استطاع تطوير موهبته بسنوات قليلة منتقلاً إلى مرحلة الاحتراف في رسم الوجوه، باتباع المدرسة الواقعية واستخدام مواد من البيئة المحيطة كالمسامير والخيوط في ابتكار طرق جديدة في البورتريه.

مدوّنةُ وطن "eSyria" تواصلت مع الفنان "بكر عبد الرزاق" بتاريخ 16 نيسان 2020 وعن موهبته يقول: «بدأ شغفي بالرسم منذ الصغر عبر محاولات بسيطة، في المرحلة الابتدائية أحببت مادة الرسم وكنت أحاول المشاركة فيها دوماً، ومنذ عشر سنوات بدأت أتعمق في الفن التشكيلي من خلال رسومات بدأت بسيطة وتطورت بشكل سريع من ناحية التقنيات والأسلوب، لأن الموهبة موجودة داخل كل إنسان لكنها تحتاج إلى صقل وتدريب مستمر، وتنضج بالصبر والإرادة وبالتعرف على المواد المطلوبة في تشكيل اللوحة الفنية، في سن العشرين بدأت العمل بشكل جدي، وبعد مرور أربع سنوات دخلت مرحلة الاحتراف وانتشرت رسوماتي على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع وكان ذلك عاملاً إيجابياً بالنسبة لي».

أفخر بجميع أعمالي، لكن أقربهم إلى قلبي هي رسومات أطفال "سورية" التي رسمت فيها ابتساماتهم رغم المعاناة، كما ظهرت على عدة محطات تلفزيونية وأعتبر ذلك قفزة في مسيرتي الفنية وأشعر بالتشجيع من قبل المحطات المستضيفة، حيث أبهرتهم رسوماتي عالية الدقة، وفي إحدى البرامج أهديت الفنانة "فايا يونان" رسماً لها

وعن أسلوبه الفني يتابع بقوله: «دافعي لدخول عالم الرسم واتباع المدرسة الواقعية هو التعبير عن الواقع الذي نعيشه ونقله إلى اللوحات بطريقة فنية، وتأثرت بالتشكيلي "ليوناردو دافنتشي" فهو أكثر من مجرد رسام، كان عالماً، نحاتاً ومعمارياً متعدد الفنون، واتبع المدرسة الواقعية لأنها تستمد عناصرها بشكل مباشر من الطبيعة وتتجلى جوانبها في الأمور المستمدة من البيئة المحلية والتي تُشعر المتلقي بالانطلاق نحو الواقع».

شهادة تكريم حاصل عليها

ويكمل قائلاً: «بتشجيع من الأهل والأصدقاء، استمريت بالرسم، وكان أول عمل قمت به لوحة لفتاة صغيرة سورية وموضوعها عن معاناة الأطفال في ظل الأزمة، واستخدمت فيها تقنية الفحم الأبيض والأسود، وهو أقدم أنواع الرسم، وأميل لرسم البروتريه الذي يعتبر صعباً جداً، واخترته تحدياً وطريقةً رائعةً للتعبير، فهو يحتاج إلى دقة عالية وإحساس بالظل والنور، وإحساس بالتشريح لجسم الإنسان وأن يتخيل الفنان تأثير كل حركة فيه، وإضافةً إلى شغفي به أرسم كل الموضوعات وجميع التقنيات والموضوعات التي تحتاج إلى خيال واسع، عبقرية ولمسات فنية غامضة تبهر الناظر، وتجعله متحيراً يفكر بما يعنيه الفنان وما يقصده وما هو تعبيره من خلال هذه اللوحة».

وعن أسلوب الرسم بالمسامير والخيوط يقول: «يجب على الفنان التغيير واستخدام عدة أساليب وألا يبقى معتمداً على أسلوب واحد فقط، يعتبر الرسم بالخيوط والمسامير أسلوباً صعباً للغاية ويأخذ الكثير من الوقت في تأسيس اللوحة، تشكيل الملامح أو التخطيط بالمسامير والخيط، إضافةً إلى التركيز ومعرفة أين يجب أن يضع المسمار وكيفية تشابك الخيوط فهي شبكة معقدة وممتعة بالوقت نفسه تتطلب الكثير من الأحاسيس في الظل والنور وأين يجب أن يكون تشابك الخيوط أكثر كثافة والعكس، وبذلك يصبح الفنان أكثر ثقةً بنفسه من خلال إنجازه لوحةً في غاية الصعوبة، ويصبح أكثر تمكناً، كما تعلمه الصبر والإرادة القوية وعدم اليأس وتحدي الصعوبات، لأنه استطاع القيام بعمل فني مدهش بأبسط الأدوات التي يصادفها في حياته الاعتيادية، وبالتالي يصبح الناظر إلى اللوحة منبهراً جداً ويسأل كيف تم تشكيلها من خلال هذه الأدوات».

لوحة بالمسامير والخيوط

وفيما يتعلق بالمواد المستخدمة يقول: «يختلف البورتريه من حيث المواد المستخدمة فيه، فصعوبة الفحم على سبيل المثال في إتقان النور والظل وصعوبة الرسم بالأبيض والأسود، أما الألوان فتحتاج إلى دقة عالية وكيفية استخراج درجة اللون وأن يصنع الفنان لوناً من الألوان الأساسية، وهي عملية معقدة وتحتاج إلى تركيز وإحساس عالٍ، وأحياناً أواجه صعوبة في إيجاد المواد المطلوبة للرسم».

ويتابع: «أفخر بجميع أعمالي، لكن أقربهم إلى قلبي هي رسومات أطفال "سورية" التي رسمت فيها ابتساماتهم رغم المعاناة، كما ظهرت على عدة محطات تلفزيونية وأعتبر ذلك قفزة في مسيرتي الفنية وأشعر بالتشجيع من قبل المحطات المستضيفة، حيث أبهرتهم رسوماتي عالية الدقة، وفي إحدى البرامج أهديت الفنانة "فايا يونان" رسماً لها».

لوحة لطفلة

من جهتها "عبير مرسي" ناقدة فنية مصرية متابعة لأعماله تقول: «أعرفه منذ ست سنوات تقريباً، ما يميز فنه أنه دقيق جداً في رسوماته وفي إظهار التفاصيل، هو فنان محترف وموهوب، لوحاته مبهرة جداً، تحديداً اللوحة التي استخدمت غلافاً لرواية تعبر عن المعاناة وتأثير الحرب، وتلك المعبرة عن معاناة الأطفال، تحديداً صورة لطفلة صغيرة من "سورية" أرى أنها تشبهني في طفولتي لذلك أحبها جداً، ويمكننا القول أن رسوماته للبورتريه تحفةٌ فنيةٌ فيها اهتمام عالٍ جداً بالتفاصيل، إضافةً إلى استخدامه المسامير في رسم الفنانة العالمية "أنجيلينا جولي" وغيرها، وكانت تلك المرة الأولى التي أشاهد فيها هذا الأسلوب المميز.

"بكر" شخص مجتهد، مكافح وموهوب استطاع خلال سنوات قصيرة أن يثبت حضوره الفني برسم الوجوه والتعبير عن الحرب ومعاناتها من خلال نظرات وجوه الأطفال السوريين».

يذكر أنّ الفنان "بكر عبد الرزاق" من مواليد "حمص" عام 1990، يقيم حالياً في "بيروت"، حاصل على شهادة تكريم لمشاركته في معرض "الفن يوحد الشعوب" الدولي في "تركيا" عام 2019، والذي شارك فيه الكثير من الفنانين حول العالم، ومشارك في العديد من المعارض على وسائل التواصل الاجتماعي.