يتصف نبات القصب بشعبيته وانتشاره في ريفنا السوري ذي الجو المعتدل ولا سيما القرى الغنية بالمجاري المائية حيث ينمو، وتحتوي بيئة "وادي النضارة" على عدة أماكن خاصة بزراعة القصب الذي عاد من جديد إلى واجهة الاستهلاك المتعدد الأوجه.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 5/9/2013 السيد "الياس سلوم" من قرية "القلاطية" الذي يعنى بمجموعة من نباتات القصب التي وجدت قرب بستانه ليستمر بالعناية بها وبيعها أو استخدامها وعن ذلك تحدث: «القصب الموجود في منطقتنا هو قصب بري نما ووجد في الطبيعة من تلقاء نفسه دون أن يزرعه أحد والذي جعله ينمو ويكبر الماء الوفير الذي وفرته النبعة الموجود بجانبه ويقصدها الكثير من الناس لأخذ حاجاتهم من عيدان القصب وهي تتجدد سنوياً حيث يفضل قطفها والاستفادة منها بعد تجفيفها أو قصها وهي أقرب إلى الجفاف، وقد يأخذها البعض وهي خضراء مع أوراقها، ولا تحتاج إلى أية عناية أو تسميد وإنما تعتمد فقط على وجود الماء والجو المعتدل».

فيما سبق كان القصب مادة تباع كإحدى وسائل البناء المتبع في المطاعم والفنادق التي تتواجد في المنطقة لكونها ذات طابع سياحي إضافة لاستخدامها في تراسات البيوت ولكنها تراجعت مع ظهور المواد الحديثة الطراز وحالياً زاد الإقبال عليها من جديد نتيجة غلاء أسعار المواد ولأنها وسيلة طبيعية وتتحلى بمظهر جميل وتكلفة بخسة

أعتبر القصب قبل فترة لا بأس بها مادة أساسية ومهمة كانت مستخدمة وبشكل كبير في عدة مجالات وعن ذلك يضيف: «فيما سبق كان القصب مادة تباع كإحدى وسائل البناء المتبع في المطاعم والفنادق التي تتواجد في المنطقة لكونها ذات طابع سياحي إضافة لاستخدامها في تراسات البيوت ولكنها تراجعت مع ظهور المواد الحديثة الطراز وحالياً زاد الإقبال عليها من جديد نتيجة غلاء أسعار المواد ولأنها وسيلة طبيعية وتتحلى بمظهر جميل وتكلفة بخسة».

السيد مروان موسي.

السيد "مروان موسى" أحد الأشخاص الذين يستخدمون القصب في عدة مجالات وعنها يتحدث: «أستخدم عيدان القصب بعد نزع الأوراق عنها وتنظيفها وأنتقي منها مجموعات تتساوى في الطول والحجم لصناعة جدران خاصة في حديقة منزلي تمنح الخصوصية المطلوبة للأسرة إضافة إلى أنها تعطي برودة مميزة ومنظراً جميلاً ومختلفاً عن الجدران الأسمنتية أو الخشبية التقليدية وهي سهلة الفك ويمكن نقلها وتغييرها في اي وقت إضافة إلى استخدامها في الزراعة عبر تشكيلها لمنصات الزراعة الخاصة بالنباتات المتسلقة وبالأخص الخضراوات كالفاصوليا لأنها تتميز بالمرونة والثبات والطول».

يترافق نبات القصب في استخداماته مع فصل الصيف حيث يصبح نوعاً من التجارة المؤقتة لبعض المزارعين أو الشبان وعن ذلك يضيف السيد "الياس سلوم": «يقوم بعض الشباب ببيع القصب بعد قيامهم بقطفه كمادة خام أي مع أوراقه أو يقومون بتنظيفه وتجميعه على شكل مدات أو بسط بسعر أغلى أو يصنع لتجميل بعض الأماكن وإضفاء الطابع القروي عليها كما يستخدم في صناعة قصبة الاركيلة إضافة إلى أنه المادة الأساسية لصناعة "الناي" كأداة موسيقية احترافية أو لمجرد بيعها للرعاة الذين يستخدمونها كأداة للتسلية».

جدران القصب

الجدير بالذكر أن نبات "القصب" الذي يختلف عن قصب السكر يتواجد وبكثرة في منطقة الساحل السوري والمناطق الجبلية التي تتوافر فيها المياه والحرارة المعتدلة ويعمد الفلاحون في كثير من الأحيان إلى التخلص منه لأنه يشكل عائقاً للمزروعات.