أصبحت منطقة "وادي النضارة" إحدى أكثر المناطق إنتاجاً لمادة شمع العسل المتعددة الفوائد الذي دخل في صناعات عديدة أهمها التجميلية، حيث انتشرت معامل الأدوية الطبية والتجميلية في المنطقة، وذلك لكون المنطقة بيئة حاضنة بشروطها المناسبة لتربية وتواجد أعداد كبيرة من خلايا النحل.

للتعرف على كيفية الحصول على هذه المادة وماهيتها صناعياً وطبيعياً التقت مدونة وطن "eSyria" السيد "عيسى جريج" بتاريخ 20/8/2013 أحد مالكي مزارع خلايا النحل ويقول بداية: «تأتي أهمية هذه المادة نتيجة لكونها أساسة وضرورية لبناء الخلية ولا يمكن أن يستطيع النحل أتمام عمله في صنع الخلية أو وضع العسل داخلها من دون أقراص الشمع، فهي المخزن الذي يتراكم فيه العسل، لذلك لا يمكن لأي مربي نحل أو صاحب خلايا أن يستغني عن وجوده بشقيه الطبيعي والصناعي، وحالياً يستخدم الصناعي بكثرة في حالة الخلايا الخاصة للإنتاج السريع والبيع حيث نساعد العاملات بوضع أقراص الشمع الجاهز لتأتي النحلات بالعسل وتضعه فيها ثم نقوم نحن بجمع الأقراص وفرزها وأخذ ما بداخلها من عسل ثم إعادتها للخلية مرة أخرى وهذا في حال استخدام "الفرازة" الآلية دون العصر باليد الذي يتلف قرص الشمع».

تختلف أقراص الشمع تبعاً لكونها صناعية أو طبيعية ونادراً ما تباع الطبيعية وإنما يكتفي الناس بشراء الصناعية حيث تباع بالكيلو أو بالعدد حسب الحاجة لتوضع في إطارات خشبية مفرغة خاصة

تعتبر أقرص شمع العسل أو ما يسمى "العكبر" مادة معقدة التركيب حيث تتطلب من النحلات العاملات عملاً متواصلاً وله أهمية لدى مربي النحل، وعنه يضيف: «على الرغم من استخدامنا أقراص الشمع الجاهزة والشبيهة بالطبيعية في بعض الخلايا، إلا أن مربي النحل يبقون قسماً من الخلايا دون أقراص لتقوم العاملات بصنع أقراص الشمع الطبيعي وهذا يأخذ وقتاً أطول بكثير إذا ما قورن بالقرص الصناعي، ولكن جودة الطبيعي وطعم العسل ونوعيته لا تقارن بالصناعي أبداً، فهو ذو سعر أعلى ويطلب بكثرة لأصحاب شركات التجميل والصيادلة وأطباء التجميل الذين يدخلونه بعد التوصية عليه والإصرار على كونه طبيعياً في كثير من وصفات العلاج المتنوعة».

السيد عيسى وهو يصنع أطارات الشمع

يحفظ شمع العسل بمفرده أو بداخله العسل ويباع كذلك في كلتا الحالين ويفضل الاختصاصيون شراءه مع عسله الطبيعي، ويتابع: «يقطف العسل في موسمين أو ثلاثة خلال العام ومنه يحصل على الألواح الشمعية التي يكون العسل بداخلها، أما في حالة حفظه فيكون ذلك داخل أوعية نظيفة بشكل تام وجافة إما اللوح كاملاً أو يقطع لقطع متفاوتة حسب الطلب في حال عدم وضعه في الخلية مرة أخرى».

تؤمن خلايا النحل الموجودة في المنطقة حاجات عيادات التجميل والمصانع الخاصة بصناعة بعض أدوية التجميل المرتكزة على شمع العسل وعن ذلك تحدث الدكتور "يوسف الشامي" صاحب إحدى الشركات الدوائية: «يستخدم شمع العسل في صناعة العديد من الأدوية التجميلية وخاصة في المراهم والأقنعة التجميلية المرطبة والمغذية والمنظفة وذلك نتيجة لغناه بفيتامين "أ"، إضافة لكونه مادة مطرية وتدخل في مجموعة من الأدوية الجلدية وليس التجميلية فقط، وزاد استخدامه في المنطقة بعد افتتاح عدة معامل وعيادات تجميلية إضافة لوجود جامعة خاصة بدراسة التجميل».

أقراص شمع العسل في الفرازة

أما السيدة "أسماء حنا" فهي تستخدم مادة شمع العسل منزلياً لعدة احتياجات، وعنها تضيف: «أحاول الاستفادة من شمع العسل الناتج عن خلايا النحل المستخلصة بعد قطاف العسل في كثير من الأشياء أولها الأقنعة التجميلية التي سبق أن استشرت في صناعتها طبيباً مختصاً وهي تتألف من مواد طبيعية أساسها الشمع، إضافة إلى استخدامي لها في الشموع المنزلية حيث أقوم بتذويب أقراص الشمع وصبها بأشكال متنوعة وفي بعض الأحيان تشتري مني النسوة هذه الأقراص لأغراض التجميل أيضاً».

تسوق هذه المادة محلياً داخل القرى أو خارجها وبأسعار مختلفة بحسب الموسم والجودة وعن ذلك يختم السيد "عيسى" قائلاً: «تختلف أقراص الشمع تبعاً لكونها صناعية أو طبيعية ونادراً ما تباع الطبيعية وإنما يكتفي الناس بشراء الصناعية حيث تباع بالكيلو أو بالعدد حسب الحاجة لتوضع في إطارات خشبية مفرغة خاصة».

الجدير بالذكر أن الدراسات الحديثة أثبتت استخدام شمع العسل في التحنيط لكونه يحافظ على مرونة ورطوبة الجلد.