شقَّ طريقه في عالم السينما والمسرح رغم كل الصعوبات التي اعترضته، فإصابته بعينه اليسرى أثناء تأديته واجبه الوطني لم تمنعه من تحقيق حلمه في إعادة إحياء السينما بمدينته، واستطاع أن يحصل على جائزة أفضل إخراج فيلم ضمن مهرجان "الدلبة" الثقافي رغم بساطة إمكانياته.

مدوّنةُ وطن "eSyria" وبتاريخ 28 تشرين الأول 2019 تواصلت مع المخرج "بلال حيدر" ليتحدث عن رحلته في عالم المسرح فقال: «كانت البداية في المرحلة الثانوية عند مشاركتي بالمسرح المدرسي بالعديد من المسرحيات حصلت حينها على جائزة أفضل ممثل بمسرحية "آرتا"، بعدها انتقلت للعمل مع نقابة الفنانين والمسرح القومي، ازداد تعلقي بالمسرح وبعد حصولي على الشهادة الثانوية سافرت لمدينة "دمشق" للدراسة في معهد "محترف دمشق" المسرحي، تخرجت منه وانتقلتُ لمعهد "تياترو" الذي استطعت التخرج منه بتفوّق، كما خضعتُ للعديد من الدورات التدريبية في المعهد العالي للفنون تحت إشراف أساتذة من المعهد، بالإضافة لدراستي في مدرسة "الغد" تحت إشراف الدكتور "سمير عثمان" الذي كان دائماً ملهمي وداعمي في هذا المجال، عملت على إغناء معرفتي عن طريق (كورسات) أميركية مدفوعة الأجر حول صناعة الأفلام وإدارة التصوير والسيناريو».

"بلال" فنان شامل متميز بحبه للعمل بالفن بإبداع، أتت معرفتي به من خلال عرض مسرحي ضمن عروض مهرجان "حمص" المسرحي 2018 ونمت فيما بيننا علاقة صداقة شخصية وفنية، كما كان لي شرف العمل معه في فيلم "فضول" كمشرف فني، حيث استطاع الفلم أن يحصد جائزة أفضل إخراج في مهرجان الأفلام القصيرة ضمن الملتقى العائلي الثقافي في "مشتى الحلو" لعام 2019، فهو يمتلك طموحاً عالياً في نقل السينما السورية إلى العالمية من خلال شغفه وعمله الدؤوب بالتعلم الذاتي في رسم طريقه الفني، وإصابته خلال الحرب لم تمنعه من ذلك بل زادته إصراراً للعمل والنجاح

ويضيف قائلاً: «كنت دائماً مهتماً في مواكبة تطور السينما فعملت على تأسيس نادي سينمائي صغير في نادي "دوحة الميماس"، وقمت بتصوير أول فيلم بعنوان "نون ألف" بمشاركة نخبة من الفنانين المعروفين الذي دارت أحداثه حول الأنانية، عانيت من صعوبات كثيرة كان منها عدم وجود أيّ جهة راعية أو داعمة لدرجة أنني اضطررت لبيع العديد من أغراضي الشخصية لإنتاج الفيلم، قمت بالالتحاق بالخدمة الإلزامية عام 2010 وتسرحت إثر إصابتي بعيني اليسرى وعند عودتي لمدينة "حمص" أردت إحياء السينما والمسرح من جديد، فعملت مع فرقة "إشبيليا" للمسرح على العديد من المسرحيات التي لعبت فيها دور الشرير الذي يمتلك رقعة على عينه فاستطعت توظيف إصابتي بذلك بمسرحياتٍ للأطفال مثل "ليلى والذئب" و"شطة في ورطة" و"سندريلا" ومسرحياتٍ بالمسرح القومي كـ"ليالي الزوال"، ومنذ ثلاثة أشهر قمت بتصوير فيلم "فضول" ضمن ظروف صعبة جداً بعد اعتذار العديد من أصدقاء ممثلين عن المشاركة في الفيلم، اتجهت للعمل مع ممثلين من الشارع فقمت بطرح (كاستينغ) عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والتقيت بالممثلين بعدها ذهبنا لموقع التصوير وقمنا بتصوير الفيلم خلال ساعتين في الشارع واستغرق إنتاجه ثلاث ساعات لأنني كنت أمتلك مخططاً دقيقاً جداً لآلية تنفيذ المراحل، ثمّ أخرجناه بدقة عالية بمساعدة المصور "يعقوب سلوم" والمخرج "عيسى عمران" أردت من خلال الفيلم إيصال فكرة العمل بجد والتركيز على الهدف والابتعاد عن متابعة هموم ومشاكل الآخرين، وبدأت العمل فيما بعد مع فريق "شهد" لإنشاء نادي سينمائي صغير ضمن بيت عربي في الهواء الطلق فكان أول نشاط سينمائي للفريق وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير، وأعمل حالياً على تنظيم مهرجان "حمص" السينمائي الأول لعام 2020».

عيسى عمران

المخرج "عيسى عمران" تحدث عن معرفته به فقال: «"بلال" فنان شامل متميز بحبه للعمل بالفن بإبداع، أتت معرفتي به من خلال عرض مسرحي ضمن عروض مهرجان "حمص" المسرحي 2018 ونمت فيما بيننا علاقة صداقة شخصية وفنية، كما كان لي شرف العمل معه في فيلم "فضول" كمشرف فني، حيث استطاع الفلم أن يحصد جائزة أفضل إخراج في مهرجان الأفلام القصيرة ضمن الملتقى العائلي الثقافي في "مشتى الحلو" لعام 2019، فهو يمتلك طموحاً عالياً في نقل السينما السورية إلى العالمية من خلال شغفه وعمله الدؤوب بالتعلم الذاتي في رسم طريقه الفني، وإصابته خلال الحرب لم تمنعه من ذلك بل زادته إصراراً للعمل والنجاح».

جدير بالذكر أنّ "بلال حيدر" من مواليد مدينة "حمص" عام 1989، وهو عضو في "الجمعية العربية المصرية للثقافة والإعلام".