الطاقةُ الكامنةُ في فكرِهِ حوَّلها رغمَ صعوبةِ السنواتِ الماضية التي عاشَ خلالَها ظروفاً خاصةً، إلى قصةِ تميُّزٍ لموهبته في تصميمِ وتنفيذِ القطعِ الفنية من الخشبِ والزجاج، ليقدِّمها على شكلِ تذكاراتٍ لعشاقها.

بعد جولةٍ مدوّنةِ وطن "eSyria" في مَعرضِ "ابراهيم سهيل بيطار" للأعمال الفنية اليدوية والاطلاع عليها، عرَّفنا عن نفسه قائلاً: «ما ترونه هنا هو ترجمةٌ لهوايتي التي رافقتني منذ صغري في صنع أشكالٍ ولوحاتٍ من قطعٍ تالفةٍ على سبيل لعب الأطفال، ربما كان لوالدي الراحل تأثيراً في ذلك حيث كان يعمل إلى جانب وظيفته الحكومية كفنِّيٍ في صناعة الساعات والكهربائيات، كانت القطع الصغيرة وأدوات الصيانة الصغيرة تستهويني لتجربتها والتعامل معها، عدا عن تأثري بطبيعة البيئة في قريتي "كفرام" التي كانت ملاذي خلال عطلة فصل الصيف، حيث كانت أخشاب الأشجار حاضرةً في ألعابنا ولاستخدامها في الأعمال المنزلية عند الحاجة، ولعي بها كان شديداً لدرجةٍ أنّني كنت أجلبها معي عند العودة إلى المدينة، هذه العوامل إضافةً لدراستي المهنية شكَّلت لديَّ هذا الاتجاه نحو العمل في هذا المجال».

بالنسبة لأعمال "ابراهيم سهيل بيطار" من الناحية الفنِّية فيها امتزاجٌ بين غرابة الفكرة والتصميم حيناً، وبين دقة التنفيذ والمواد المضافة للقطعة الخشبية، التي تعطي جماليةً إضافية لها كاستخدامه حبال القنِّب وقطع الخيش ودرجات اللون بقصد إضفاء الصبغة التراثية لها أحياناً، تميّزه هذا جعل البعض حديثاً يلجأ إليه لتنفيز أعمال الديكور ولوحات المحلات التجارية، وقد أبدع في ذلك أيضاً كون ما ينجزه يتمتع بالبساطة وجمالية التنفيذ

عن أهم المواد التي يستخدمها في حرفته وطرق تنفيذها يتابع ويقول: «أغلب مشغولاتي من الخشب، كوني أحبُّ تحويلَ تلك القطعة الصمَّاء إلى ما يجعلها تنطق من خلال نحت أو رسم وجهٍ لشخصيةٍ محبوبةٍ لدى الناس، أو كتابة أبياتٍ شعريةٍ يحفظها الناس، أو لأدواتٍ تصلح للاستخدام اليومي كالكؤوس وصحون الضيافة وغيرها، مستخدماً الريشة حيناً والحفر اليدوي حيناً آخر، وأحياناً أخرى بأسلوب الحرق بواسطة (الكاوي) كلُّ ذلك بحسب التصميم الذي أريد تنفيذه، ثمَّ تأتي مرحلة الدهان بزيت (اللكر) ليعطي القطعة رونقها والجاذبية عند المشاهِد لها وللحفاظ عليها أطول وقتٍ ممكن من العوامل الخارجية والغرض الذي تستخدم به، أمَّا الزجاج فالتعامل معه مختلفٌ نظراً لحساسيته تجاه الكسر، ويحتاج إلى هدوءٍ ودقَّةٍ في استخدام الأدوات المناسبة، كما أنّني أقوم بتنفيذ فكرتي مستخدماً النوعين معاً إلى جانب الأسلاك والصفائح المعدنية في بعض الأحيان، تبعاً لما يزيد من جمالية تصميم المنحوتة أو اللوحة».

جانب من أعماله الفنية

ويقول عما يهدف له من خلال عمله: «هدفي في البداية كان تحويل أفكاري لقطعٍ خاصة بي، إلاَّ أنَّ تشجيع العائلة والأصدقاء بعد مشاهدتهم تطور أعمالي المنجزة، دفعني لكي أنفِّذ طلباتٍ خاصة من قبل البعض، سواءً كانوا يريدون تقديمها كهدايا أو كنوعٍ من الديكور الداخلي لمنزلٍ أو لمحلٍ تجاري، وبعد تسرُّحي من خدمة الاحتياط العسكرية والتي دامت ثمان سنوات، ومع عدم وجود فرصة عملٍ مناسبة، آثرت الاهتمام أكثر بحرفتي هذه، وبدأت أعمالي بالتوسع من ناحية التصاميم والمواد المستخدمة فيها، أغلبها يباع كتذكاراتٍ في مناسباتٍ شخصيةٍ غالباً، سعادتي كبيرة حينما تقدَّم أعمالي كهدايا بين الناس تعبيراً عن الحب والتقدير والمباركة في مناسبات مختلفة، أولاً لأنّها استحوذت على قناعة مشتريها وإعجابه بها، ولأنّها تحقق سعادة الطرف الآخر، وقد يحتفظ بها سنواتٍ وسنوات».

الفنان التشكيلي "فريد وسوف" مطَّلع على أعمال "ابراهيم سهيل بيطار" عنها يقول: «ما يميّزه برأيي قدرته العالية على التعامل مع روح الخشب وليس مع جمود القطعة، والمواد التي يقوم باستخدامها بعنايةٍ فائقة من أجل إخراج المنحوتة أو اللوحة بشكلٍ ملفتٍ للاهتمام من قبل المشاهد لها، أسلوبه على الرغم من بساطته، إلاَّ أنَّه قادر على التأثير بالشكل النهائي لأعماله ليعطيها القيمة التي تستحق عند مقتنيها، هو شابٌ موهوبٌ وإذا ما تابع وطوَّر مفردات حرفته البسيطة والعميقة الأثر فنِّياً فسيكون له شأنٌ في قادم الأيام».

صديقه الرسام "كامل ملحم" أبدى رأيه فقال: «بالنسبة لأعمال "ابراهيم سهيل بيطار" من الناحية الفنِّية فيها امتزاجٌ بين غرابة الفكرة والتصميم حيناً، وبين دقة التنفيذ والمواد المضافة للقطعة الخشبية، التي تعطي جماليةً إضافية لها كاستخدامه حبال القنِّب وقطع الخيش ودرجات اللون بقصد إضفاء الصبغة التراثية لها أحياناً، تميّزه هذا جعل البعض حديثاً يلجأ إليه لتنفيز أعمال الديكور ولوحات المحلات التجارية، وقد أبدع في ذلك أيضاً كون ما ينجزه يتمتع بالبساطة وجمالية التنفيذ».

أخيراً نذكِّر بأنَّ "ابراهيم سهيل بيطار" من مواليد "حمص" عام 1984.