بإيمان منهم بصدق الرسالة الفنية، والقدرة الإبداعية السورية على خلق موسيقاها الاستثنائية، تكوّنت فرقة "أرابيسك" في مدينة "حمص" لتنشر النغم في مسارحها، عبر العديد من فعالياتها.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 20 آذار 2019، مع قائد فرقة "أرابيسك" الموسيقية "سليمان مامو"، ليحدثنا حول الفرقة بالقول: «تكوّنت "أرابيسك" قبل عدة سنوات من شعور كل فرد فيها بحساسية هذه المرحلة الفقيرة للخلق الإبداعي وأهميتها، وحاجتها إلى إظهار الوجه الحقيقي للفن، وإظهار الطاقات الإبداعية في مدينتنا وحتى خارجها، هذه الطاقات التي طمحت -وما زالت- إلى تقديم الفن الأصيل بشتى أنواعه برؤى محدثة، محاولةً النهوض بالواقع الفني السوري، وتقديم التراث والحداثة المبنية على أصالة موسيقانا ونبض عصرنا؛ لتكون لدينا في النهاية بصمة خاصة وإضافة إلى الإنتاج الإبداعي السوري. أما الأصالة والتراث، فنقدمهما برؤية جديدة محاولين دمجه في الواقع الحديث على المستوى النفسي والحسي. أفراد فرقة "أرابيسك" 30 عازفاً ومغنياً من أساتذة وخريجين وطلاب موسيقا ومواهب موسيقية متميزة، وكل منهم له أهميته في بناء متكامل؛ يأتي تكامله من العمل بروح واحدة من أجل أهداف واحدة يؤمن كل منا بها؛ وهذا ما جعلنا نعمل بالتزام ومحبة؛ وهذه هي أخلاق الفنان الحقيقي وأسباب نجاحه، لذلك ضمّ هذا الفريق موسيقيين مهمين على المستويين المحلي والعربي، لذلك أيضاً جاءت تسمية "أرابيسك". كل محطة للفرقة كانت لها أهميتها وخصوصيتها، ولا نميل إلى تكرار أنفسنا أو غيرنا، فكانت إحدى المحطات على سبيل المثال بعد مخاض طويل وبعد التكوين النهائي للفرقة باسمها الحالي "أرابيسك"، المشاركة بمهرجان الموسيقا العربية الثامن عشر في "حمص"، حيث قدمنا فيه أعمالاً خاصة من إنتاجنا الذاتي لأول مرة، ومن المحطات المهمة التي كانت تعنيننا جميعاً وتعنيني أنا شخصياً حفل تكريم الموسيقار السوري المبدع "طاهر مامللي"، الذي يعدّ رمزاً من رموز الإبداع والالتزام الفني والأخلاقي؛ ليس في "سورية" فحسب، بل في العالم العربي، وشرف لنا حضوره وإشادته بجهودنا».

الفرقة نتاج عمل لسنوات، حاولنا الاستفادة من تجاربنا الشخصية وتجارب الفرق الأخرى لتلافي السلبيات وتعميق الإيجابيات، ووضع خط جديد ورؤية جديدة نتبعها في تنفيذ أي عمل موسيقي يخصنا؛ وهو ما خلق حالة تميز من حيث الكمّ والنوع فيما نقدم، فالكثيرون يظنون أن كثرة عدد الموسيقيين والمغنين في الفرقة يخلق حالة من الانبهار لدى الجمهور، وهذا خاطئ؛ فمن الممكن أن يتحول هذا العدد الكبير إلى فوضى موسيقية ويؤدي دوراً عكسياً إذا لم يكن مدروساً بدقة. وفيما يتعلق بنشاطات الفرقة، فنحن نحرص على الحضور في أي نشاط ثقافي وفني حسب الإمكانات المتوفرة؛ لأن الفرقة الكبيرة لا تستطيع أن تؤدي نشاطات خلال مدد متقاربة بسبب أمور التنسيق والتدريب وقلة الدعم

