأعياد وغيره حتى عام /1979/».

يعترف الفنان "كمال" أن الموسيقا شكلت لديه دخلا ماديا جيدا آنذاك، مما جعله يتابع دراسته للموسيقا فدرس آلة البيانو لمدة عامين في معهد الموسيقا، وتابع دراسته بشكل ذاتي مستعينا بالكتب والمراجع والدراسات لكبار الموسيقيين الغربيين وكل ما يخص آلة البيانو، ثم بدأ بتدريس وتعليم العزف على هذه الآلة، وفي عام /1971/ تم تفريغه لصالح منظمة اتحاد شبيبة الثورة لتدريب فرقتها الموسيقية وقام فيها بتأليف العديد من المرشات العسكرية والأناشيد القومية منها "مرش الفتوة" و"نشيد للشبيبة" و"يا بغداد".

كما انتدب الأستاذ "فريد" لتدريس الموسيقا في مدارس الغسانية بـ"حمص" منذ عام /1980/ وحتى عام /1992/، ويتحدث عن أهم المحطات في حياته في تلك الفترة فيقول: «عام /1981/ سجلت عدة أعمال موسيقية منوعة لصالح التلفزيون السوري، منها أغنية "يدا في يدي يا رفيق السلاح" كانت من ألحاني وكلمات "أحمد ضحية" ولاقى هذا العمل صدى واسعا على مستوى سورية، كما قمت بالعديد من الزيارات للمشاركة بمهرجانات موسيقية منها إلى روسيا وليبيا والعراق مع الفرق النحاسية الكشفية التي كنت أعمل بها».

تعلم الفنان "فريد" على العديد من الآلات منها (البيانو والترومبيت والكلارنييت) بحكم تفرغه للموسيقا، ويقوم بتدريس هذه الآلات في المعهد الموسيقي بـ"حمص" ويعطي الدروس الخاصة بالموسيقاوهو موظف متقاعد في شركة المصابغ كان قد انتدب من قبل الشركة لتعليم الموسيقا في منظمة اتحاد شبيبة الثورة وطلائع البعث، ومفرغ بشكل كامل حاليا بتعلم وتعليم الموسيقا كما يقول ولا يجد في حياته دقيقة واحدة من الفراغ على حد تعبيره فهو إما يقرأ عن الموسيقا لكبار المؤلفين مثل "زرياب" و"بتهوفن" وآخرين أو يعزفها ويعلمها مع طلاب الموسيقا.

الأستاذ "محمد فريد كمال" من مواليد "اللاذقية" عام /1940/ لديه أربع أبناء و/9/ أحفاد يتمنى أن يعلمهم جميعهم الموسيقا ولديه عشرات التوزيعات الموسيقية مثل "أوبريت زنوبيا" من كلمات "عيسى أيوب وألحان "مرشد عنيني" و(غزة العزة وتحيا بلادي سورية).