أحد مشروعات "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" غير الربحية في مجال ريادة الأعمال، والهادفة لتقديم الدعم اللازم للمشروعات الشبابية الخلَّاقة، الصغيرة منها والمتوسطة، لتكون رديفة في صنع فرص العمل وليست باحثة عنها.

هكذا عرَّفت الدكتورة "لودا رشيد علي"، "حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات" بحمص التابعة للجمعية العلمية السورية للمعلوماتية والتي تتخذ من جامعة "البعث" مقرَّاً لها، وهذا الاختيار جاء بعد توقيع اتفاقية تفاهم بين الجمعية والجامعة عام 2008، لتكون الحاضنة قريبة من البيئة التعليمية الأكاديمية من جهة، ولأنّ الطلبة هم الفئة العمرية الأكثر استهدافاً للغاية التي أُنشئت من أجلها الحاضنة من جهة أخرى.

دعم المشروعات الناشئة ذات الأفكار الإبداعية الخلَّاقة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، هو الغاية من مشروع الحاضنة، لتكون المشروعات رديفة في صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ولتشكل قيمة مضافة لها، كما تابعت الدكتورة "لودا رشيد علي" مديرة الحاضنة في حديثها مع مدوّنة وطن "eSyria"، مشيرة إلى أنّ عدد المشروعات المُحتضَنة حالياً أربعة تنوعت أفكارها وأهدافها وهي: مشروع "بدّي" المتخصص في التسويق الإلكتروني، و"We Hear" الهادف لتقديم خدمات الدعم النفسي، إضافة لمشروع خدمات الدعم الطبي التخصصي "DMA"، ومشروع "يلَّا نشتغل" وهو عبارة عن تطبيق خاص بأجهزة الموبايل يقدِّم خدمات صغيرة في الأعمال الحرَّة، وفي مطلع عام 2021 هناك خطة لقبول مشروعات جديدة.

الدكتورة لودا رشيد علي مديرة الحاضنة

المشروعات المقبولُ احتضانها تحقق شروط القبول المعتمدة الموجودة على الموقع الإلكتروني الخاص بالحاضنة، حيث يتم عرض المشروع المقدَّم على لجنة تحكيم خاصة، تُشكّل من قبل لجنة العمل الريادي في مجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، والتي تقوم بدراسته لتتأكد من مدى ملاءمته لأهداف الحاضنة، المتمثلة في نشر روح ريادة الأعمال بين الشباب من ذوي الكفاءات والخبرات في مجال تقانة المعلومات والاتصالات، وتزويدهم بالمهارات اللازمة من أجل الدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه، إضافة لتوفير البيئة العلمية والفنِّية من قبل خبراء ومستشارين، وبنية تحتية لروَّاد الأعمال المعلوماتيين، بغية إنشاء مشاريعهم الاستثمارية، ومنحها فرص نجاح عالية.

ومشروع "Beddi Shop" هو أحد المشروعات الأربعة الموجودة في الحاضنة، تمَّ تأسيسه عام 2017 وهو عبارة عن متجر إلكتروني مختص ببيع الهدايا (أونلاين) في عموم المحافظات السورية كما ذكر "نادر بريجاوي" وهو خريج كلية "الاقتصاد" في جامعة "دمشق" وأحد مؤسسي المشروع، ويضيف قائلاً: «بدأت به مع اثنين من زملائي، بعدها شاركنا بفكرة المشروع في مسابقة "ريادة الأعمال" التي أقامتها "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية"، وحصلنا على الجائزة المالية ومعها قبول احتضانه ضمن "حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات"، مشروعنا عبارة عن متجر إلكتروني مؤلف من منصة وموقع إلكترونيين، إضافة لتطبيق خاص للبيع الإلكتروني في "سورية"، والعمل مستمر بالمشروع منذ ذلك الحين وحتى الآن، الفئة المستهدفة من هذا المشروع الشباب بين سن 18-45 عاماً من المهتمين بشراء منتجاتنا في كل بقعة على الأراضي السورية، ونجاحه كان نتاج الدراسة الأكاديمية التخصصية لنا كمؤسسين له من جهة، والمساعدة التقنية التي قدَّمتها الحاضنة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات من قبل مختصين واستشاريين في هذا المجال من جهة أخرى، لأنَّ مشروعاً كهذا بحاجة لتقنيات خاصة في تصميم المواقع وطرق الحماية الإلكترونية والمعلوماتية لبياناته المالية، وحسابات مستخدميه الشخصية.

نادر بريجاوي صاحب مشروع (بدي) داخل حاضنة مشروعه

عن شروط التقدُّم للحاضنة حالياً، تؤكد الدكتورة "لودا رشيد علي" أنه يمكن لأيٍّ كان من السوريين ومن في حكمهم، التقدُّم بطلب احتضان لمشروعه على ألّا يقلَّ عمره عن 18 عاماً ولا يزيد على 35 عاماً، والحد الأدنى لشهادة المتقدِّم العلمية هي الثانوية العامة، لكن الأولوية في القبول هي لحملة الشهادات الأعلى، وخاصة في تقانة المعلومات والاتصالات والمجالات المرتبطة بها، يحصل المحتضنون على التدريب والاستشارات اللازمة لكل مشروع ويعملون وفق برنامج زمني محدد، وخطة تتم متابعتها باستمرار من قبل إدارة الحاضنة، لضمان تحويل المشروعات إلى منتج ذي استدامة وواقعٍ ملموسٍ من قبل المستفيدين منه، إن كان المواطن العادي أم المستثمر له.

وختمت مديرة الحاضنة حديثها بأنَّ التوجهات الحالية للجمعية، هي وضع خطة استراتيجية لخمس سنوات، تتضمن إدخال معايير الجودة فيما يخص العمل المعلوماتي، مع الاستعداد الدائم للتشبيك مع كل الجهات التعليمية والمجتمعية، لتساعد بخبراتها التقنية والعلمية والريادية عن طريق برامج الاحتضان الأكمل في "سورية" للمشروعات الناشئة، وتوجهت بالشكر لمجلس إدارة "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" لاهتمامها الدائم بالأعمال الريادية، ورعاية الشباب التقاني، ولا سيّما في المرحلة الجامعية، كما نوَّهت بالدور الكبير الذي تقدِّمه "جامعة البعث" الشريك الأساسي في نجاح هذا المشروع.

هذه اللقاءات تمت في مقر الحاضنة بجامعة "البعث" بتاريخ 22 كانون الأول 2020.