وحول الصعوبات يكمل: «من أبرز المعوقات الهوّة الكبيرة بين الإمكانات الإبداعية المحلية والاحتضان الضعيف للإبداع، ومشكلة التوجه إلى الإنتاج التجاري وتغييب الإبداع الحقيقي، كما ينقص الفن هنا في "حمص" الدعم المادي الذي سيوفر وقتاً أكبر للمبدعين للتفرغ لأعمالهم، ويكون حافزاً إضافياً أيضاً للعطاء، ودعم المشاريع التجارية التي تخرب الذائقة والوعي العام عند الجماهير، حتى بلغنا مرحلة يعاني فيها أغلب الفنانين الحقيقيين من حقيقة أن بطاقة العبور إلى الشهرة هي الدعم بصرف النظر عن القيمة الفنية؛ وهذا ما يجعل المشاريع المستحدثة بهذا الدعم تظهر ويروج لها بأسلوب مفاجئ وسريع من دون حالة تراكمية، وبهذا يسلب هذا الدعم من مستحقيه الذين راكموا تجربة طويلة بجهودهم الذاتية، وقدموا للثقافة ودورها أعمالاً مهمة وأثبتوا استحقاقهم لهذا الدعم، ونحن هنا لا نعمّم؛ فمازال بعض المهتمين يظهرون الطاقات الفنية المحلية التي تركت بصمتها الواضحة في المشهد الثقافي ضمن أصعب الظروف التي مرّت بها بلادنا، ورسالتنا في "أرابيسك" هدفها بناء ذائقة فنية أصيلة وعصرية وذات قيمة في مجتمعاتنا في ظل الهجوم الشرس للمشاريع الربحية اللا فنية التي تخرب هذه الذائقة، وهي تنبع من معاناتنا الواعية لهذه التحديات الكبيرة اليوم».

"سليمان مامو"

الموسيقي "جورج ضاوي" بدوره يقول حول الفرقة: «لم تسمح الظروف في البداية أن أكون مع فرقة "أرابيسك"، وعاودنا نشاطنا فيما بعد، فقدمنا حفلتين؛ الأولى بمشاركة الفرقة كاملة، والثانية بمرافقة الشعر، قدمنا فيها أعمالاً متنوعة، فمثلاً حفل تكريم الممثلة "آمال سعد الدين" قدمنا فيه أعمالاً درامية شاركت فيها وأعمالاً كرتونية كالمحقّق "كونان"، ونحن في "حمص" ليس لدينا فرقة أوركسترالية كاملة، و"أرابيسك" تأخذ شكل الأوركسترا من خلال أقسامها المتعددة، عند جمع الآلات يتم ذلك وفق رؤية معينة لدمجها، وفي أول ظهور للفرقة بمهرجان "حمص" قدم أفرادها 60 دقيقة من مؤلفاتهم الخاصة؛ وهو ما أدى إلى ولادة حقيقية لفرقة موسيقية، ومن أعمالها المتميزة كان تكريم الموسيقار "طاهر مامللي"، وتم ترشيحها لعمل بمرافقة "جوقة الفرح" في "طرطوس"؛ وهذه تعدّ خطوة مهمة في مسيرتها».

الموسيقي "شادي فحام" بدوره يقول: «الفرقة نتاج عمل لسنوات، حاولنا الاستفادة من تجاربنا الشخصية وتجارب الفرق الأخرى لتلافي السلبيات وتعميق الإيجابيات، ووضع خط جديد ورؤية جديدة نتبعها في تنفيذ أي عمل موسيقي يخصنا؛ وهو ما خلق حالة تميز من حيث الكمّ والنوع فيما نقدم، فالكثيرون يظنون أن كثرة عدد الموسيقيين والمغنين في الفرقة يخلق حالة من الانبهار لدى الجمهور، وهذا خاطئ؛ فمن الممكن أن يتحول هذا العدد الكبير إلى فوضى موسيقية ويؤدي دوراً عكسياً إذا لم يكن مدروساً بدقة. وفيما يتعلق بنشاطات الفرقة، فنحن نحرص على الحضور في أي نشاط ثقافي وفني حسب الإمكانات المتوفرة؛ لأن الفرقة الكبيرة لا تستطيع أن تؤدي نشاطات خلال مدد متقاربة بسبب أمور التنسيق والتدريب وقلة الدعم».

جانب من الفرقة الموسيقية

يذكر، أن فرقة "أرابيسك" بقيادة "سليمان مامو" شاركت في العديد من الفعاليات الثقافية في محافظة "حمص"، أبرزها مهرجان الثقافة الموسيقية في "حمص"، وتكريم الموسيقار "طاهر مامللي"، والفنانة "آمال سعد الدين".

الموسيقي "شادي فحام"