رافقت "محبة ليون" أباها منذ صغرها بأعماله وشغل منحوتاته، لتدخل كلية الفنون الجّميلة بجامعة "دمشق"، وتمتهن موهبةً نمت منذ الصّغر، إلى جانب تدريسها الرسم بمعهد إعداد المدرسين في "حمص"، ناقلةً الخبرة الفنية لولديها الصّغيرين كما نقلها والدها لها.

تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 2009، وختمت بذلك مشوار الفنّ كدراسة، وبدأتهُ طريقاً مهنيّاً روحياً، تلجأ إليه متى أرادت تجسيد الواقع، فتلقت كلّ الدّعم من والديها وإخوتها، حيث تقول لـ"مدوّنة وطن" "eSyria" عن أعمالها والمعارض التي شاركت بها: «تميل روحي لعالم النّحت الواسع، ولكن ندرة المعارض الخاصة، وارتفاع تكلفة أدواته دفعني لأفرّغ طاقاتي الفنيّة معظم الوقت في رسم لوحات زيتيّة، والمشاركة بها في معارض "حمص"، فشاركت بمعرض في كلية الهندسة المدنية بجامعة "البعث" عام 2015، ومعرض بعنوان "تحية للسّابع عشر من نيسان" بمقرّ اتحاد الفنانين التشكيليين من خلال لوحة بورتريه، بالإضافة إلى معرض "حمص القديمة"، والعديد من المعارض المتنوعة التي تحمل مناسبات خاصّة».

فأناصرها برسم قوتها تارةً؛ إلى جانب تصوير حزنها وانكسارها أحياناً، لذا أستخدمُ الألوان الحارّة والباردة بتدرجاتها كالأحمر والأصفر والأزرق النّيلي، فترى لوحاتي مليئة بالألوان بعيداً عن المساحات الرّماديّة الفارغة

لطفولتها وعائلتها نصيبٌ أكبر في صقل موهبتها، فوالدها "إبراهيم ليون" أحبّ النّحت وامتهنه، وتشارك مع أبنائه في حبه للفن، فهو الأكاديمي خريج كلية الفنون الجميلة بـ"دمشق" منذ عام 1980، وتؤكد "محبة" أنها اكتسبت النّظرة الفنية الحقيقية تجاه أي عملٍ فنيّ منه، خاصةً عندما كانت تراقبُ فرحه الشّديد بأي منحوتةٍ أو عملٍ فنيٍّ آخر، حيث ينظرُ إليها بإمعان شديد، ليزرع بداخلها دون قصد حبّ الفنّ، وتقول: «والآن لديّ ولدان أمشي معهما بخطوات بسيطة في تعليم عدّة فنون، لما فيها من تفريغ طاقات وتهذيب النفس، وأتلقى بالوقت نفسه دعم زوجي، لأوسع نطاق عملي ضمن عدّة أنشطة للأطفال واليافعين، وتعليمهم الرّسم وإقامة معارض للهواة أيضاً».

أحد المعارض المشاركة بها

أشارت "ليون" إلى تنوّع المواضيع التي تتناولها والألوان التي تعبر عن ماهية اللّوحة المرسومة وخاصّةً فيما يتعلّق بتصوير حالة المرأة، «فأناصرها برسم قوتها تارةً؛ إلى جانب تصوير حزنها وانكسارها أحياناً، لذا أستخدمُ الألوان الحارّة والباردة بتدرجاتها كالأحمر والأصفر والأزرق النّيلي، فترى لوحاتي مليئة بالألوان بعيداً عن المساحات الرّماديّة الفارغة» كما قالت.

"إميل فرحة" رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بـ"حمص" أوضح أن "محبة" تشارك بشكلٍ متكررٍ بمعارضَ جماعيةٍ وخاصّةٍ ضمن صالة الاتحاد لفناني المحافظة، وعنها قال: «بعدما تابعتُ أعمالها ومشاركاتها بأغلب المعارض، ووجدت أنها اختارت مواضيع متنوعة منها بيوت وحارات قديمة، والمرأة بأسلوبها الخاصّ الذي يعتمد على التبسيط والشّفافيّة في إخراج العمل الفني، وفي بعض الأحيان كانت المرأة حاضرة بخصوصية الشّكل واللّون والاختزال بكلّ انفعالاتها للوصول إلى المتلقي بكلّ صدقٍ وشفافيّة التعبير التي يمكن أن تنقلها الفنانة الأنثى».

جهدها مع ابنها يثمر منحوتةً جميلة

فيما بيّنت الشابة "آية ظفور" خريجة معهد إعداد المدرسين لقسم الرّسم، والطالبة لدى "محبة ليون"؛ أنه عندما يقوم الفنان بالتدريس فهو بالتأكيد على دراية بالواقع الفني، ويساعد بشكل كبير على وضع تصورات لمرحلة ما بعد التخرج أكثر من المدرس البعيد عن النشاطات الفنية خارج جدران المعهد. وتضيف: «الفنانة "محبة" كانت تشدّ الجميع لما تعطي، فتبتكر أساليب غير تقليدية، وتضيفُ لمسةً من تجربتها الفنية الواقعية لتعطي بدائل بعيداً عن القوالب الجاهزة والمبتذلة، وقد أثارت رغبتنا لتعلّم كلّ ما تقدمه بسرعة، وأنا الآن أشقُّ طريقي في مجال الرّسم وأمتهنهُ أيضاً، وفخورة كوني كنتُ طالبةً لديها؛ حيث شجعتنا وجعلتنا نشارك بعدة معارض خارج المعهد».

الجدير بالذّكر أنّ "محبة" من مواليد "حمص" عام 1985.

تجسد المرأة في رسوماتها

يذكر أن اللقاء مع "محبة ليون" بتاريخ 2 تشرين الثاني 2020